رواية بينما أرقد محتضرة - As I Lay Dying Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب ويليام فوكنر وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه خاض في مجال الأدب وقد صدر عنه العديد من أنواع الأدب مثل الروايات والقصص القصيرة والمسرحيات والنصوص السينمائية بالإضافة إلى الشعر، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي رواية بينما أرقد محتضرة نُشرت سنة 1930م، ومن ثم تم تجسيدها إلى فلم سينمائي، كما أنها تمت ترجمتها إلى العديد من اللغات العالمية.

نبذة عن الرواية

تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء على أنها نوع من أنواع الأدب القوطي الجنوبي، وقد صرح المؤلف ويليام فوكنر حول الرواية أنه كان عزم على كتابة الرواية منذ بداية منتصف الليل وحتى الساعة الرابعة من فجر ذات الليلة، وقد استمر في ذلك على مدار ستة أسابيع، وعلى الرغم من الوقت السريع الذي كتبه بها إلا أنه لم يقوم بتغيير أي كلمة فيها أو أي حدث من أحداثها كما وصفها أنها من أروع الأعمال الأدبية التي أصدرها، حيث أنها تشير إلا أن هناك إبداع وبراعة بها، كما تم وصف الرواية من قِبل الأدباء والنقاد على أنها أفضل روايات أدب القرن العشرين، كما تم اقتباس عنوان الرواية من الكتاب رقم حادي عشر لملحمة الأوديسة والذي صدر سنة 1925م.

رواية بينما أرقد محتضرة

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول فتاة تدعى آدي، حيث أن تلك السيدة كانت تعاني من وعكة صحية صعبة، وبناء على سوء حالتها الصحية يوم بعد يوم، فقد كانت تدرك وتعلم تمام المعرفة هي وجميع من حولها أن سوف تموت قريباً، وفي أحد الأيام وبينما كانت آدي تجلس جانب النافذة التي في غرفتها، ترى أكبر أبنائها والذي يدعى كاش، يقوم ببناء تابوت لها، وذلك لأنه كان يعلم أنه في أي لحظة سوف تتوفى والدته، ولذلك ينبغي أن يكون التابوت وجميع أمور الدفن جاهزة.

وفي تلك اللحظة تقدم ابنتها والتي تدعى ديوي وتقوم بالعزم على أخذ والدتها إلى الحديقة والمشي معاً سوياً؛ وذلك حتى تجعل والدتها تستشعر بدفيء الشمس التي كانت ساطعة في ذلك اليوم، وفي تلك الأثناء كان زوج آدي ينظر إليها من شرفة المنزل، كانوا جميع من في المنزل يدركون أن آدي سوف تموت قريباً، ولكنهم لم يكن يعلموا أن تلك الليلة هي آخر ليلة لآدي في المنزل، وبالفعل في صباح اليوم التالي توفيت آدي.

وفي المساء بدأت عاصفة مطرية قوية جداً إذ ضربت بكافة أرجاء المدينة، وتلك العاصفة قد أدت إلى ارتفاع مستويات الأنهار كما عملت على جرف جميع الجسور؛ وهنا شعر أفراد العائلة بالقلق والتوتر، حيث أنهم في تلك الأثناء كانوا يريدون الذهاب إلى مدينة جيفرسون؛ وذلك حتى يتم تنفيذ وصية آدي والتي طلبت من خلالها أن يتم دفنها في مدينة جيفرسون.

وعلى الرغم من الظروف الجوية السائدة في ذلك اليوم، إلا أن جميع أفراد العائلة عزموا على تنفيذ طلب آدي، ومن هنا تبدأ رحلة العائلة والتي كانت تلك الرحلة بواسطة استخدام عربة، وقد كان يعتلي العربة أفراد العائلة بأكمله بالإضافة إلى جسد آدي، حيث أنه في ذلك الوقت جسد آدي موضوع داخ التابوت لكنه لم يكن محنط بعد، وفي أثناء تلك الرحلة كان يواجه زوج آدي والذي يدعى آنس وأطفال الخمسة العديد من العثرات والصعوبات والمشاكل في الرحلة.

وهنا كان قد تم تقديم العديد من العروض من مجموعة من الأشخاص؛ وذلك من أجل المساهمة في مساعدة آنس في تكاليف رحلته، لكن آنس كان يرفض أي عرض ومساعدة يتم تقديمها له بشكل قاطع، حتى لو أن تلك المساعدات أمور بسيطة مثل وجبات الطعام أو مبيت أو الراحة ولو قليلاً عن البرد والشتاء.

على الرغم من أنه في بعض الأحيان كانت الأطفال من العائلة يتضورون جوعاً ويضطرون للنوم في الحظائر التي تصادفهم في طريق رحلتهم، ومع كل ذلك كان هناك كثير من الأشخاص الذين يعرضون على آنس مبلغ من المال القابل للسداد فيما بعد؛ وذلك من أجل عدم إشعاره بأن هذا المال من مبدأ الإحسان والصدقة عليه وعلى أبنائه، لكنه أيضاً قابل ذلك الأمر بالرفض، حيث أنه كان يدعي أنه لا يريد على الاطلاق أن يكون مديناً لأي شخص في هذه الحياة.

وفي أحد الأيام اضطر آنس على بيع إحدى المقتنيات التي تخص ابنه الأوسط والذي يدعى جويل، وفي تلك الأثناء رغب جويل في مغادرة تلك العائلة والانفصال عنها بشكل أبدي؛ وذلك بسبب بيع أغلى وأثمن مقتنياته وهو حصانه، وقد كان يصف عائلته بأنها عائلة مختلة ولا يرغب في الاستمرار بالعيش معهم، ولكن بسبب الظروف السيئة التي كانت تحيط بهم في رحلتهم لم يتمكن من ترك عائلته، وإضافة على تلك المشقات التي واجهتهم تعرض كاش الابن الأكبر إلى كسر في إحدى ساقيه.

وهنا يضطر الأب على وضعه فوق التابوت، لكن لم يشكو كاش من أي ألم، حيث كان يدرك كمية التعب التي به والده ولا يريد أن يزيد من همومه، والتي تمثلت أنه في أحد المرات كان أحد أبنائه قد أشعل النار في إحدى الحظائر التي أقاموا فيها ليلة للمبيت، ومرة أخرى حدث معهم أن هرب أحد الأحصنة الذي كان يقود العربة، ولكن والده بعد فترة قصيرة وضع له جبيرة مؤقتة مصنوعة من الاسمنت.

وبعد مرور ما يقارب على العشرة أيام من المعاناة تصل العائلة في النهاية إلى مدينة جيفيرسون، وأول ما وصلوا سرعان ما فاحت ريحة من العفن من التابوت، وقد شاعت تلك الرائحة بين جميع سكان المدينة، وهنا سرعان ما يتوجه آنس إلى استعارة بعض المجازف من إحدى السيدات من أجل الإسراع في دفن زوجته، بينما كاش يبقى في أرضه ولا يجد من حوله من يعتني به وبقدمه، حيث أن أخته كانت بسرعة كبيرة قد ذهبت للصيدلية الموجودة في المدينة من أجل الحصول على طريقة للتخلص من الجنين الموجود في رحمها، إذ لا أحد من عائلتها كان يعلم بذلك.

لكنه في أحد الأيام أدرك والدها ذلك الأمر بينما كانت ترتب مع العاملة في الصيدلية القيام بعملة إجهاض، ومحاولة تقديم النقود إلى الصيدلانية، وهنا على الفور يأخذ منها والدها النقود ويقوم بالزواج من السيدة التي كان قد استعار من المجارف لدفن زوجته، وفي النهاية تم إلقاء القبض على أحد أبنائه الذي قام بإشعال الحريق في الحظيرة أثناء مبيتهم وتم بعثه إلى مستشفى الأمراض العقلية الواقع في ولاية مسيسيبي.


شارك المقالة: