رواية تريستان Tristan Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب توماس مان، وتم العمل على نشرها عام 1903م، وقد تناولت في مضمونها حول شاب كان يدعى أنه أحد الكتاب المشاهير وانضم إلى مصحة من أجل التسلية بمشاعرهم، إلا أن إحدى السيدات كشفته على الفور.

الشخصيات

  • ديتليف سبينيل
  • الدكتور ليندر مدير المصحة
  • فراو كلوترجان مريضة في المصحة
  • السيد هانزي زوج السيدة فراو
  • أنطون ابن السيدة فراو
  • راتين سباتز مريضة في المصحة

رواية تريستان

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى ديتليف سبينيل، وقد كان يعمل في مهنة التأليف والكتابة، وذات يوم توجه إلى منطقة جبلية جليدية إلى مصحة تعرف باسم مصحة إينفريد، كان في تلك الفترة كاتب كان غير ناجح، ولدية كتاب واحد فقط، مطبوعاً على نوع من ورق مصفاة القهوة، ويبدو أحرفه مثل الكاتدرائية القوطية.

تدور أحداث روايته في صالونات فاخرة مليئة بالأشياء الرائعة، وبشكل عام اعترى الكاتب شعور جمالي غريب، حول كم هي جميلة تلك الحياة، وهنا انفجر بشغف في كتابة الرسائل في المصحة، ونادرًا ما كان يلقى رداً على تلك الرسائل، وحينما رآه مدير المصحة ويدعى الدكتور ليندر بهذه الحالة بدأ يستحقره ويصفه بأنه غريب الأطوار، وبدأ يشكك في أنه بالأصل مريض.

وفي أحد الأيام وصلت سيدة تدعى فراو كلوترجان وهي زوجة أحد التجار ويدعى هانزي، وقد أشارت تلك السيدة أنها منذ ولادة ابنها ويدعى أنطون بدأت تعاني من مشاكل في القصبة الهوائية، وتعتقد بأنها تشعر بألم في الرئتين وتنوي تلقي علاجها في المصحة، وفي تلك الأثناء انضمت إليها سيدة تدعى راتين سباتز، وقد كانت رايتن تعاني من انعدام رؤية الألوان ولديها صعوبة في السمع كذلك، وتقتصر وظيفتها على تأكيد كل ما يقوله رفيقها الذي اقتادها إلى المصحة.

وأول ما وصل السيد ديتليف فورًا بالانجذاب السحري إلى السيدة فراو، وفي لقاء مع الطبيب سألها عن خلفيتها وبيئتها، فأخبرته بأنها اعتادت العزف على آلة البيانو، لكنها بعد فترة وجيزة استسلمت، من هنا انتقلت بالحديث لتخبر الطبيب كيف قابلت زوجها، فأشارت إلى أنها ذات يوم كانت تجلس مع مجموعة من الأصدقاء في حديقة المنزل، كانت الحديقة ضخمة بشكل كبير ومحاطة بجدران متداعية مغطاة بالطحالب وفي المنتصف نافورة محاطة بإكليل كثيف من الورد، كانت مع صديقاتها يتعلمون أصول الحباكة في ذلك الوقت.

وفجأة حضر والدها وبرفقته أحد أصدقائه من التجار الشباب، وقعت في حبه على الفور ولم يمضي وقت طويل حتى تزوجا، وفي تلك اللحظات أكثر ما كان يركز عليه الكاتب وهو يستمع إلى حديثها مع مدير المصحة هي الطريقة التي وصفت بها الحديقة، كما أنه لاحظ وجود تاجًا ذهبيًا صغيرًا غير واضح تمامًا، ولكنه يتلألأ في شعر فراو.

وفي لحظة ما تم إخراج مجموعة من مرضى المصحة على زلاجة، وهنا التقت السيدة فراو مع الكاتب في أحد الصالونات، وقد كانت برفقتها السيدة راتين سباتز المملة، وبعد لحظات قليلة نجح الكاتب في إقناعها بالعزف على آلة البيانو، وعلى الرغم من اعتراضها ومنع الطبيب لها من القيام بذلك، إلا أنها قامت بعزف بعض الألحان وغنت معها، وهنا اكتشف الكاتب وجود مغنية أوبرا تتميز بصوت عذب، وبعد غنائها قليلاً اختارت السيدة فراو لحن يتحدث حول فكرة الشوق ثم الحب، وهما قوتان كائنان مفتونان جاهد كل منهما الآخر في المعاناة والنعيم.

ولم يتمكن أي شخص من ازعاجهما في تلك اللحظات وبعد الانتهاء من الاستماع إلى الألحان الموسيقية ساد الصمت العميق الغامض بينهما، ثم بعد ذلك بقي الاثنان مفتولين لبعض الوقت في ضوء الشموع الخافت بشكل ضعيف، وبعد مرور لحظات قليلة غرق الكاتب في حالة من الامتنان والشعر لمترجمته التي قامت من خلال ألحانها بترجمة العديد من الأحاسيس لديه وركع على ركبتيه أمام فراو وأخذ بضم يديه وتشكرها، وفي تلك الأثناء سمع صوت زلاجات القادمة من بعد مع قرقعة الأجراس وتكسير سياط مختلط بأصوات بشرية، فعادوا إلى المصحة.

وفي اليوم التالي تدهورت حالة السيدة فراو، وهنا تم توجيه طلب استدعاء إلى زوجها، والذي كانت في ذلك الوقت يمارس عمله في بلدته المطلة على أحد البحار والذي يعرف باسم بحر البلطيق، ويعتبر زوجها نفسه لا غنى عنه في مكان عمله، وقد أفاد طلب الاستدعاء بالحضور لرؤية زوجته على وجه السرعة، وهنا ظهر الزوج الساذج والحيوي في عمله، إذ سرعان ما يبدو أنه انزعج من ذلك الطلب إلى حد ما، ولكنه اضطر لرؤيتها واصطحب معه ابنه الصغير أنطون ويحمله بين ذراعيه على الرغم من أنه ممتلئ الجسم وثقيل جداً.

وهنا بدأ عذاب الكاتب، والذي في تلك اللحظة لا يزال تحت انطباع لحظات عزف البيانو معها، فكتب رسالة متقنة ووجها إلى السيدة فراو وأشار من خلال تلك الرسالة إنه يستحضر ببلاغة الشاعرة في تلك الحديقة القزحية في إيكهوف، والتي علم بها من خلال القصص التي سردتها عليه السيدة فراو ذات مرة في السابق.

وهنا استطرد حديثه بالرسائل وقال: تأليه مؤثر وسلمي مغمور في التجلي المسائي للتعفن؛ وقد كتب تلك العبارات في محاولة منه لتوبيخ السيدة فراو بسبب لقائها مع زوجها، وما دفعه لذلك هي إصابته بأحد أنواع الأمراض النفسية والذي يعرف بنوع اللاواعي على طريقة الغورماند الشعبي، والذي يسعى إلى التملك والتدنيس بدلاً من مجرد النظر باحترام للطرف الآخر. وختم رسالته بجمل قال فيها: جمال الموت الخجول المتعب الذي يزدهر في عدم النفع السامي، فإنني أتذلل في خدمة الحياة اليومية المشتركة بيننا، ولكن دون جدوى، بينما كان السيدة فراو تحتضر وابنها يتابع أنطون الصغير الوجود المتواضع لوالده.

وفي النهاية توجهت السيدة فراو برسالة إلى الكاتب، ووصفته بأنه جبان ومثير للشفقة والسخرية الذي يخاف من الواقع، ويقتبس باستمرار رسائله من أحد الكتاب المشاهير بطريقة مفسدة، وأطلقت على رسائله عنوان فوضى مليئة بالإصابات الغبية، وأشارت إلى أنها تميز رسائله من رسائل الكاتب الحقيقي، وأخبرته بأنه غريب الأطوار وأن مؤامراته لا تفيده، وتعهدت باتخاذ الإجراءات القانونية ضده، ووبخته وأخيراً ختمت رسالتها بأنه خطير على الجمهور، وتوقف سيل الكلمات الغاضبة جراء دخول راتين سباتز عليها، وفجأة تدهورت حالتها بشكل كبير وبدأت تعاني من مرض في الرئتين وقيل أن وفاتها وشيكة، ولكن تم التلميح إلى وفاتها في وقت لاحق بتكتم من خلال نافذتها المكسوة.

وأخيراً بعد مرور العديد من السنوات التقى الكاتب مع أنطون كلوترجان الصغير والذي كان برفقة مربيته، وحينما رآه الصغير حدث شيء مروع إذ بدأ أنطون بالضحك والسخرية والإشارة بيده إلى الكاتب، فيستدير الكاتب مذعورًا ويبتعد بخطوة مترددة بعنف لشخص يحاول إخفاء ذلك بداخله يهرب.

العبرة من الرواية هي أن الخداع والتزييف ليس له وقت طويل، إذ سرعان ما يتم كشفه.

مؤلفات الكاتب توماس مان

  • رواية الموت في البندقية Death in Venice Novel

شارك المقالة: