يُعتبر الكاتب والمؤلف والأديب العالمي الشهير جيروم كلابكا جيروم من الكتاب الذين أضفوا على رواياتهم طابع الدعابة والفكاهة، وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى ومن ضمن تلك الروايات رواية ثلاثة رجال في قارب، ففي كثير من الأحيان كان يتم قراءتها للدلالة على الأماكن السياحية التي تمت بها تلك المغامرات، فقد كانت عبارة عن رحلة على أحد القوارب في نهر يعرف باسم نهر التيمز الذي يقع جنوب إنجلترا، كما تم تصنيفها ضمن الروايات التي يغلب عليها طابع المغامرة، وتم العمل على نشر الرواية في المرة الأولى سنة 1889م.
نبذة عن الرواية
كانت الرواية تتميز بأنها لا تتضمن تاريخ مدون للأحداث وهذا ما جعل الوقائع تبدو للقراء الجدد أنها أحداث جديدة وتتميز بالبراعة والدهاء، كم أنّ الطابع الفكاهي الذي طغى على الرواية أن يغلب على المواضيع التي تحمل الجدية في الرواية، كانت الرواية تعتمد على ثلاث شخصيات أساسية فيها، وهم المؤلف ذاته التي تمت الإشارة إليه برمز حرف (ج)، بالإضافة إلى اثنين من من الأشخاص وهم الأصدقاء الحقيقين في الواقع للكاتب جيروم.
كما وظّف المؤلف في الرواية أسلوب الخيال عندما استوحى شخصية الكلب، مما جعل تلك الرواية تساهم إلى حد كبير في تطوير المساحة في الوعي الداخلي للقارئ، وكانت تلك من المميزات التي تمتع بها القارئ فقد كان يتهكم ويلذع إلى درجة أن يرى القارئ أن الكاتب لا يريد سوى الضحك من سرد الأحداث في الرواية، وبسبب النجاح الذي حققه الكاتب من رواية ثلاجة رجال في قارب واحد قام الكاتب بإصدار سلسلة من الدراجات السياحية في دولة ألمانيا.
رواية ثلاثة رجال في قارب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في واحدة من الليالي التي قضاها كل من كل كلب الصيد الذي كان يطلق عليه اسم مونتمورينسي وجورج وجيروم وهاريس في الغرفة الخاصة بجيروم، إذ كانوا بينما هم يتناولون السجائر يدور الحديث بينهم حول الأمراض الوهمية التي من وجهة نظرهم أنهم يعانون من ذلك الأمر بشكل كبير في حياتهم.
وبدأوا بالنقاش حول تلك الأمراض ومدى تأثيرها على الفرد، وفي نهاية الحديث يتوصلون إلى أن ما تسبب لهم في تلك الأمراض هو الجهد والتعب الذي يبذلونه خلال قيامهم بالأعمال المخصصة لهم، وعلى أثر ذلك اقترحوا أن يقوموا بإجازة يرفهون بها عن نفسهم فمن وجهة نظرهم أنهم يحتاجون لفترة نقاهة بعيدة عن صخب العمل، وقد تضمن اقتراحاتهم حول المناطق التي يفكرون في الذهاب للاستجمام فيها، فاقترحوا الذهاب إلى مناطق الريف لما فيها من هدوء وسكينة وهواء عليل، وإلى بعض من المناطق البحرية، وقد تم وضع كافة المخططات تلك الرحلة.
لكن هنا تحدث لهم عن إحدى القصص المروعة التي كانت قد حدثت بالفعل مع أخيه وصديقه في إحدى الرحل البحرية التي كانوا قد قاموا بها، وبناء على تلك الحادثة عزم الأصدقاء الثلاثة على قضاء إجازتهم في مكان قريب من نهر يعرف باسم نهر التيمر، والذي يمتد من أكسفورد حتى كينقستون، وهناك يقررون التخييم فترة الإجازة بأكملها، لكن جيروم لم يكن شخصية لديها الخبرة الكافية في هذا النوع من الرحلات والتخييمات.
وعندما يتفق الجميع على يوم محدد للانطلاق في تلك الرحلة، ومما يظهر فجأة أنه يتم استدعاء جورج للعمل ذلك اليوم، وهنا يتوجه كل من جي وهارس إلى إحدى محطات القطار، لكن يتغلبون في إيجاد القطار الذي يتجه نحو تلك المنطقة، مما يضطرون إلى تقديم رشوة إلى صاحب القطار حتى يقوم بتوجيه قطاره نحو مدينة كينقسون، ومن هناك يقومان بأخذ أحد القوارب والتوجه إلى أعلى النهر حتى يلتقيان مع جورج الموجود في ويبردج.
وهنا يبدأ جي من خلال الكتاب يسرد الأحداث والوقائع التي تحدث في الرحلة بالإضافة إلى تذكر كل المناطق والأماكن التي يمرون فيها والدور التاريخي التي برزت فيه كل منطقة، ولا ينسى جي أن يقوم بذكر الطرائف المضحكة التي تحدث معهم والصعوبات التي واجهتهم وأغلبها كانت تحدث معه بسبب خبرته الضئيلة في مثل تلك المغامرات، كما بدأوا في الخوض في العديد من الأمور التي لم يزاولوها من قبل مثل القيام بتجربة العزف على آلة المزمار وتعلمه، وصيد الأسماك وتجربة الغوص واعتلاء أنواع مختلفة من القوارب البحرية، وقد خاضوا في كثير من المغامرات التي وصفت بالتهور في آنذاك.
