رواية جريمة عيد الميلاد - Murder for Christmas Novel

اقرأ في هذا المقال


الأديبة البريطانية أجاثا كريستي من المؤلفات التي غلب على رواياتها وقصصها طابع الأدب البوليسي، حيث أنها اعتمدت شخصية واحدة للتحقيق في الغالبية العظمى من أعمالها الأدبية التي تضمنت التحقيق، ومن أكثر الروايات التي صدرت عنها وحققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية جريمة عيد الميلاد، إذ تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية الشهيرة، كما أنه تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدار الرواية للمرة الأولى سنة 1938م.

نبذة عن الرواية

تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول لغز غرفة مغلقة، وقد كانت مجمل آراء الأدباء والنقاد في الفترة التي تم نشر فيها الكتاب الذي يتضمن الرواية إيجابية، حيث أشاروا إلى أن الذكاء هو كان محاط بالفكرة، وقد تم اعتبار هذه الرواية بأنها من أعظم الأعمال الأدبية التي صدرت عن الكاتبة، ومن خلال تحليل النقاد إلى الرواية والتدقيق في معظم التفاصيل، اعتبروا أنها تحوي هي والروايات الأخيرة للكاتبة على الكثير من التطور في الأنماط والحبكة وسرد الأحداث، وعلاوة على ذلك أنها رائعة الأدلة.

رواية جريمة عيد الميلاد

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول إحدى الشخصيات الرئيسة وهو رجل كان واصل إلى مرحلة الشيخوخة ويدعى سايمون لي، وهو رجل ثري ويمتلك الكثير من العقارات والممتلكات، وإذ به في أحد الأيام كان قد دعا أفراد عائلته وبشكل غير متوقع إلى اجتماع في بيته، وقد كان ذلك الوقت في ليلة عيد الميلاد، وقد كان قابل المدعوون من أفراد عائلته تلك الدعوة بالشك، حيث لم يكن يُعرف عن سايمون في أي يوم الأيام أن لديه عاطفة ومشاعر دافئة اتجاه أي فرد من أفراد العائلة، كما أن أفراد العائلة ليسوا على وفاق وتواصل وترابط بينهم وبينه.

ومما زاد الأمر سوءًا هو تقديم دعوة كذلك إلى ما يعرف بصاحب السجل الأسود في العائلة، وإلى ابن سايمون الذي يدعى هاري كذلك، كما تضمنت الدعوة حفيدة سايمون التي كانت فتاة يتيمة وهي من أب أسباني والتي تدعى بيلار؛ وذلك من أجل الإقامة الدائمة في بيته، ولم يكن أحداً منهم قد قابل تلك الفتاة وهي ابنة شقيقتهم المتوفاة والتي تدعى جينيفر من قبل، إذ تبين مع الوقت أنها فتاة محبوبة من قِبل الجميع، كانت غاية وهدف سايمون من هذا الاجتماع هو أنه نوى التلاعب في مشاعر عائلته بشكل قاسي.

وفي تلك الليلة وصل ضيف غير المتوقع وهو رجل يدعى ستيفن فير في عشية عيد الميلاد، وقد كان ذلك الشخص هو ابن شريك سايمون السابق حينما كان يعمل في مناجم الألماس، وعند وصوله إلى منزل سايمون يتم الترحيب به ترحيبًا كبيرًا، وفي ذلك اليوم يدعو سايمون جميع أفراد العائلة الحضور إلى الاجتماع في ذلك اليوم في فترة ما بعد الظهر؛ وذلك من أجل الاستماع إلى المكالمة الهاتفية التي سوف يجريها مع محاميه الشخصي، حيث صرح أنه يريد تعديل وصيته بعد مضي ليلة عيد الميلاد، حيث ثارت تلك المعلومات غير المكتملة كافة المشاعر السلبية لدى أفراد العائلة وزوجاتهم.

وفي الليلة السابقة إلى ليلة عيد الميلاد وبعد الانتهاء من تناول العشاء يسمع مجموعة من الأشخاص صوت تحطم وتكسر في أثاث المنزل، بالإضافة إلى الصراخ بصوت عالي وقوي، ثم بعد ذلك هرعت تلك المجموعة إلى غرفة سايمون الخاصة، وحينما وصلوا إلى باب الغرفة وجدوه مغلق، وقد كان ذلك قد اضطرهم إلى كسره، حيث ظهر في المكان أثاث ثقيل مقلوب رأسًا على عقب ومجموعة من الأواني المحطمة والسيد سايمون قد توفي، حيث تم ذبحه من منطقة العنق، وقد أحاطت به سيل كبير من الدماء في منظر مروع وصادم، وفي تلك اللحظة كان مفوض الشرطة المحلية قد أصبح موجود على باب البيت الرئيسي قبل أن يقوم أي أحد بالاتصال بالشرطة، وهنا لاحظ المفوض والذي يدعى ساغدن التقاط بيلار شيئًا ما عن الأرض، حيث أصر أن تعطيه بيلار تلك قطعة المطاطية الصغيرة التي وجدتها، بالإضافة إلى الشيء الصغير المصنوع من الخشب.

وفي ذلك الوقت أوضح السيد ساغدن أنه السبب في وجوده في منزل السيد سايمون هو كان نتيجة تدبير مسبق كان قد أجراه الضحية، والذي أخبره كذلك أنه تم سرقة كمية كبيرة من الألماس غير المصقول من خزنته، ومن هنا بدأ المحقق بوارو بمرافقة العقيد جونسون من أجل التحقيق في الجريمة، وقد كانت تلك الجريمة فيها نوع من الغموض، حيث أنه دارت حولها العديد من الأسئلة، وأول تلك الأسئلة كان هو أنه كيف قتلت الضحية في غرفة مغلقة تماماً؟ وهل أن لتلك الجريمة صلة بسرقة الألماس؟ وإلى ماذا يشير وجود مثلث المطاط الصغير والوتد الذي لاحظت وجودهم بيلار في البداية؟.

وبعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات من قِبل بوارو أدرك أن الطبيعة التي تمتعت بها الضحية في طريقة المنهجية والانتقامية، كانت أثرت تلك الصفات بشكل ملحوظ على أبنائه، كما لاحظ كذلك وجود الشبه في الصفات الشكلية، وقد تبين للمحققين أن جميع أفراد عائلة السيد سايمون وإحدى الزوجات هم من الأشخاص الذين من المحتمل أن يكونوا من المشتبه بهم، وحينما أشار مدبر المنزل إلى حيرته حيال هوية ضيوف المنزل أدرك بوارو أن أبناء سايمون من زوجاته الأربعة ربما لا يكونون أبناءه الوحيدين الموجودين في المنزل.

وبعد إجراء العديد من التحريات وجد بوارو أحجار من الألماس غير المصقول مخلوطة مع مجموعة حجارة مخصصة للزينة، وقد كانت مأخوذة من الحديقة الخارجية للمنزل، وهنا استبعد أن يكون قد تم ذلك بدافع السرقة، وفي النهاية قرأ محامي العائلة وصية سايمون، حيث أن سايمون ترك من خلالها نصف أمواله وما يملكه من أملاك إلى ابنه الذي يدعى ألفريد، والذي كان في ذلك الوقت يتولى مهمة الإشراف الكامل على أعمال والده.

وقد أوعز في النصف الآخر من الأموال والأملاك إلى بقية الأبناء، وفي تلك الأثناء كان قد تم ترك بيلار دون ورثة؛ وقد كان ذلك نظرًا إلى موت والدتها منذ ما يقارب عام، وأن تلك الحفيدة لم تكن تعني أي شيء لأي فرد من أفراد العائلة، ولكن لم يكن ذلك الأمر مقصوداً بشكل محدد، وعلى أثر ذلك اجتمع كل من الابن ألفريد والابن الأوسط والذي يدعى ديفيد والابن الأصغر والذي يدعى هاري وقد اتفقوا على جمع كامل ثروتهم مع بعضها البعض وإعطاء إلى بيلار حصة فيها.


شارك المقالة: