تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب الألماني توماس مان، وتم العمل على نشرها عام 1909م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شخص كان يسير برحلة قطار مع مجموعة من الركاب ويبدو لكل من رآه أنه شخصية صارمة، ولكن بسبب وقوع حادثة للقطار تبين أن شخص فذ، ويمكن الاعتماد عليه في حل المشاكل.
الشخصيات
- الراوي
- الرجل ذو الزي أحادي اللون
رواية حادث السكة الحديدية
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخصية لم يتم ذكر اسمها، ويشار إليه بصفة الراوي فقط، كان الراوي يعمل في مهنة الكتابة والتأليف، وفي يوم من الأيام أراد أن يسرد قصة حدثت معه قبل مرور عامين، وأول ما بدأ به هو أنه أشار قرر ذات يوم أن يقوم بالانتقال من المدينة التي يقيم بها وهي مدينة ميونيخ إلى مدينة أخرى تعرف باسم مدينة درسدن، وبالفعل في إحدى الليالي توجه نحو محطة القطار وقطع تذكرة وأخذ ينتظر حتى يحين موعد الرحلة، وقد كانت الغرض من الرحلة هو أن يقوم بإلقاء محاضرة، وفي كل لحظة كان يتحدث في نفسه ويقول: سوف أقدم محاضرة من الدرجة الأولى ويفكر في طريقة بديعة لإلقاء بها المحاضرة؛ وذلك لأنه تم التكفل بنفقات سفره من قِبل من استدعوا لإلقاء المحاضرة.
وحينما حان موعد الرحلة وأخذ يتسلق سلم القطار لاحظ شيء لفت انتباهه من بين أمور أخرى عدة، إذ أن هناك رجل مرتدي زي أحادي اللون ويبدو أنه متعجرف ويميزه شاربه الطويل، بين الحين والآخر كان ذلك الرجل يقوم بالمشاجرات مع الركاب والعاملين على متن القطار، وشخصية ذلك الرجل تختلف عن الشخصية التي يتمتع بها الراوي، فقد كان الراوي هادئ جداً بعيداً عن ضوضاء السفر وهذا الأمر يبدو ظاهراً عليه بوضوح، وعلى الرغم من عدم سفره من قبل، إلا أنه مع ذلك كان السفر بالنسبة إليه شيء عادي مثل المغادرة ليس مغامرة، وقد تبين أن ذلك الرجل ذو الزي الموحد عامل بالسلطات، إذ كان الجميع ينادونه بكلمة سيدي.
بقي الراوي يحدق نظره به، فجراء تصرفاته الغريبة لم يقوى على الاكتفاء من النظر إليه، وفي لحظة ما أخذ على الفور الحرية الكاملة في أخذ كلبه وهو من نوع كلاب الدرواس الصغير جدًا ذو الياقة الفضية والمقود المظفر الملون إلى مقصورته في القطار، وهذا التصرف كان غير قانوني، وبعد أن سمع الراوي الحديث بين المسافرين عنه، علم أنه قائد الأوركسترا ورجل عسكري لا يحب أن يتحدث مع أحد ولا حتى يرتبط بأحد، فهو صاحب شخصية صارمة وقاسية للغاية، ولكن مع كل ذلك كان من الواضح أنه شخص يمكن الاعتماد عليه، وآخر مشاجرات الرجل الصارم كانت مع سيدة عجوز كانت تصعد إلى مقصورة من الدرجة الثانية، إذ قام بتوبيخها ولم يحترم قدرها وسنها.
وفي لحظة ما وبينما القطار يسير في طريقه، خلد جميع الركاب إلى النوم، وبعد أن عمّ السكون الرحلة قام الراوي بإخراج واحد من الكتب وأخذ بقراءة مجموعة من أدبيات السفر الخاصة به، ويعد أن انتهى من قراءة مقتطفات من الكتاب أراد أن يخلد إلى النوم، وفجأة حدثت هزة عنيفة وأخذت عربة القطار تتأرجح بقوة، ثم تحطمت العربة وتوقف القطار، وبعد لحظات من الصمت المفزع اندلع الذعر بين جموع المسافرين، تم سماع صوت قادم من تلك المقصورة الفخمة التي يعتليها الرجل الصارم يطلب به المساعدة، وكله ثقة بأن يقدم أحدهم له المساعدة، وبعد قليل تمكن من الخروج بمفرده.
وفي تلك اللحظة كان مرتديًا بيجاما حريرية ويقف هناك بمظهر يثير السخرية ويبدو أن شخص مجنون، حينها صرخ وقال: يا إلهي ماذا حدث، ونظر بنظرة تفحص من حوله ليدرك ما حل بهم، وهنا انقلب الرجل رأساً على عقب، إذ أصبح يتميز بالتواضع وقام باللجوء إلى المساعدة الذاتية، إذ قام بتنظيف نفسه من أوساخ الحادث ومن توجه نحو إحدى السيارات التي كانت توجد على جانب الطريق وتعود ملكيتها للقطاع الحكومي وهو ما يعمل به وحاول العثور على أي أدوات بإمكانها أن تساعد الآخرين من مسافرين بالخروج من القطار المحطم، ولكنه فشل في العثور على أي أدوات من الممكن أن تساعد في تفادي حياة المسافرين.
وحينما فشل تطلع إلى كافة الجوانب من حوله محاولاً الوصول إلى حل، وفجأة قفز على الجسر بحثاً عن أي شيء قد يساعد في تلك الحالة المزرية، بينما يتدفق الركاب الآخرون من نوافذ القطار وآخرون يصرخون من أجل الحصول على المساعدة، وبهذا كان قد ترك موضوع الرسمية يفلت منه، حيث أنه كان مذهول تمامًا حالة كحال باقي المسافرين، وأخيرًا تمكن من إنقاذ الجميع ومغادرتهم العربات النائمة.
وبعد الاطمئنان على الجميع حاول الحصول على فكرة حول ما حدث، إذ توصل إلى أن اصطدم القطار بقطار شحن متوقف بسبب تبديل غير صحيح، لا يوجد أي خسائر في الأرواح، ولكن من المؤسف هو أن القطار السريع الكبير الذي كان متوجه من منطقة مافي التابعة إلى مدينة ميونيخ تحطمت وانقسم إلى قسمين، بالإضافة إلى أن سيارة الأمتعة التي كانت على متن رحلتهم تحطمت بالكامل، وهذا ما تسبب بحزن كبير للراوي إذ كان على متن سيارة الأمتعة مخطوطة المؤلف التي لا يمكن تعويضها، والتي أمضى عدة سنوات في العمل عليها.
وفي النهاية أشار أحد الشباب من الذي كانوا على متن الرحلة أنه رأى عربة الأمتعة وهي تتحطم وأدلى وقتها بتصريحات تثير مخاوف ورعب وفزع المسافرين، وهنا قال الراوي: كنت في تلك اللحظة أقف بمفردي بين قضبان السكك الحديدية في الليل وأفحص قلبي من شدة حزنه على ضياع تلك المخطوطات، وأخذت أفكر ماذا سوف أفعل إذا ضاعت كتاباتي إلى الأبد؟ ولكن في لحظة ما رأيت أن الموقف أكبر من حزني، وأوضح أنه في السراء والضراء عليه أن يبدأ العمل من جديد.
وبعد أن بدأ المسافر يفكر في نفسه ويفكر في بداية جديدة، بدأت الهيئات الرسمية أيضًا في العمل مرة أخرى، إذ وصل قسم الإطفاء واتضح أن كل شيء ليس سيئًا للغاية ولم يتم إتلاف المخطوطة ولا عربة الأمتعة مدمرة، كما أنه تمت الإشارة إلى أنه بإمكان الركاب مواصلة رحلتهم في قطار بديل، وهنا أوضح الراوي وقال: خلقت المصيبة حالة عظيمة، إذ تبين أن ذلك الرجل الصارم هو رجل نبيل والسيدة العجوز أصبحت تعتلي العربة من الدرجة الأولى عوضاً عن تلك التي من الدرجة الثانية، والراوي سوف يتأخر ما يقارب على الثلاث ساعات عن إلقاء محاضرته والكلب الصغير يجلس في زنزانة مظلمة خلف القاطرة ويأخذ بالعواء.
العبرة من الرواية هي أن ليس كل ما يدل عليه المظهر الخارجي يبدو حقيقياً، فالمواقف التي نمر بها تُظهر معدن الشخص الحقيقي.
مؤلفات الكاتب توماس مان
- رواية الجبل السحري The Magic Mountain Novel