تُعتبر الرواية من الروايات التي تعود إلى الكاتب والمؤلف إيفيلين وو، وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، وقد كان من أشهر الأدباء الذين برزوا في القرن التاسع عشر، كما صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية التي نالت شهرة واسعة حال صدورها، وقد تم العمل على نشر الرواية للمرة الأولى في سنة 1934م.
رواية حفنة من تراب
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية في الرواية وهو رجل يدعى توني لاست، وقد كان توني من الأشخاص الذين يتصفون بأنه رجل من الشرفاء والبسطاء، وقد كان يقيم مع زوجته التي تدعى برندا وابنه الذي يدعى جون، والذي يبلغ من العمر في ذلك الوقت الثمانية أعوام، وتقيم تلك العائلة في منزل موطن أجداده الذي كان يتواجد في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة دير هيتون، حيث أن ذلك المنزل كان عبارة عن محاكاة فكتورية قوطية حديثة، وقد تم وصفه في أحد الكتب المحلية بأنه بمثابة دليل محلي في المنطقة على الرغم من أنه يخلو من أي شيء يثير الاهتمام فيه من الناحية العمرانية.
ولكن بالرغم من المميزات التي يتميز بها كانت زوجة توني تصفه باستمرار بأنه منزل بشع من وجهة نظرها، ولكن بالنسبة إلى توني كان المنزل يشكل منزل فخر واعتزاز بتاريخ أجداده ويجد به كامل متعته، ونظراً إلى أن توني كان إنسان قنوع تماماً بالحياة الريفية، إلا أنه كان يبدو غير واعي للضجر الذي تحدثه زوجته وتحركاتها التي كانت تظهر بأنها بشكل يزيد عن الأمر العادي، وفي أحد الأيام التقت برندا بشخص يدعى جون بيفر، وعلى الرغم من أنها كانت مدركة تماماً للبلادة والتفاهة التي كان يتميز بها، إلا أنها تدخل معه في علاقة غرامية، إذ تبدأ برندا بقضاء فترة تتجاوز الأسابيع في مدينة لندن برفقة بيفر.
وفي ذلك الوقت كانت تتحايل لتوني بأنها تذهب لزيارة صديقاتها، كما حاولت إقناعه بأن يقوم باستئجار شقة صغيرة من والده، وفي تلك الأثناء كانت زوجة بيفر سيدة تعمل في مجال تطوير العقارات، ولكنها ما يعرف عنها أنها إنسانة عديمة الضمير، تطورت العلاقة بين كل من برندا وبيفر وأصبحت مشهورة تمامًا بين أصدقائهما في لندن، ولكن لم تعلم زوجة بيفر بتلك العلاقة على الإطلاق، كما أن توني بقي مفتونًا بزوجته، ويغفل كل ما تقوم بفعله، وحاولت برندا مراراً وتكراراً أن تدخل عشيقها في علاقة مع زوجها من أجل الحصول على الأموال منه، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل الذريع.
وفي أحد الأيام بينما كانت برندا متواجدة في مدينة لندن تتلقى خبر وفاة ابنها، والذي كان قد توفي بسبب حادثة سباق في ركوب الخيل، وحين قيل لها: لقد مات جون، وهنا تظن أن جون عشيقها، حيث أنه جون الاسم الأول له، إذ ظنت أن بيفر هو المقصود، ولكن حين أدركت أن الحديث يدور حول ابنها جون، خانتها كافة المشاعر والأحاسيس وتلفظت بجملة مكرهة وهي: حمدًا لله، وبعد انقضاء جنازة ابنها، أخبرت زوجها بأنها ترغب في الطلاق؛ وذلك من أجل أن تتمكن من الزواج من بيفر، وحين سمع توني بذلك تحطم من الداخل وهنا بدأ يدرك أنه كم هي زوجة خائنة، ومع كل ذلك يوافق على طلبها؛ وذلك من أجل حماية سمعتها في المجتمع، وقد سمح لها بأن تسير في إجراءات الطلاق.
بالإضافة إلى موافقته على تقديم ما يقارب الخمسمئة جنيه إسترليني سنويًا كنفقة لها، ومن هنا ذهب توني من أجل قضاء عطلة نهاية أسبوع في مدينة بريتون، وهناك تعرف على سيدة تدعى مومس، وقد طلب منها العمل على تزوير دليل الطلاق، وقد كان السبب في ذلك هو أن توني علم من شقيق برندا أنها باتت تطالب بمبلغ ألفي جنيه إسترليني سنويًا، وقد كان ذلك الأمر تلبية لطلبات بيفر، ومبلغ كبير مثل هذا كان يتطلب من توني أن يبيع منزل أجداده في هيتون، وهنا بدأت الأوهام تدور في ذهن توني، وعلى إثر ذلك انسحب توني من مفاوضات الطلاق، كما أعلن عن رغبته في السفر لما مدة ستة أشهر وهنا أشار إلى أنه عند عودته بوسع برندا أن تحصل على الطلاق، لكن شرط ذلك دون حصولها على أي تسويات مالية.
ومع مرور الوقت أصبحت احتمالية الحصول على أموال من توني هو من الأمور المستحيل والصعبة، ولهذا لم يعد بيفر يدلي أي اهتمام ببرندا، والتي انتهى بها المطاف إلى أن تهيم على وجهها في الفقر والاهانة، وأثناء رحلة توني كان قد تعرف على أحد المستكشفين ويدعى البروفيسور مسنجر، ومن هنا انضم إليه توني في إحدى رحلات الاستكشاف، والتي كان الهدف منها هو البحث عن إحدى المدن المفقودة، والتي من المفروض أنها تقع ضمن غابات الأمازون، وخلال تلك الرحلة والتي وصفت بالجريئة، دخل توني في علاقة عاطفية أثناء رحلته على متن إحدى السفن مع فتاة تدعى تيريز دو فيتريه.
وقد كانت تلك الفتاة ما زالت في مقتبل العمر وتعتنق ديانة الكاثوليك الرومانية، وقد كان ذلك الأمر جعلها تنأى في العلاقة معه؛ وذلك لأنها علمت أنه متزوج، وحين وصل برحلته إلى دولة البرازيل ظهر أن مسنجر شخص أصبح ضعيف في مهاراته التنظيمية؛ جراء تقدمه في العمر، حيث أنه لم يتمكن من السيطرة على أدلائه المحليين، والذين بدوره هجروه هو وتوني بينما كانوا في مجاهل الأدغال، وفي أحد الأيام أصيب توني بوعكة صحية، وقد همّ مسنجر بتركه في الزورق لوحده؛ وذلك من أجل الذهاب وطلب المساعدة، إلا أنه في ذلك الوقت هبت الرياح وجرف مسنجر التيار إلى شلال ليلقى مصرعه.
وفي ذلك الوقت كان قد نالت حالة الهذيان والحمى من توني، إلى أن جاء الوقت الذي انقذه فيها سيد يدعى تود، وهو من أحد المواطنين المقيمين في مدينة غيانا، وقد كان رب لإحدى الأسر الصغيرة وأثناء فسحته في إحدى المناطق النائية القريبة من منزله، عثر على توني وتولى تود رعايته حتى تماثل إلى الشفاء، وعلى الرغم من أن تود كان شخص أمّي، إلا أنه كان بحوزته العديد من النسخ من الأعمال الكاملة التي تعود إلى الأديب تشارلز ديكنز، وهنا طلب من توني أن يقرأ له تلك النسخ، وحين استرد توني صحته طلب من تود مساعدته من أجل العودة في الطريق التي جاء منها، ولكن تردد الرجل المسن في فعل ذلك مرات عدة، واستمر توني في القراءة.
ولكن الوضع أصبح مهدد بشكل متزايد ومخيف، وهنا أدرك توني أنه محتجز مرغماً عن إرادته، وفي ذلك الوقت وصل فريق من البحث إلى المستوطنة، ولكن تود سرعان ما رتب الأمور؛ وذلك من أجل أن يكون توني تحت تأثير أحد أنواع العقاقير التي تحجب رؤيته عن الأعين، وقد زرع في رأس الفريق أن توني قد مات، وقدم لهم ساعته؛ وذلك من أجل توصيلها إلى الوطن دليل على أنه توفي.
وحينما أفاق توني أدرك أن جميع آماله في أن ينقذ نفسه قد ذهبت في مدارج الريح، وأنه قد حكم عليه بأن يبقى مدى الحياة يقرأ من أعمال ديكنز لآسره إلى أجل غير مسمى، وحين وصل خبر وفاته إلى إنجلترا، تقبل الناس خبر وفاته؛ وانتقل منزله في دير هيتون إلى ملكية أنسبائه، والذين أقاموا نصبًا تذكاريًا في ذكراه، وفي النهاية تزوجت برندا من أحد أصدقاء توني المقربين والذي يدعى جوك.