يُعرف الكاتب المسرحي والشاعر جول غابرييل فيرن وهو من مواليد دولة فرنسا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من المؤلفات الأدبية في مختلف المجالات من شعر ومسرح وقصص قصيرة، وقد أثر بشكل كبير بمن تبعه من القراء، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية خمسة أيام في منطاد، والتي تم إصدارها سنة 1863م، وقد تم تجسيدها إلى مجموعة من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى معظم اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
تُعد الرواية من أولى إصدارات المؤلف الشهير جول فيرن، حيث أنها تميزت بالإبداع والاتقان في مختلف مكوناتها كما عمل في أعماله الأدبية التي لحقت بها، إذ عمل على جمع بين المهارة الإبداعية والمتقنة في الحبكة، بالإضافة إلى طريقة سرد الرواية والتي كانت مليئة بالمغامرات والتطورات التي تلفت انتباه القارئ من خلال مقاطع يغلب عليها الوصف التقني والجغرافي والتاريخي للأحداث، وقد تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول لمحة عن استكشاف قارة أفريقيا، حيث أن تلك القارة كانت في ذلك الوقت من الأماكن غير المعروفة تماماً بالنسبة إلى الأوروبيين، حيث عزم مجموعة من المستكشفين بالسفر إلى كافة أنحاء القارة؛ وذلك من أجل التوصل إلى معرفتها وإبراز الأسرار التي تكمن فيها.
وفي الوقت الذي تم نشر الرواية فيه كان هناك اهتمام شعبي كبير بالاستماع إلى الحكايات الخيالية حول استكشاف تلك القارة، وهذا الاهتمام كان في ذروته، وهذا ما جعل الكتاب يحقق نجاحاً باهراً، إلى أن المردود الذي من بيع الكتاب جعل المؤلف إنسان مستقل من الناحية المالية، وعلى أثر ذلك حصل الكاتب على عقد مع أهم وأبرز دور النشر في ذلك الوقت، والتي تعهدت بإصدار مجموعة كبيرة من مؤلفاته الأدبية لأكثر من أربعين عام متتالية، وقد كانت تحمل الرواية في البداية عنوان آخر ألا وهو رحلات واكتشافات في أفريقيا من قِبل ثلاثة إنجليز.
كما تمحور الحديث في الرواية حول العديد من الموضوعات المهمة والاستكشافات الأولية إلى قارة أفريقيا وأولها هو معرفة مصدر نهر النيل، أما الاكتشاف الثاني فقد كان ربط رحلات المستكشفين السابقين والحديث عن مجموعة كبيرة من المغامرات التي خاضوها، كما اشتمل الحديث عن الصراع بين الأهالي الأصليين أو الصراع مع البيئة.
رواية خمسة أيام في منطاد
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في اللحظة التي يعزم بها الشخصية الرئيسية في الرواية وهو أحد الباحثين والمستكشفين المعروفين لدى الجميع يدعى صموئيل فيرغسون على السفر، وهو بالأصل يعمل كطبيب لكنه لديه موهبة في حب المعرفة والاستكشاف للأماكن من حوله، حيث قرر في أحد الأيام أن يذهب ويتجول في كافة أرجاء القارة الأفريقية، والتي كانت في ذلك الوقت لم يتم استكشافها والتعرف على أسرارها بالكامل، وقد عزم القيام بالرحلة الاستكشافية باستخدام بالون مملوء بمادة الهيدروجين وهو ما يُعرف باسم منطاد.
وفي تلك الرحلة اصطحب معه شخصين اثنين فقط وهم الأول هو خادمه الذي يدعى جو والثاني كان صديقه في مهنة الطب وماهر في الصيد ويدعى ريتشارد ديك كينيدي، وقد كان في ذلك الوقت اخترع آلية من أجل أن تغنيه عن إطلاق الغاز أو رمي الثقل للسيطرة على الارتفاع، وهذا الأمر كان قد ساهم في استمرار الرحلات لفترات طويلة جداً ومسافات بعيدة، وقد كان الهدف والغاية من تلك الرحلة هو ربط رحلة كل من السير ريتشارد ورحلة السيد جون إلى منطقة شرق أفريقيا مع الرحلات التي قام بها السيد بارت إلى مناطق الصحراء الكبرى.
وفي بداية الرحلة انطلق المستكشف من منطقة زنجبار التي تقع على الساحل الشرقي والتي تمر ببحيرة فيكتوريا ومن ثم البحيرة تشاد والتي يتبعها منطقة أغاديس، ثم بعد ذلك تمكن من الوصول إلى باقي مناطق القارة الأفريقية، كما قام بوصف رحلة السيد سيغو التي كان قد توجه بها إلى منطقة سانت لويس وأنه كيف تم اكتشافها، كما يتطرق الكاتب إلى وصف دولة السنغال الواقعة على الساحل الغربي، ويتم الحديث من خلال مضمون الكتاب عن المناطق الداخلية الصحراوية غير المعروفه في قارة أفريقيا والتي تعرف في الوقت الحاضر بجمهورية أفريقيا الوسطى، وهي في الأصل كانت تعرف باسم سافانا.