رواية دانيال ديروندا Daniel Deronda Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتبة والأديبة جورج إليوت، وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى، وقد كانت الرواية عبارة عن مزيج من السخرية والتوعية الأخلاقية، وقد لاقت الرواية حال صدورها صدى واسع حول العالم، ولهذا تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية.

رواية دانيال ديروندا

تعتمد الرواية في سرد أحداثها على خطين رئيسيين بارزين، وقد كانت تلك الأحداث والوقائع تدور في منتصف شهر أغسطس من عام 1865م، وقد كان أول حدث هو لقاء بين الشخصية الرئيسية وهو شاب يدعى دانييل وفتاة تدعى جنديلين في إحدى المدن التي كانت من نسج خيال الكاتبة وهي ما تعرف باسم مدينة ليوبرون، والتي وصفتها أنها تقع في دولة ألمانيا، وفي أثناء ذلك اللقاء وجد دانييل نفسه قد انجذب إلى جنديلين تلك الفتاة التي كان جمالها بارز إلى حد كبير، بالرغم من أنها كانت تتصف بشدة العناد والأنانية، وهناك كان قد شاهدها للمرة الأولى تلعب إحدى الألعاب التي تعرف باسم لعبة الوليت، وهي أحد أنواع اللعب بالورق.

وأثناء تلك اللعبة خسرت جنديلين الكثير من النقود، وفي صباح اليوم التالي تلقت برقية من والدتها، وقد تضمنت تلك الرسالة الطلب بالعودة إلى دولة إنجلترا بشكل سريع؛ وذلك بعد الخسارة المالية الكبيرة التي تعرضت لها عائلتها؛ وذلك على أمل من والدتها في الحصول على بعض المال منها، وعلى إثر ذلك رهنت جنديلين قلادتها وتعود إلى لعبة الورق مرة أخرى من جديد، وعلى الرغم من أنها قد تعرضت للخسارة في تلك اللعبة للمرة الثانية، إلا أنه تم إعادة القلادة لها، وقد علمت في وقت لاحق أن دانييل هو الذي عمل على استرجاعها لها، ومنذ تلك اللحظة تتوقف الأحداث ويعود الكاتب بالقارئ إلى الخلف للحديث عن تاريخ دانيال وجنديلين كل واحد منهم على حده.

ففي أحد الأيام انتقلت جنديلين وأسرتها إلى منزل جديد بعد موت زوج والدتها، وهناك شخص يدعى جراند كورت، والذي عرض عليها الخطوبة بعد فترة قليلة، ولكنه كان يوصف بأنه رجل غامض وقليل الكلام، وبعد مرور أيام قليلة اكتشفت جنديلين أن جراند كورت له عشيقة وهي فتاة تدعى ليديا بالإضافة إلى مجموعة من الأبناء، وعلى إثر ذلك قررت الهروب عن انظاره إلى دولة ألمانيا، ومن جهة أخرى كان قد تربى دانييل في منزل رجل من أصول إنجليزية وقد كان رجل ثري جداً ويدعى السير هوجو، كما كانت تعتبر علاقة دانييل مع هوجو معقدة بعض الشيء؛ وذلك لأنه كان يشاع بأنه الابن غير الشرعي، حتى وصل الأمر أن دانييل بذاته كان يعتقد ذلك.

وقد كان دانييل من الشباب المميزين والأذكياء والعاطفيين ومحبي الخير والمساعدة والعطاء، لكنه لم يكن في يوم من الأيام قد حدد هدف واضح في حياته، وكان ذلك الأمر سبب للخلاف الدائم والمستمر بينه وبين هوجو، كما كان هوجو يطمع بأن يعمل دانييل في مجال السياسة، وفي أحد الأيام وبينما كان دانييل على متن قاربه يسير في نهر التايمز، كانت في تلك الأثناء شابة من أصول يهودية وتدعى ميرا على وشك أن تغرق نفسها، ولكنه سرعان ما هبّ لإنقاذها وحملها إلى بيت أسرة أحد أصدقائه المقربين، وبعد الجلوس معها والحديث في أكثر من مرة اكتشف أنها تمتلك صوت جميل في الغناء، وأنها حضرت إلى مدينة لندن للبحث عن والدتها وشقيقها.

حيث أنها كانت قد هربت من أبيها والذي كان اختطفها منذ صغرها وأخضعها للعمل في أحد المسارح، كما كان يرغمها في الكثير من الأحيان على إقامة علاقة مشبوهة مع أحد أصدقائه الأغنياء؛ وذلك طمعاً منه في الحصول على المال منه، وحينما سردت قصة حياتها على دانييل تأثر بها كثيراً، وبعد ذلك قرر البحث عن والدتها وعن شقيقها بنفسه، ومن هنا بدأت العلاقة بين دانييل والمجتمع اليهودي الذي كان متواجد في ذلك الوقت في مدينة لندن، كما بدأت تقوى العلاقة بين كل من ميرا ودانييل، وحينها خشي من اندفاع مشاعره باتجاهها، ولهذا عزم على الرحيل إلى مدينة ليوبورن مع هوجو، وهناك قابل جنديلين للمرة الأولى.

وهنا عادت الكاتبة بالأحداث إلى الوقت الحاضر وذلك حين رجعت جنديلين من دولة ألمانيا، إذ بعد الخسارة المالية التي تعرضت لها أسرتها، رفضت جنديلين العمل كمربية منزل في أحد المنازل، وهنا اعتقدت أن الزواج هو الطريقة المضمونة والأمنة؛ وذلك من أجل الوصول إلى الأمان المادي للمرأة، ونظراً لعدم امتلاكها الموهبة الكافية، لم تتمكن جنديلين من التوجه إلى الغناء أو العمل في المسارح، ولهذا السبب تزوجت جنديلين من جراند كورت؛ ظناً منها أنها بذلك تنقذ عائلتها من الخسارة المادية، وعلى الرغم من أنها قدمت وعد إلى زوجته السابقة بأنها لن توافق على الزواج من جراند كورت، إلا أنها اضطرت إلى ذلك وأخلفت وعدها جراء الضغوطات المادية.

ومن الناحية الأخرى تعرف دانييل خلال بحثه عن أسرة ميرا على أحد الرجال اليهوديين ويدعى خاير، وقد كان خاير يعيش على أمل أن يكون للشعب اليهودي وطن يجمعهم من كافة أقطار العالم، وهنا طلب من دانييل أن يصبح خليفة له في هذا المشوار وأن يدافع عن قضية الشعب اليهودي طوال حياته، وبالرغم من أن دانييل كان معجب بشخصية خاير بشكل كبير، إلا أنه قد تردد كثيراً في اتباع منهجه والسير على خطاه؛ وقد كان يعود السبب في ذلك إلى كونه ليس من أصول يهودية، كما أن تلك القضية كانت لا تعني له شيء بشكل شخصي، كما اكتشف في وقت لاحق أن مدخاي هو في الحقيقة يدعى عزرا، وهو الشقيق الذي تبحث عنه ميرا طوال السنوات الماضية وأن والدتها قد توفيت منذ عدة سنين.

وفي ذلك الوقت كانت جنديلين تعاني من سوء المعاملة التي تتلقاها من زوجها، والتي كانت معاملة قاسية ويتخللها العنف، كما أنها كانت باستمرار تشعر بالذنب بسبب نقضها لوعدها الذي قطعته إلى زوجته السابقة وأطفالها، وفي يوم زفاف جنديلين لامتها زوجته على خيانتها للوعد، وقد كان ذلك الأمر قد زاد خوف جنديلين وقلقها، وبعد فترة قصيرة التقت جنديلين بدانييل وقد شكت إليه بعض الأمور التي تشعر بالقلق والارتباك جراءها، وفي أحد الأيام بينما كانت قد ذهبا كل من جنديلين وجراند كورت في رحلة إلى دولة إيطاليا، غرق جراند كورت بعد أن سقط من على ظهر القارب، وهنا شعرت جنديلين بالذنب؛ وذلك لأنه طالما تمنت وفاته، بالرغم من أنها سرعان ما قفزت إلى البحر محاولة إنقاذه.

بعد أن كشف السيد هوجو عن هوية والدة دانييل، توجه دانييل إلى دولة إيطاليا من أجل مقابلة والدته والتي كانت من أصول يهودية للمرة الأولى، وهناك قابلت جنديلين دانييل في إيطاليا وفي ذلك الوقت كانت مغرمة به إلى حد كبير، كما أنه ساعدها كثيراً في تخفيف من معاناتها.

وحينما حدث اللقاء بين دانييل ووالدته علم أن والدته كانت إحدى المغنيات في دور الأوبرا الشهيرة وأن السير هوجو كان من أكثر الأشخاص مغرماً بها، وفي تلك المقابلة أخبرت ابنها أن والدها كان طبيب يهودي متدين إلى حد كبير، وقد ضغط عليها من أجل الزواج من ابن عمها، وبعد موت زوجها طلبت من السير أن يربي ابنها على أنه رجل من أصول إنجليزية، وأن لا يعلم بأصوله اليهودية على الإطلاق، وبعد اكتشاف دانييل أصوله اليهودية ازداد تمسكاً بميرا وقرر أن يسخر نفسه من أجل خدمة قضية اليهود وأن يكون خليفة لخاير، وقبل زواجه من ميرا أخبر دانييل جنديلين بقراره وبعزمه على التوجه إلى الشرق، تألمت جنديلين بسبب ذلك الأمر، ولكنها قررت متابعة حياتها، تزوج دانييل من ميرا وتوجها إلى دول الشرق؛ وذلك لبناء دولة اليهود هناك.


شارك المقالة: