رواية دماء وولسنغز The Blood of the Walsungs Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب توماس مان، وتم العمل على نشرها عام 1921م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب وفتاة تم تسميتهما على أسماء شخصيات في أحد الأفلام السينمائية، وحينما شاهدا الفيلم ذات يوم تبين أن أحداثه تسرد واقع حياتهما وما سيحدث معهما، مما جعلهما يدخلان في حالة من الرهبة والخوف لما سوف يحصل معهما.

الشخصيات

  • هير آرنهولد
  • فراو آرنهولد
  • كونز الابن الأكبر للسيد هير
  • ماريت الابنة الأكبر للسيد هير
  • سيغموند ابن السيد هير
  • زيجلاند لبنة السيد هير وشقيقة سيغموند التوأم
  • السيد بيكيراث مسؤول حكومي
  • وينديلند خادم عائلة السيد هير
  • فلوريان خادم لدى عائلة السيد هير

رواية دماء وولسنغز

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخص يدعى هير آرنهولد، وهو رجل أعمال ثري تنحدر أصوله من إحدى العائلات اليهودية، ولد السيد هير في واحدة من البلدات الصغيرة التابعة إلى المناطق الشرقية من دولة بروسيا، وقد حصل السيد هير ثروته بعد الانخراط في عمل وتصميم مخططات التعدين على نطاق واسع في البلاد، وحينما أصبح في مرحلة الشباب تزوج من سيدة تدعى فراو آرنهولد، وهي ابنة أحد التجار الألمان، وهذا ما ساعد هير على أن يصبح مندمجًا في الثقافة الألمانية.

وفي تلك الفترة كان لا يزال جميع أبناء السيد هير آرنهولد البالغين يعيشون معه في ذات المنزل، ولكنهم يتابعون حياتهم المهنية، الابن الأكبر يدعى كونز عضو نشط في قوات الجيش، والابنة الكبرى الثانية تدعى ماريت، وهي تتميز بشخصية قوية وتدرس تخصص القانون، أصغر أفراد عائلة السيد هير آرنهولد هم توأم ذكر وأنثى الأول طفل تدعى سيغموند وشق التوأم الثاني فتاة وتدعى زيجلاند، وقد تمت تسمية هذا التوأم على أسماء شخصيتان في أحد الأفلام السينمائية الضخمة، وهذا التوأم عضوان مدللان ليس فقط داخل نطاق العائلة، وإنما في المجتمع البرجوازي، فهم يحبون بعضهم البعض بشدة.

وفي يوم من الأيام في وقت الغداء جلست عائلة آرنهولد حول قصرهم في انتظار سيد يدعى بيكيراث يشغل منصب المسؤول الحكومي في المدينة، وسبب الزيارة هو تقدم بيكيراث للزواج من زيجلاند، وفي ذلك الوقت وصل بيكيراث متأخرًا إلى موعد الغداء، وهذا الأمر أزعج كل من السيد هير آرنهولد وابنته زيجلاند، وهذا ما جعلهما لا يستقبلاه بشكل جيد، وأثناء تناول الغداء أخبر هير آرنهولد السيد بيكيراث عن أصوله وكيف يؤمن بالإنجاز المطلق للفرد، بغض النظر عن الظروف التي عليه تحملها.

وأوضح السيد هير إن الإنجاز الحقيقي يتم تحديده من خلال تجاوز الفرد للعقبات التي تواجهه والوصول إلى أهدافه دون أعذار، على عكس تماماً من الجمالية والبلاغة الفخمة التي ينسب إليها الكثير من أفراد المجتمع، وهنا تدخلت زيجلاند وشاركت بالحديث، ولكن هنا بعد أن كان بيكيراث يصغي إليه بجد، لم يعد يفقه مما يقوله السيد هير شيئاً، فهو ليس سوى هاوي في الفنون ويجد صعوبة في مواكبة حديثهما وفهمه.

وتلك البلادة التي اتسم بها بيكيراث في تلك اللحظات جعلته هدفًا لهجمات أطفال آرنهولد البلاغية، وهنا طلب سيغموند من والده السيد هير أن يتم إعطاء بيكيراث استراحة، والسماح لكل من زيجلاند وبيكيراث حضور فيلم سينمائي بمفردهما قبل زواجهما، وهنا على الفور كرر بيكيراث الطلب على السيد هير، واتضح لسيغموند أن المسؤول سوف يوافق على طلبها؛ وذلك لأنه يعلم أنه اشترى التذاكر قبل فترة قصيرة.

وبعد الانتهاء من تناول الغداء ومغادرة السيد المسؤول للإشراف على عمله والعودة للذهاب برفقة زيجلاند لحضور الفيلم السينمائي، قام سيغموند وشقيقته التوأم زيجلاند في استغلال الفرصة والاستعداد للذهاب برفقة خادمهم ويدعى وينديلند من أجل حضور الفيلم السينمائي الذي سوف يعرض في إحدى دور السينما في المدينة بمفردهما دون انتظار السيد بيكيراث، وبالفعل لم يتم الانتظار طويلاً، إذ سرعان ما جهزوا أنفسهم بالتمام على وقت وصول العربة، كانت الأجواء في تلك الليلة التي غادر بها التوأم القصر شديدة البرودة وبدأت الثلوج بالتساقط، ولكن سرعان ما اعتلوا العربة ثلاثتهم ودفأهم الخادم قليلاً ومن ثم انطلقوا باتجاه دار السينما.

وبمجرد وصولهم إلى دار السينما شعر كل من سيغموند وزيجلاند بشيء من الراحة في مقاعدهم، وهنا بدأوا يرون أن كل شيء على ما يرام وبدأت السعادة تعتريهم، وأول ما بدأ الفيلم شاهدوا تلك الشخصيات التي سميت بأسمائهم، وخلال أحداث الفيلم رأوا صورة مصيرهم، كما أن هناك الكثير من الأحداث التي تسير في الفيلم كانت تتطابق مع أحداث وقعت معهم بالفعل، وشيئاً فشيئاً بدأت تنعكس تجاربهم على أنهم أبناء آلهة الشمال، وهنا أصبح التوأم وعلى وجه الخصوص سيغموند مندمجان إلى حد كبير مع الأداء الموسيقي ويركزون بنظراتهم على أحداث الفيلم، لدرجة أنهم حتى خلال فترات الاستراحة، سارا عبر ممرات المسرح في حالة تشبه الغيبوبة، غير مبالين بالأشخاص المحيطون بهم.

وفي النهاية عاد التوأم إلى المنزل، وقد وجداه فارغ تماماً، إذ أن الجميع خلدوا إلى النوم، حيث أن في الصباح الباكر ينتظر كل واحد منهم عمله الشخصي، وفي تلك الأثناء ظهر أحد الخدم ويدعى فلوريان والذي كان ينتظرهم على مائدة العشاء مع الفاكهة وسندويشات الكافيار والشراب الأحمر، وهنا قام سيغموند بطرد الخادم فلوريان من غرفة الطعام وإشعال سيجارة، وفي غضون ذلك قامت زيجلاند باحتساء بعض الشاي مع إضافة بعض النكهات إليه، وجلسا كلاهما على مائدة العشاء، ولكن دون تناول أي شيء، وأمضيا كامل وقتهما بالحديث بكلمات قليلة.

وفي لحظة ما أصرت زيجلاند على شقيقها التؤام أنه يجب أن يأكل شيئًا ما، ولكن سيغموند غادر الغرفة بطريقة غير مهذبة، وكان من الواضع عليه أنه يعتريه حالة من الغضب الشديد، وتوجه نحو غرفة نومه وهو مقتنع بأن شقيقته زيجلاند سوف تأتي بعد لحظات قليلة إلى غرفته لتقول له ليلة سعيدة بالطريقة التي اعتاد عليها كلاهما، وفي تلك الأثناء بدأ سيغموند يبحث في غرفته عما يجب فعله بعد ذلك، غير ملابسه وأشعل سيجارة أخرى وأخذ بتحليل ملامحه أمام المرآة.

قرر أخيرًا الاستلقاء على بساط مصنوع من جلد الدب في غرفته على غرار تلك المذكورة في فيلم السينما، وبعد لحظات قليلة كانت زيجلاند تقف على باب غرفته وأخذت تشعر بالخوف من أن يكون شقيقها مريض؛ وذلك بسبب رؤيتها له على بساط جلد الدب على الأرض، فاندفعت إلى جانبه على الفور وبعد أن رأته عن قرب شعرت بالارتياح لرؤيته على ما يرام، فاستندت وركعت أمامه وبدأت زيجلاند في تمشيط شعر شقيقها، لتزيح ذلك التوتر الذي يعتريه، وهنا سألها سيغموند حول رأيها بزواجها من السيد بيكيراث، فردت عليه زيجلاند أنها لا تفكر في الزواج في ذلك الوقت، وأنها ما زالت صغيرة على تحمل المسؤولية.

العبرة من الرواية هي أنه لا يمكن أن يشعر بالحالة التي تصيب الفرد من فرح وحزن أكثر من شقيقه.

مؤلفات الكاتب توماس مان

  • رواية الجبل السحري The Magic Mountain Novel

شارك المقالة: