رواية ذاكرة الأفيال - Elephants Can Remember Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر أجاثا كريستي من رائدات الأدب في القرن التاسع عشر، حيث أنها اشتهرت بالروايات البوليسية، والتي لاقت صدى واسع حول العالم، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم وحققت نسبة مبيعات عالية هي رواية ذاكرة الأفيال، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تُرجمت إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 1972م.

رواية ذاكرة الأفيال

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية والتب تدعى السيدة بورتون كوكس، حيث أنه في أحد الأيام بينما كانت السيدة بورتون تتناول وجبة الغداء مع صديقتها المقربة والتي تدعى أريادني أوليفر تطلب منها أن تتقصى حول أحد القضايا التي تخص خطيبة ابنها والتي تدعى سيلينا رافنزكروفت، وفي تلك الأثناء وجهت السيدة بورتون سؤال إلى السيدة أوليفر وقالت: هل والدة سيلينا هي ذاتها من قامت بقتل والدها أم أن والد سيلينا هو من قام بقتل والدتها؟

وفي ذلك الوقت كانت قد مضى على تلك الجريمة ما يقارب العشرة سنوات، وحينما تم العثور على جثة كل من والد سيلينا والذي يدعى الجنرال إليستر رافنزكروفت وزوجته التي تدعى مارغريت بالقرب من بيتهم الواقع في مدينة أوفركليف، وفي الوقت الذي وقعت به الجريمة لم تتمكن التحقيقات والتحريات من التوصل أو الفصل في أن الذي حدث جريمة قتل أم حادثة انتحار مزدوجة، وفي تلك الأثناء قد ترك الزوجين وراءهما طفلين، وأحدهما سيليا، وقد كان السؤال الذي طرحته السيدة بورتون كوكس أعاد إلى ذاكرة السيدة أوليفر أحداث هذه الواقعة.

ومن هنا تقرر بعد اللقاء التي جرى بينها وبين سيليا أن تعيد التحقيق في القضية؛ وذلك من أجل اكتشاف الحقيقة، وهذا بمساعدة إحدى أصدقائها المقربين وأهم المحققين في ذلك الوقت والذي يدعى بوارو، وقد كان من أبرز المحققين في ذلك الوقت، وأول ما فكر به المحقق هو أن يقوم بإعادة استجواب الشهود الذين كانوا حاضرين على تلك القضية، وهنا من المستحسن أن تكون لهم مثل ذاكرة أفيال؛ وذلك لأنه كان من المعروف عن الأفيال أنها تمتلك ذاكرة لا تنسى أي حدث على الاطلاق مهما كانت التفاصيل التي تلم به.

وبعد إجراء العديد من التحقيقات والتحريات قد ثار اهتمام وانتباه المحقق بعد مجموعة من الاستجوابات أمرين مهمين، الأول كان يتمثل في أن السيدة مارغريت كانت تمتلك مجموعة من الباروكات وقد كان عددهن أربعة، وهو ما يعرف بالشعر المستعار، وقد كان من الأمر الطبيعي من وجهة نظر المحقق أن تمتلك اثنيتن، والأمر الثاني كان يتمثل في أنها قبل أيام قليلة جداً من وفاتها كانت قد تعرضت إلى عدة هجمات من قبل الكلب الذي تعود مليته للعائلة، حيث أنه كان يوجد عندهم منذ فترة طويلة جداً، وعلى أثر ذلك كان من المفروض أنه يكون قد آلف إليها بشكل جيد ولا يقوم أبدا بعضها.

وبناءً على التقارير الأولية للقضية فقد قرر المحقق أن يغوص في أعماق الماضي والتفاصيل التي دارت وقت حدوث هذه القضية، وبعد أيام قليلة جداً اكتشف أنه السيدة مارغريت كان لها أخت توأم وتدعى دولي وفي كثير من الأحيان تتم مناداتها باسم دروثيا، والتي كانت قد توفيت قبل أسابيع قليلة فقط من وفاة شقيقتها مارغريت، وبينما كانت السيدة مارغريت تعيش حياة طبيعية مع عائلتها وتسير كافة أمور حياتها على ما يرام، في ذلك الوقت كانت دوروثيا تعاني من حالة فريدة من نوعها، وهي اضطرابات نفسية.

أما بالنسبة إلى فيما كان يخص خطيب سيليا والذي يدعى دزموند بورتون كوكس، توصل المحقق إلى أنه في الحقيقة هو طفل تم تبينيه من قِبل السيدة السيدة بورتون كوكس، ولم يكن أبداً ابنهم الحقيقي، وأن في الواقع والدته الحقيقية هي سيدة تدعى كاثرين فانن، وقد كانت تعمل في موهبتها في الرقص، وقد تركته والدته الحقيقة لابنها ثروة كبيرة وهائلة، تكفيه إلى فترة طويلة لكنه يمكنه الحصول عليها بعد زواجه، وهنا استنتج المحقق أن السبب الحقيقي المخفي خلف سعي السيدة بورتن كوكس من أجل تعطيل الزواج، هو منع ابنها المتبنى من الحصول على ثروته والتصرف بها لوحده، وقد تبين في الحقيقة أنها هي من كانت تسعى إلى قتله، حيث أنه حينما يتوفى تكون قد حصلت على كامل الثروة، وهنا أدرك المحقق أنها المستفيدة الوحيدة من وفاته.

وبعد التفكير جلياً اقتنع المحقق بأن الحقيقة الكاملة التي تكمن خلف تلك القضية، لن يتم التوصل إليها إلا حينما يتم العثور على مدربة المنزل التابعة إلى عائلة رافنوكروفت والتي تدعى زيلي موهورات، حيث أنها كانت في ذلك الوقت قد قررت العودة من مدينة لوزان الواقعة في إنجلترا، والاعتراف إلى كل من السيد ديزموند والفتاة سيليا بكامل الحقيقة، والتي أشارت من خلالها إلى أن شقيقة السيدة مارغريت دولي كانت في أحد الأيام تقضي فترة من الاسترخاء والنقاهة والتخفيف من حالة الاضطرابات التي تعيشها في منزل شقيقتها مارغريت، وفي لحظة من اللحظات قامت بدفعها وذرف شقيقتها عن ما يعرف بالجرف، وما دفعها إلى ذلك التصرف هو بسبب الحالة النفسية المضطربة التي جاءها نوبه منها في ذلك الوقت، ولم تقوى بالسيطرة على نفسها، وهنا قد أدى ذلك الأمر إلى وفاة مارغريت.

وعلى الرغم من ذلك كانت قد أوصت مارغريت زوجها قبيل وفاتها أن يقوم بتقديم كامل الحماية إلى شقيقتها وأن لا يقوم بتسليمها إلى وجه العدالة، وهنا توصل  المحقق إلى أن المرأة التي ماتت قبل بضع أسابيع من حادثة الوفاة المزدوجة كانت مارغريت وليست دوروثيا، وبعد وفاتها بالفعل نفذ زوجها وصيتها بتقديم الحماية الكاملة لشقيقتها، وعلى أثر ذلك تنتحل دولي شخصية شقيقتها وتأخذ مكانها؛ وذلك لأنه كونها شقيقتها التوأم لن يلاحظ أي شخص الفرق بين الشخصيتين.

ولكن ما كان مفاجئ في ذلك الوقت أن الكلب الخاص بالعائلة كان قد تمكن من التفريق بينهم، وأدرك أن دولي ليست نفسها صاحبته الأصلية والحقيقة، وهذا السبب الخفي الذي كان خلف قيامه بعضها في عدة مرات، ولكن ما بقي عالق في ذهن الزوج كثيراً هو خوفه من أن تقوم دولي بإيذاء أشخاص آخرين مثلما كانت قد فعلت مع شقيقتها، وفي أحد الأيام أراد أن يتخلص من ذلك الخوف البشع، وفي النهاية قرر أن يقوم بقتل دولي ثم بعد ذلك عزم على الانتحار هو الآخر، وبعد التوصل إلى كل تلك الحقائق التعيسة قرر كل من دزموند والفتاة سيلينا السير وإكمال حياتهم سوياً بعيداً على أي ألم كانوا قد عاشوه في السابق.


شارك المقالة: