رواية ذو البدلة البنية - The Man in the Brown Suit Novel

اقرأ في هذا المقال


المؤلفة البريطانية أجاثا كريستي من أكثر الأديبات اللواتي اشتهرت في كتابة الروايات التي تقع تحت تصنيف روايات التحقيق من قِبل الأدباء والنقاد، وقد اعتبرت من الرائدات في مجال الأدب، وأول ما اشتهرت بكتابة وتأليف الأعمال الأدبية كان في القرن التاسع، ومن أهم الروايات التي حققت شهرة واسعة حول العالم ونسبة مبيعات عالية هي رواية ذو البدلة البنية، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1924م.

رواية ذو البدلة البنية

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية وتدعى آن بيدنغفيلد، حيث أن آن كانت فتاة في مقتبل العمر وهي ابنة عالم الآثار الشهير والذي يدعى البروفيسور بيدنغفليد، إذ أنه في أحد الأيام اضطرت إلى الانتقال إلى مدينة لندن؛ وذلك من أجل  الإقامة عند رجل يدعى السيد فليمنغ وزوجته، وقد كان ذلك بعد أن توفى والدها، وأثناء تواجدها في إحدى محطات القطار والتي تعرف باسم محطة قطار الأنفاق، كان رجل يسير سيراً سريعاً في تلك اللحظة وسقط على الأرض، وفي تلك الأثناء تقدم رجل آخر وعرف على نفسه أنه طبيب، حيث قام بإجراء فحوصات له ثم بعد ذلك قال أنه قد توفي.

ثم بعد ذلك غادر من ادعى أنه طبيب المكان بسرعة، وعند التحقيق حول حادثة الوفاة أشارت التحقيقات إلى أن الوفاة كانت بسبب تعرض المتوفي إلى حادث، ولكن عند سماع آن بذلك تبدو أنها لم تكن مقتنعة بذلك؛ وذلك للعديد من الأسباب خطرت ببالها، وقد كان السبب الأول يعود إلى تلك النظرة الغريبة التي كانت تظهر بشكل جلي وواضح على ملامح الرجل المتوفي قبل موته، والسبب الثاني كان يتمثل في الطريقة الغريبة التي تم من خلالها فحص ذلك الشخص الذي ادعى أنه طبيب جثة الرجل الميت، وقد كانت تلك الطريقة تؤكد تماماً أنه لا يوجد هناك أي علاقة بينه وبين مهنة الطب.

والسبب الثالث كان يرتكز على تلك الورقة التي كانت قد سقطت من الرجل، والتي كان مكتوب عليها اسم قلعة كيلموردون، بالإضافة إلى رقم 17 وموعد توقيت، والشيء الذي كان ملفت وأكثر دهشة هو أن ذلك الذي زعم أنه الطبيب لم يتم استدعاءه أبداً  أثناء إجراء التحقيقات والتحريات، وبعد مرور فترة من الوقت يتم العثور على سيدة متوفيه بجريمة قتل في بيت تعود ملكيته إلى أحد الأشخاص المقيمين في مدينة ميل بمارلو، وقد كان الرجل الذي توفي في محطة القطار والورقة التي كان يحملها في إحدى جيوبه والتي تشير إلى موعد من أجل معاينة ذات المنزل في ذات اليوم الذي وقعت فيه جريمة القتل.

وفي تلك الأثناء أكدت زوجة البستاني للمنزل أن هناك شخص واحد كان قد دخل إلى البيت بعد حادثة تلك السيدة التي توفت، وقد كان ذات الرجل يحمل ذات المواصفات التي يحملها الرجل الذي ادعى أنه طبيب والذي كان قد أثار شكوك آن وأطلقت عليه اسم ذو البدلة البنية، وفي ذلك الوقت تفصح آن عن الشكوك التي تدور في ذهنها إلى قوات الشرطة، لكنهم لم يبدون أي اهتمام إلى أقوالها، فعلى العكس تماماً استخفوا بما صرحت به، وهنا قررت البحث عن الحقيقة بذاتها، وأول ما بدأت به هي محاولة فهم العبارة التي كانت مكتوبه على الورقة، وحين أجرت العديد من المباحثات حول اسم قلعة كيلموردون، لم تجد أي مكان يعرف بذلك الاسم، ولكنها في المقابل وجدت أن هناك سفينة تحمل ذات الاسم ومتوجهة في ذلك الوقت إلى منطقة جنوب أفريقيا، وهنا لم تتردد آن في اعتلاء السفينة والمضي في الرحلة.

وعلى متن تلك السفينة تلتقي آن بسيدة تدعى سوزان بلير، وقد كانت سيدة تمتلك شخصية قوية وفكاهية ومرحة، كما التقت آن في شخص يدعى الكولونيل رايس، وقد كان الصديق المقرب إلى سوزان، كما كان رجل جذاب ويمتلك من الحنكة والذكاء ما لا يمتلكه أحد من وجهة نظر آن، كما التقت أيضاً مع رجل يدعى يوستيس بيدلار، وقد كان ذلك الرجل هو نفسه صاحب المنزل الذي يقع في مدينة ميل بمارلو، والذي كان قد وقعت فيه جريمة قتل السيدة المجهولة الهوية، وحينما سألته آن عن الحادثة، نفى أنه له أي علاقة بها، ورد عليها أنه أثناء وقوع الحادثة كان يتواجد في ذلك الوقت في منطقة جنوب فرنسا، كما أخبرها أن سكرتيره الخاص والذي يدعى باجديت هو الآخر كان في إجازة في دولة إيطاليا.

وفي تلك اللحظة تعاود آن تمعن النظر إلى الورقة الغامضة، وتخمن في عقلها أنها تشير إلى موعد في الغرفة التي تحمل الرقم 17، وحينما تهم بالذهاب إلى تلك الغرفة، اندهشت من أن كل من السكرتير الخاص بالسيد بيدلار وهو  بادجيت، والقسيس الذي يدعى شيشيستر هم أحد ركاب الذين يعتلون ذات الرحلة على متن السفينة، كما أن كلاهما يريدان الوصول إلى تلك الغرفة بأسرع وقت، وبعد صراع طويل من البحث عن تلك الغرفة، تصل آن في النهاية إلى الغرفة، وقد أثار الإصرار لهذين الشخصين من أجل الحصول على الغرفة رقم 17 الكثير من الشكوك من قِبل آن حولهما، وما يزيد من شكوكها هو أنها اكتشفت أن باجديت لم يكن في وقت وقوع الجريمة في دولة إيطاليا كما ادعى من قبل.

وكما أن القسيس والذي قال في السابق أنه عمل لفترة طويلة في أفريقيا، لكن آن قد لاحظت أن لون بشرته لم يدل على ذلك، حيث أن لون بشرته بقيت بيضاء ومتوردة، ولو كان قد عمل في الحقيقة في أفريقيا كما ادعى، لكانت بشرته قد تعرضت إلى الاسمرار؛ وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة في تلك المناطق، وفي ساعة متأخرة من المساء دخل رجل غريب وغامض إلى الغرفة، وقد كان في ذلك الوقت متعرض إلى إصابة، ثم ما يلبث أن يغادرها من جديد دون أن تصل آن إلى أي إجابة على مجموعة التساؤلات التي تدور في ذهنها.

وبعد وقت قصير جداً تتعرض آن لمحاولة قتل من قِبل رجل غامض، ولكنها نفذت منها بمساعدة رجل غامض وغريب، لكن جميع الشكوك تدور في ذهنها حول أن بادجيت من حاول قتلها، إذ بدت أنها متأكدة إلى حد كبير من هذا الأمر، والرجل الذي قام بإنقاذها هو ذاته من اقتحم الغرفة في تلك الليلة، وهو ذاته الرجل الذي ادعى أنه طبيب في البداية، وهنا قررت آن على مواصلة الرحلة إلى منطقة جنوب أفريقيا؛ وذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة كاملة، على الرغم من المخاطر التي سوف تواجهها، إذ تم محاولة إلى قتلها مرة أخرى، كما تم خطفها من قبل أشخاص مجهولين، وفي النهاية يبدو لها أن جميع الأشخاص المحيطين بها في الرحلة هم متورطون في القضية بشكل أو بأخر.


شارك المقالة: