رواية رودريك هدسون Roderick Hudson Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الأديب هنري جيمس وقد تم نشرها سنة 1875م، لقد تناولت في مضمونها الحديث حول شاب متذوق للفن حاول أن ينمي من قدرة شاب يمتلك موهبة عظيمة، ولكن الشاب بعد أن اشتد عوده وأصبح يقيم العديد من المعارض الفنية أصابه الغرور وأخذ يسير في طريق كادت أن تودي بموهبته، ولكن أدرك ذلك وعاد وتمسك بموهبته.

الشخصيات

  • رولاند ماليت
  • الفتاة سيسيليا
  • رودريك هدسون
  • والدة رودريك
  • ماري خطيبة رودريك
  • أوغستا بلانشارد
  • كريستينا لايت
  • السيدة غراندوني والدة كريستينا
  • السيد ليفنوورث خطيب كريستينا

رواية رودريك هدسون

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه في يوم من الأيام كان هناك شاب يدعى رولاند ماليت وهو شاب أعزب ثري ومتذوق للفنون، قدم من مدينة بوسطن لزيارة ابنة عمه وتدعى سيسيليا في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة نورثهامبتون، قبل أن يغادر إلى أوروبا، إذ أراد أن يقابل شخصية من أصول يونانية لها أعمال فنية رائعة، وحينما التقى مع سيسيليا عرفته على أحد النحاتين المحلين ويدعى رودريك هدسون وهو طالب في قسم القانون، كان رودريك يقوم بأعمال النحت في أوقات فراغه.

وأول ما التقى به رولاند والذي يحب الفن، ولكنه ليس لديه موهبة فنية رأى أنه فرصة للمساهمة في أعماله، ولهذا عرض على رودريك أن يقوم بدفع مبلغ من المال مقابل الأعمال المستقبلية التي سوف يتم السماح له بها، كما أنه طلب من رودريك بالانضمام إليه في الانتقال إلى إيطاليا لمدة عامين، إذ اعتقد رولاند أن رودريك في المدينة الإيطالية روما سوف يتعرض لنوع من التأثيرات الفنية التي سوف تسمح لموهبته الطبيعية بالنضوج التام، وفي تلك الأثناء تأثر رودريك بالعرض المغري بالنسبة له، ولكنه خشي أن ترفض والدته الشديدة للغاية، لذلك طلب من رولاند مقابلتها وإقناعها، وبالفعل تمكن رولاند من إقناعها.

وخلال لقاء رولاند بوالدة رودريك تعرف رولاند على فتاة تدعى ماري جارلاند، وهي ابنة عم رودريك تعيش حياة فقيرة في قرية بعيدة وتعيش معهم من أجل مساعدة والدة رودريك، وفي لحظة ما في تلك المقابلة وجد رولاند نفسه أنه انجذب إلى الشابة جراء بساطتها ولطفها، وخلال يوم الوداع الذي حضره العديد من أصدقاء وعائلة رودريك، أدرك رولاند أنه وقع في الحب من النظرة الأولى لأول مرة في حياته، ولكن بسبب خجله ورحيله الوشيك لمدة عامين فشل في الإفصاح عن مشاعره لماري، ولكنه كان لديه أمل في أن يحدث أي شيء يفصح عن تلك المشاعر.

ولكن ما سحق هذا الأمل هو أنه خلال رحلتهما عبر المحيط الأطلسي كشف رودريك أنه قبل مغادرته مباشرة طلب يد ماري للزواج ووافقت، استمع رولاند إلى كل هذا وهو يشعر بأن الثروة قد لعبت عليه خدعة متقنة، إذ أنه مثلما وجد الحب أخيرًا، فقد سرق بسبب عمله الكرم.

وبعد بداية قاسية في روما، بدأ رودريك في الازدهار في مجتمع الفنون، واكتسب سمعة جيدة باعتباره موهبة أصلية وشخصية ساحرة، وفي تلك الأثناء كان رولاند يحاول قمع مشاعره تجاه ماري، وحاول أن يدخله في علاقة مع فتاة تدعى أوغستا بلانشارد، وبالفعل هذا ما حصل، إذ أصبحت تربطه بتلك الفتاة علاقة قوية، وفي كل يوم كان يسافر رودريك إلى بلد ويقيم العديد من العلاقات والمعارض الفنية، وفي إحدى المرات أرسل رولاند رسالة إلى والدة رودريك أخبرها بها عن النجاح الذي حصدت ابنها، والتي بدورها كانت تشعر بالسعادة لما وصل إليه.

ومع مرور الوقت انخرط رودريك بلعب الورق على مبدأ المراهنة وفي كل يوم يلعب أكثر فأكثر ويخسر أموالاً طائلة، وذات مرة طلب رولاند من رودريك المال لتغطية الديون التي تكبدها أثناء بسبب لعبه للورق، وهذا الأمر قد تسبب بالانزعاج إلى رودريك.

وفي يوم من الأيام عادا إلى مدينة روما بعد أن قدم رودريك معرض فني في دولة سويسرا، وفي ذلك اليوم دخلت فتاة تدعى كريستينا لايت المعرض من أجل الاطلاع على أعمال الفنية، وقد كانت كريستينا نشأت في دولة إيطاليا مع والدتها الطموحة وبرفقة سيدة إيطالية مسنة تدعى كافاليير، وكريستينا ما هو معروف عنها أنها واحدة من أجمل النساء الشابات في أوروبا، وفي تلك الفترة كانت والدتها مصممة على زواجها من رجل ثري ولبق، ولكن ما حدث هو أن رودريك والذي أصبح فقير أغرم على الفور بكريستينا، وحصل منها على الموافقة على نحت تمثال نصفي لها، مما جعله يتقرب من عائلتها.

على الرغم من أن كريستينا كانت بطيئة في إظهار مشاعرها تجاه رودريك، إلا أنها في كل يوم كانت تنجذب بشكل متزايد إليه وإلى مكانته كعبقري فني، وفي تلك الأثناء وجد رولاند نفسه في مأزق عاطفي مؤلم، إذ حاول أن يمنع رودريك من إكمال علاقته مع كريستينا؛ وذلك حتى يتمكن من حماية ماري من الأذى والانهيار العاطفي، مع علمه أن القيام بذلك سوف يمنع إلى الأبد أي احتمال أنه هو نفسه يمكن أن يتزوج المرأة الوحيدة التي أحبها على الإطلاق.

وفي إحدى المرات واجه رولاند كريستينا ورودريك بينما كانا يجلسان في أحد المدرجات، أشار لكريستينا أن رودريك هي زهرة بعيدة المنال لها، كما تحدث رولاند في وقت لاحق خلال مقابلته لها في إحدى الكنائس حول أنه يجب أن تنتهي العلاقة فيما بينهم، ولكنه اكتشف أن العلاقة بين رودريك وكريستينا أكثر جدية وصلابة مما كان يعتقد.

وفي يوم من الأيام كتب رولاند رسالة إلى ابنة عمه سيسيليا أخبرها بها حول بدء سقوط رودريك وتراجعه، وبعد أيام قليلة قرر رودريك عدم إكمال منحوت لأحد الشخصيات البارزة ويدعى السيد ليفنوورث، وهذا الأمر أدى إلى انزعاج رولاند منه إلى حد كبير، وهنا قرر رولاند أن يقوم بزيارة والدة كريستينا وتدعى السيدة غراندوني وطلب منها أن تمنع تلك العلاقة، ومن ثم على الفور غادر إلى مدينة فلورنسا، لكنه قرر تعويض رودريك من خلال إحضار والدته وخطيبته ماري إلى دولة إيطاليا في محاولة إنقاذ لفنه، وأول ما وصلت ماري إلى إيطاليا وخلال مشاهدتها لمعالم المدينة اعترف بخوفها من التغيير، وأول ما التقت مع رودريك أخبرها أنه من المحتمل أن لا يتم زواجهم.

ثم على الفور انتقل رودريك من أجل أن يقوم بعمل تمثال لوالدته، وهنا رأت السيدة هدسون أنها تدين بشيء لرولاند مقابل كل ما فعله من أجل ابنها، وعند الانتهاء من تمثال والدته قام بإكمال التمثال النصفي لكريستينا، بعدها صرح رودريك أكد أنه لن يتزوج من ماري، وهذا الأمر قد أثار العديد من المشاحنات بين كل من رولاند ووالدة كريستينا مع رودريك، في وقت لاحق أخبرته والدة كريستينا أن ابنتها سوف تتزوج من أحد الأمراء ويدعى ليفنوورث ذلك الذي كان يصنع له التمثال، وأن ابنتها في الحقيقة واقعة في حب رولاند وليس رودريك.

ومن هنا سرعان ما قامت بالتحضير إلى حفلة كريستينا، وبدون دعوة ذهبت للحفلة ماري، وهناك أخذت بمراقبة كريستينا، وفي اليوم التالي صرحت ماري بأنها تعتبر كريستينا فتاة مزيفة، في وقت لاحق بعد مغادرة الأمير للحفل، زارت السيدة المسنة التي تقيم معها كريستينا وطلبت من رولاند تقديم المشورة لكريستينا؛ وذلك لأنه ليس لديها أب تلجأ إليه، وحينما سمع رودريك بطلب السيدة من رولاند ذهب وتحدث مع كريستينا، والتي أخبرته أنها تحبه كصديق، وترغب بالزواج من الأمير.

وفي النهاية اعترف رودريك لوالدته بأنه غير قادر على العمل وتراكمت عليه الديون، وبناءً على مشورة رولاند عليه انتقلوا للسكن في مكان أرخص في فلورنسا، ولكن لم تتعدل أحواله، فتقترح عليه والدته العودة إلى مدينته نورثهامبتون، ولكن اقنعهم رولاند الانتقال إلى سويسرا، وهناك يتقرب أكثر فأكثر من ماري، وأخيراً تعرض رودريك إلى حادث سير مروع مما تسبب في وفاته، بعدها اعترف رولاند بأنه يحب ماري، وعاد إلى المدينة مع والدة رودريك وتزوجا هناك.

العبرة من الرواية هي أن في داخل كل إنسان موهبة، فهذا الأمر يُعتبر من الأمور الفطرية، ولكن السر يكمن في كيفية استغلال تلك الموهبة وتوجهها في الطريق الصحيح الذي يقود إلى النجاح.


شارك المقالة: