رواية رودين - Rudin Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من أول الروايات التي قام بتأليفها الكاتب والأديب إيفان تورغينيف، وهو من مواليد دولة روسيا، والذي بدوره اشتهر بالعديد من الأعمال الأدبية الشهيرة، مثل القصص القصيرة والروايات، وقد تم العمل على نشر الرواية في سنة 1856م.

رواية رودين

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية من وجهة نظر الشخصيات، إذ بدأ بذكر اسم كل شخصية ووصفت الأحداث والتجارب التي مر بها، وأول ما بدأ بالبطل الرئيسي وهو ما يدعى ديمتري، حيث كان رجل من طبقة النبلاء وشاب مثقف ومفكر وبليغ للغاية، ولكنه كان صاحب مردود مالي شحيح للغاية، ويبقى كامل اعتماده على الآخرين في توفير سبل المعيشة لنفسه، كما كان والده عضو فقير في طبقة النبلاء وتوفي منذ زمن طويل حينما كان رودين صغيرًا جدًا في العمر، وبقي في كنف والدته طوال فترة بلوغه ونشأته، حيث كانت قد أنفقت كافة الأموال التي كانت لديها عليه، إذ أكمل مراحلة التعليمية في جامعة موسكو.

ومن ثم انتقل لاستكمالها في دولة ألمانيا في جامعة هايدلبرغ، وقد تمت الإشارة هنا إلى أن الكاتب أيضاً كان قد تلقى تعليمه في ذات الجامعة وفي مدينة برلين، وقد تم وصف ديمتري في ذلك الوقت على أنه أصبح رجل يبلغ من العمر ما يقارب الخمسة وثلاثين عاماً وهو رجل طويل القامة ولديه بعض الانحناء من جهة أكتافه، يمتلك شعر مجعد وهش وبشرته ذات لون داكن، بالإضافة إلى امتلاكه إلى وجه غير منتظم، ولكنه معبر وذكي، وقد كان باستمرار يرتدي ثياب جديدة، ولكنها كانت صغيرة عليه.

وخلال الرواية كان يقيم في أحد المنازل الذي تعود ملكيته إلى سيدة تدعى داريا، والذي وقع في حب ابنتها التي تدعى ناتاليا، وتلك العلاقة العاطفية بينهم كانت محور الصراع الرئيسي في الرواية، ولكن البلاغة التي كان يتمتع بها ديمتري تكسبه احترام المحيطين به، كما كان هناك العديد من الشخصيات الأخرى والتي بدورها كانت تظهر كرهًا شديدًا له، وخلال مسار الأحداث اتضح أنه على الرغم من بلاغته، إلا أنه لا يستطيع أن ينجز ما يتحدث عنه.

وفي الشخصية الثانية يتمحور الحديث حول ناتاليا هي ابنة السيدة داريا وقد كانت تبلغ من العمر سبعة عشر عامًا، كما كانت فتاة ملتزمة تحب القراءة والمطالعة وتتميز بالذكاء والفطنة، ولكنها كانت متحفظة تمامًا، وقد كانت والدتها تعتبرها فتاة حسنة الطباع وذات أخلاق حسنة، إلا أنها لا تعترف بأنها فتاة ذكية، وهي مخطئة بالطبع، كما كانت تعتقد أن ناتاليا باردة من ناحية المشاعر والعواطف، ولكن في الكثير من المواقف كانت تثبت أنها تمتلك مشاعر قوية وعميقة، لكنها متحفظة عليها، وقد كانت الفكرة تلك لدى والدتها لأنها حينما كانت طفلة نادراً ما كانت تبكي.

وفي الوقت الحاضر بعد ما أصبحت شابة يافعة نادراً ما تتنهد ويظهر عليها شحوب بسيط عندما يزعجها شيء، كانت ناتاليا باستمرار تشارك في محادثات فكرية مع ديمتري، ولم يكن هناك أي مانع لدى والدتها حول ذلك؛ وذلك لأنها شعرت أن تلك المحادثات لربما تحسن من عقلها وطريقة تفكيرها، كانت ناتاليا تؤمن بشكل مطلق بدمتري وأفكاره وتثق به ثقة كبيرة، كما كان هو كذلك يشاركها أفكاره ويعطيها كتباً بشكل خاص؛ من أجل مطالعتها وقراءتها، ولكن ما لبثت طويلاً حتى وقعت في حبه، كما بدأت تسعى لجعله قادراً على تطبيق أفكاره بشكل عملي على أرض الواقع، وفي الغالب كان يتم النظر إلى ناتاليا على أنها أول خادمات الكاتب؛ وذلك لأنها ظهرت مراراً وتكراراً في رواياته في وقت لاحق.

والشخصية الثالثة كانت يتمحور الحديث حول والدة ناتاليا وقد كانت تحدث في بيتها الغالبية العظمى من أحداث الرواية، وقد كانت أرملة لأحد المستشارين الخاصين، وهي سيدة ثرية جداً، لكنها على الرغم من أنها لم تكن سيدة مؤثرة في مدينة سانت بطرسبرج وأوروبا في السابق، إلا أنها غالباً ما تدعي عكس ذلك، حيث كانت قد اشتهرت في مجتمع موسكو بأنها امرأة غريبة الأطوار إلى حد ما، وأنها ليست حسنة الطباع تمامًا، ولكنها تتميز بذكاء طاغي، كما كانت جميلة وساحرة في مرحلة الشباب، ولكن لم يبقى أثر لسحرها السابق في الوقت الحالي، كما كانت تتجنب نساء ملاك الأراضي المحليين، ولا تستقبل أحد منهن، بينما تستقبل العديد من الرجال، كسب ديمتري ثقتها في البداية، لكنها استاءت جدًا حينما علمت بالعلاقة التي تربطه بابنتها.

الشخصية الرابعة يدور محور الحديث فيها حول رجل يدعى ميخائيل وهو مالك أرض محلي ثري، كان ما يعرف عنه لدى الجميع أنه رجل غامض وغريب، ويتم وصفه من قِبل المحيطين بأنه يشبه كيس طحين ضخم، كان يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عامًا، ومن النادر جداً أن يقوم بزيارة إلى منزل داريا، لكن ذلك الأمر لم يستمر طويلاً إذ سرعان ما يتغير مع الوقت، ولكن في البداية كان باستمرار يتم العثور عليه في منزل إحدى السيدات التي تدعى أليكساندرا، فقد كان من الأصدقاء المقربين منها ومن شقيقها الذي يدعى سيرجي، وقد كان ميخائيل من الشباب الذين توفي والداهم وهو في عز حاجتهم لهم، حيث كان في سن السابعة عشرة.

ثم بعد ذلك انتقل للإقامة في منزل خالته وتلقى تعليمه برفقة ديمتري في جامعة موسكو، حيث كانا أعضاء في نفس المجموعة من الشباب المثقفين وكانا صديقين مقربين جداً من بعضهم البعض، كما كان يعرفه أيضًا في المجتمع من الخارج، لكنه بدأ يكره ديمتري، كما كان ميخائيل في الواقع يحب ألكسندرا وفي النهاية يتزوج منها، وقد كان في الغالب يحدث تعارض وتناقض بين شخصيته وشخصية ديمتري، إذ كان ذكي وعملي على الرغم من أنه لا يفعل أي شيء استثنائي، ويكثف كامل تركيزه على أداء الوظائف التي تقع على عاتقه ويقوم بها بكفاءة عالية لا ينظر أبعد من ذلك، في البداية وصف ديمتري بعبارات هجومية قاسية للغاية، لكنه في النهاية اعترف بأنه شخص عبقري في مجالات معينة من الحياة.

الشخصية الخامسة في الرواية تدور حول سيدة تدعى أليكساندرا وهي مالكة أرض محلية، ومن الشخصيات الرئيسية حيث كان سيدة أرملة لم تمتلك أطفال وهي ثرية إلى حد ما، وكل ما تقوم به هو تقديم المساعدة إلى المرضى والمحتاجين، تقيم مع شقيقها الذي يدعى سيرجي، والذي بدوره يدير كامل ممتلكاتها، وفي الكثير من الأحيان كانت تزور داريا، وقد كانت تصفها داريا بأنها مخلوقة جميلة كطفل مثالي، ولكنه طفل مطلق، كانت باستمرار تدافع عن ديمتري في أحاديثها مع ميخائيل، في النهاية تزوجت من ميخائيل وكانت خير شريك مثالي له.

والشخصية الأخيرة كانت تتمحور حول شقيق ألكساندرا الذي يدعى سيرجي، وهو يعمل كضابط في سلاح الفرسان، وقد كان متقاعد ويدير ممتلكات أخته، كما كان من الزوار والضيوف الدائمين في منزل داريا؛ وذلك لأنه يعشق ناتاليا، وكان يحمل كرهاً كبيراً لديمتري، حيث كان يراه شديد الذكاء ومنافس خطير له في حب ناتاليا، ومما زاد كرهه له بعد زيارة ديمتري له وإبلاغه بحبه المتبادل مع ناتاليا، وقد كان يظهر بشكل عام على أنه شخص لطيف قليل الثقافة، وهو صديق مقرب لميخائيل.


شارك المقالة: