رواية زقاق الكوابيس

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر هذه الرواية من روائع الأدب الصادرة عن الأديب ويليام ليندسي وقد تطرق الكاتب من خلال مضمون الرواية للحديث حول شاب كان يكره والده لدرجة أنّه قام بحرقه، ومن ثم يتوجه للعمل في مجال العروض في الكرنفالات والقيام باستخدام الحيل من أجل القيام بالخداع البصري للناس، إلا أن جريمة قتله لوالده أدت به إلى القيام بالعديد من الجرائم الأخرى، بالإضافة إلى ذلك تعمق في مجال النصب والاحتيال على الناس.

رواية زقاق الكوابيس

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة حول الشخصية الرئيسية وهو شاب يدعى ستان، حيث أن ذلك الشاب يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية وفي يوم من الأيام قام بحرق المنزل بوالده ورحل عن المنطقة بأكملها، وقد سار بطريقه إلى أن وصل إلى كرنفال متنقل، وأول ما وصل إلى ذلك الكرنفال، تمكن من الحصول على عمل به، إذ طلب منه صاحب الكرنفال أن يساعده في عمله، وعلى الرغم من أن كان المكان موحش، إلا أنه قبل بالعمل فيه، كان هناك رجل مهووس تم احتجازه بعد أن تمكن من السيطرة عليه من خلال  تقديم الكحوليات له، إذ يضع صاحب الكرنفال ذلك الرجل داخل قفص مليء بالأوساخ من أجل أن يقوم بتقديم عرض للجمهور.

ويوماً بعد يوم بدأ ستان يشعر بالضجر من تلك الطريقة التي يعامل بها صاحب الكرنفال الرجل المحجوز، وأخذ يفكر في أنه كيف يمكن لأي شخص أن ينزل إلى هذا المستوى من الانحدار الإنساني، ولكن مع كل ذلك حاول أن يتجاهل كل تلك الأمور من حوله والاستمرار في عمله، فقد كان تناسى ما فعله بوالده، وفي يوم من الأيام تعرف على سيدة تدعى كارلا، وقد كانت تلك السيدة متنبئة ومتزوجة من رجل مبدع في مجال الحيل والخداع ويدعى بيت، وبعد عدة لقاءات بينهم تعرف ستان على العديد من الحيل التي تستخدمها كارلا في خداع الجمهور، إذ كانت تقنع كل من تشاهده أنها لديها مقدرة في التواصل مع الموتى.

وأثناء عمله في الكرنفال تعرف ستان كذلك على فتاة تدعى مولي وقد أحبها كثيراً، والتي بدورها كانت تقدم عروض في أحد مهرجانات والحفلات التي تقام، وقد حاول ستان أن يقوم ببعض الحيل التي تعلمها من كارلا، فاقترحت عليه مولي أن يقوم بتطوير عروضه، وهنا فكر ستان بأن من الأفضل أن يتوجه إلى بيت ويطلب منه أن يعلمه طرق جديدة في الخداع، وبالفعل قدم له بيت بعض الخدع، ولكنه رفض أن يطلعه على الكتاب الخاص به والذي كان يدون به طريقته الخاصة في خداع الناس، فعلى الرغم من أنه كان يخبر الناس باستمرار أنه إنسان مخادع، ولكنهم كانوا يصدقون على الدوام أنه بمقدوره إيصالهم بأحبائهم الموتى.

وبعد أن قضى فترة مع صاحب الكرنفال وأصبح يجيد العمل معه قام صاحب الكرنفال باطلاع ستان على كافة كنوزه والتي كانت تتضمن طفل متوفي به بعض التشوهات محفوظ في علبة مغلقة، وبعض الحيوانات المتوفية الغريبة من نوعها، كما أخبره أن هناك صندوقين أحدهما يحتوي على مشروب نبتة القرنفل والآخر يحتوي على أحد أنواع الكحوليات السامة.

وفي يوم من الأيام طلب بيت من ستان أن يحضر له علبه من الكحول، فيخطئ ويحضر له من ذلك المشروب السام، وعلى إثر ذلك يتوفى بيت، وهنا يستغل ستان الفرصة ويتمكن ستان من الحصول على الكتاب الذي ألفه، وبعد أن حصل عليه أقنع حبيبته مولي بالانتقال معه من ذلك الكرنفال.

وبعد مرور ما يقارب على العامين أصبح كل من ستان ومولي من أهم وأبرز مقدمي العروض، وفي يوم ما قدموا عرض أمام إحدى الفئات الثرية في مدينة شيكاغو وقد تم ذلك من خلال استخدام التقنيات التي تعلمها من بيت وزوجته كارلا، وأثناء العرض تتدخل سيدة ثرية تدعى ليليث تعمل في مجال الطب النفسي، وتطلب منه أن يتنبأ بما تحمله في يدها، ولكنها منعت مولي من التدخل في الأمر، وهنا انزعج الجمهور مما قامت به الطبيبة، ولكنها أخبرتهم أنها تعتقد أن ستان يستخدم لغة خاصة بينه وبين مولي للاحتيال على جميع الموجودين.

ولكن ما فاجأها به ستان أنه تمكن من خداعها وعرف بما تحمله في يدها بشكل جيد، وهنا حصل على إعجابها كما وازداد إعجاب الحضور به، وفي اليوم الموالي اتصل به أحد القضاة الأثرياء والذي يدعى هايجتن كما طلب من الطبيبة أن تستدعيه إلى مكتبها وتحاول معه في محاول كشف أمره والتأكد من قدراته في التواصل مع الموتى، وبالفعل استدعته إلى مكتبها وبعد طول الحديث معه عرفت أنه رجل محتال، ولكنها شعرت بالإعجاب به وبطريقته واتفقت مع ستان في استخدام العديد من التسجيلات الخاصة التي قامت بتسجيلها لمرضاها من أجل المساهمة في الاحتيال عليهم والاستيلاء والحصول على مبالغ كبيرة منهم.

وأول ما بدأ ستان بحيله كان على القاضي والذي اقتنع تماماً هو وزوجته أنه بإمكانه أن يجعلهما التواصل مع ابنهما المتوفية، وقد قدموا له مبلغ مالي كبير من المال، ولكن في تلك اللحظة اعترضت مولي بشدة على هذا النوع من الاحتيال والنصب على الناس، ولكنه يستمر في خداع القاضي وزوجته وفي ذات الوقت بدأت علاقة عاطفية بينه وبين الطبيبة، والتي بدورها بدأت بإجراء جلسات العلاج مع ستان، وخلال تلك الجلسات كشف لها عن ذنبه في موت بيت، كما أخبرها بمدى كراهيته لوالده، والذي كان مدمن على شرب الكحوليات، وأنه قام بقتله في منزلهما من خلال حرقه قبل أن ينضم إلى الكرنفال.

وفي يوم من الأيام قام القاضي بتقديم ستان إلى أحد أصدقائه الأثرياء والذي يدعى جريندل، والذي كان يعاني من حالة اكتئاب بسبب رغبته في رؤية محبوبته التي تدعى دوري، إذ أنها توفيت منذ فترة طويلة جراء تعرضها إلى حالة إجهاض قسري، وعلى الرغم من أن الطبيبة النفسية تحذر ستان من التعامل معه؛ وذلك لأنه معروف بانه إنسان قوي وخطير، إلا أن ستان أصر الاحتيال على جريندل.

ومنذ ذلك الوقت أصبحت مولي غير مرتاحة لأعمال ستان، وعلى وجه الخصوص بعد أن طلب منها أن تتنكر بزي عشيقة جريندل المتوفية؛ وذلك من أجل الحصول على أموال أكثر منه، كما اكتشفت مولي علاقة ستان مع الطبيبة النفسية، وهنا عزمت على تركه، ولكنه لحق بها وتوسل إليها أن تقوم بذلك الأمر للمرة الأخيرة، كما وعدها أنه لن يطلب منها أن تفعل ذلك مرة أخرى.

وفي ذلك الوقت توجهت مولي مع ستان إلى السيد جريندل وهي ترتدي زي حبيبته، وهنا حاول ستان أن يجعل السيد جريندل يعترف بذنوبه، وبالفعل حدث ذلك وأخبره أنه ارتكب الكثير من الذنوب وأساء لكثير من الفتيات بعد وفاة حبيبته، وفي تلك اللحظة التي ظهرت بها مولي وهي ترتدي ملابس حبيبته جرى نحوها مسرعاً وقام بالإمساك بها وهنا اكتشف أنها مزيفة.

وهنا حاول ستان الإمساك به وإبعاده عن مولي؛ وذلك خوفاً أن يقوم بالاعتداء عليها ويهم بضربه حتى قتله، ثم بعد ذلك قام بقتل حارسه الشخصي، وفي تلك اللحظة هربت مولي وتركت ستان بمفرده، والذي توجه إلى الطبيبة التي قامت حينها بتقديم له مبلغ من المال وطلبت منه الهرب من المنطقة بأكملها؛ وذلك حتى لا يتم إلقاء القبض عليه، لكنه أدرك أنها تخونه وتقدم له أموال مزورة وحينما واجهها بذلك، أخبرته أن أملها به قد خاب وأنه ليس أكثر من مجرد مجرم، وأنها سوف تقوم باستخدام تسجيلاتها ضده.

وهنا حاول ستان خنق الطبيبة؛ وذلك من أجل إجبارها على تقديم المال له، ولكنها سرعان ما قامت بطلب الشرطة، إلا أن ستان عزم على الفرار بعد تعرضه لعيار ناري، وأثناء مطاردة عناصر الشرطة له وصل إلى قطار خاص بكرنفال متنقل فيختبئ بداخله، وهناك بقي يتجول داخل الكرنفال ويشرب الكحول إلى أن أصبح شخص متشرد.

وأخيراً بعد أن تعرف على صاحب الكرنفال علم أنه قد اشترى كافة الكائنات المشوهة من مالك الكرنفال القديم، وهنا أخبر ستان مالك الكرنفال الجديد أنه بإمكانه تقديم عروض في الكرنفال الخاص به ويجذب له مزيد من الجمهور، لكن المالك رد عليه أنه قد يوظفه في وظيفة مؤقتة كعامل من أجل تنظيف الكرنفال فقط، وأخيراً وافق وبدأ من ذات المكان مرة أخرى من جديد.

المصدر: كتاب رواية زقاق الكابوس - ويليام ليندسي - 1946


شارك المقالة: