تُعتبر هذه الرواية هي الرواية الوحيد التي صدرت عن الأديب ماكس بيربوم، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول قصة حب من طرف واحد حدثت في إحدى الجامعات الشهيرة في الولايات المتحدة، إذ أن فتاة كانت قد التحقت بتلك الجامعة ولم يكن سواها إناث يدرسن بها، ولما تتميز به من جمال يفوق العقل البشري كان يقع في حبها كل من يشاهدها للمرة الأولى مما تسبب ذلك الأمر بانتحار لعدد من محبيها، وتم العمل على نشرها عام 1911م.
الشخصيات
- الفتاة زليقا
- جد زليقا
- الدوق دورست
- الطالب نيكولاس
رواية زليقا دوبسون
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث القصة في مملكة بريطانيا العظمى حول البطلة الرئيسية وهي فتاة تدعى زليقا دوبسون، ولم يتم وصف تلك الفتاة بأنها تتميز بجمال عادي وإنما كان جمالها قاتل، ولم يقتصر الأمر على جمالها فقط، وإنما بسلوكياتها وتصرفاتها كانت تلفت أنظار الجميع وتجذب انتباههم، كانت تلك الفتاة قد نشأت وترعرعت في أحد العصور والذي يطلق عليه اسم العصر الإدواردي، وفي فترة من الفترات كانت تلك الفتاة قد حصلت على وهي مهنة مرموقة ومهمة في المجتمع وهي مهنة مربية.
وبعد أن مضت في تلك المهنة فترة لا بأس بها، انتقلت زليقة إلى مهنة أخرى جعلتها على الرغم من أن جمالها الجذاب هو ما كان سبب شهرتها، إلا أن تلك المهنة جعلتها شخصية مشهورة في وقت قصير، إذ أنها تمكنت من الدخول إلى من المجالات المتميزة والتي كانت مخصصة للذكور فقط في إحدى أشهر الجامعات في المملكة المتحدة وهي ما تعرف باسم جامعة أكسفورد، وما كان قد جعل هذا المجال من نصيبها هو أن جدها يعمل حارس يهوذا، وفي تلك الجامعة التحقت في إحدى الكليات التي تضم أشهر التخصصات، وهناك وقعت في الحب لأول مرة في حياتها مع أحد الشباب والذي يعرف بأنه دوق يدعى دورست.
وفي تلك الفترة كان ذلك الدوق من أحد الطلاب الملتحقين بالجامعة منذ فترة، وهو ذو شخصية متعجرفة ومنذ فترة وجيزة كان قد انفصل عاطفيًا عن محبوبته السابقة، وفي تلك الأثناء كان الدوق في حالة من الإحباط واليأس، ولكن ما حدث هو أنه أول ما شاهد زليقا للمرة الأولى على الفور وقع في حبها، ولم يتمكن من السيطرة عل نفسه ومشاعره واضطر للاعتراف لها بأنها أيضًا سوف تكون مُلكه وحبه الأول الحقيقي، ولم يقوى على الصبر إذ سرعان ما يتقدم لخطبتها، ونظرًا لأنها تشعر أنها ليس بإمكانها أن تحب أي شخص ما لم يكن منيعًا لسحرها وجمالها، ولذلك فإنها باستمرار ترفض كامل من يتقدمون لها من الخاطبين، وفعلت الشيء ذاته مع ذلك الدوق المذهول.
وفي يوم من الأيام اكتشف الدوق بسرعة أن هناك شاب يدعى نيكولاس وهو طالب أخر في أكسفورد، يدعي أيضًا أنه وقع في حبها، ولكنها لم تتفاعل معه على الإطلاق، ويوماً بعد يوم كان كل من يشاهد تلك الفتاة يقع في حبها من النظرة الأولى فور رؤيتها، وذات مرة أشار الدوق إلى أنه سوف يقدم على الانتحار؛ وذلك من أجل أن يلفت انتباهها وأن تبادله ذات المشاعر والأحاسيس، كما كان يأمل في أن يرفع وعيها بالقوة الرهيبة التي تتميز بها جاذبيتها الساحرة، ولكنها استمرت في المضي ببراءة وسحق عواطف الرجال.
وفي يوم من الأيام كان الدوق قد قرر الانتحار من خلال إسقاط نفسه في أحد الأنهار، إلا أن زليقة تمكنت من مقاطعة محاولة منع انتحار الدوق، ولكن في تلك الفترة كان يبدو وأنها اعتادت على نظرات الرجال الرومانسية والموت من أجلها، ولكن لم يسبق لها وأن عارضت فكرة انتحار أحد منهم، فعلى العكس تماماً كانت لا تأبه بموتهم، ولكن الدوق حينما قاطعته زليقا تعهد بقتل نفسه في اليوم التالي، وحينما سمعت زليقا بذلك لم أخذت على نفسها عهداً بعدم مقاطعته في هذه المرة.
وفي الليلة الأخيرة للدوق كان يتناول وجبة العشاء مع أعضاء النادي الاجتماعي، والذي أكد أعضاءه جميعاً حبهم لتلك الفتاة كذلك، وحينما أخبرهم بخطة انتحاره، وافقه الآخرون بشكل غير متوقع أيضًا على الانتحار من أجل تلك الفتاة، وعلى الفور تسربت تلك الأخبار إلى مسامع جميع طلاب جامعة أكسفورد، والذين كذلك وقعوا في حب زليقة حتمًا من النظرة الأولى وقرروا الانتحار الجماعي معه.
ولكن في لحظة من اللحظات رأى الدوق أن الطريقة الوحيدة التي يمكنه من خلالها منع جميع الطلاب الجامعيين من قتل أنفسهم هو عدم إقدامه على الانتحار، على أمل أن يسيروا على خطاه جميعهم؛ وذلك حسب تقليد قديم اتبع في السابق يوم وفاة دوق آخر، وفي تلك الليلة جاءت بومتان سوداوان وجلستا على حافة الساحات التابعة إلى منزل عائلة الدوق وتلك الساحة تعرف باسم ساحة تانكرتون هول، وقد بقيت البومتان هناك تطير طوال الليل ومع بزوغ فجر اليوم التالي طارا بعيدًا إلى مكان مجهول.
وفي ذلك اليوم بعد أن قام الدوق بالتفكير جلياً في أمر متابعة الانتحار أم الكف عن التفكير به، وقد توصل أخيراً احتضان حياته بنفس قيمة حياة زليقة، وفي تلك الأثناء تلقى الدوق برقية من خادمه والذي يعمل لديه في منزله في مدينة تانكرتون، وأبلغه فيها عن عودة البوم، وهنا فسر الدوق الفأل على أنه علامة على أن الله قد أكد أمر هلاكه، وهنا على الفور توجه نحو زليقة وأشار لها وهو تعتلي ملامحه الفخر إلى أنه من المؤكد سوف يموت، ولكن ليس من أجلها، وهنا لم تعترض طريقة زليقة بأي كلمة ولا حتى حاولت نهييه.
وبعد فترة وجيزة قفز في النهر وهو يصرخ بأعلى صوته باسمها، وفي وقت لاحق اجتاحت عاصفة رعدية سباقات القوارب في أسبوع الثمانية من انتحار الدوق وإغراق نفسه في نهر إيزيس، والذي كان حينها يرتدي ملابس فارس الرباط، فقام كل زملائه من الجامعة بالقيام بذات ما قام به باستثناء واحد.
وقد جاء ذلك اليوم الذي أصبح به جميع الطلاب في جامعة أكسفورد متوفيين، وبعد ذلك قامت زليقا بمناقشة ذلك الأمر مع جدها، والذي كشف لها أنه كان كذلك مفتون بجميع الفتيات حينما كان في عمرها، ولكن ما كان مدهش في النهاية هو أن هيئة التدريس في الجامعة بالكاد كانت تلاحظ اختفاء جميع طلابهم الجامعيين تقريبًا، وأخيراً قرر زليقة الذهاب إلى محطة القطار والتوجه نحو مدينة كامبريدج.
العبرة من القصة هو أنه على الرغم من الشغف الذي يمتلك الإنسان في الحياة، إلا أن هناك العديد من الأمور والحوادث التي يتعرض لها تفقده الشغف بكامله في الحياة، ولم يكن ذلك في يوم من الأيام هو القرار الصائب، فالحياة مفعمة بأشياء جميلة.