تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الشاعرة والأديبة باربرا كينغسولفر، وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد صدر عنها العديد من الأعمال الأدبية مثل القصص القصيرة والروايات والدواوين الشعرية، وقد لاقت الرواية حال صدورها انتشار واسع حول العالم، كما أنها حققت نسبة مبيعات عالية، وهذا ما دفع دور النشر إلى تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدار الرواية سنة 2012م.
نبذة عن الرواية
تم اعتبار الرواية حسب الاستبيان الاستطلاعي الذي أجرته صحيفة نيويورك تايمز أنها من أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية جداً، كما جرى ترشيحها في العديد من المرات من أجل أن تكون أفضل كتاب في العام التي تم إصدارها به؛ وذلك وفقًا لصحيفة واشنطن بوست وصحيفة يو إس إيه توداي كذلك.
ومن جانب آخر كانت قد تلقت الرواية العديد من الانتقادات من قِبل النقاد والأدباء، وقد أشارت الدراسة الاستطلاعية التي أجرتها إحدى الصحف التي تشتهر باسم صحيفة الأحد البريطانية وتعرف باسم صحيفة ذا أوبزرفر أن أحد النقاد والذي يدعى روبن ماكي، أشار إلى أن تلك الرواية المشار إليها هي بالفعل عبارة عن عمل فني أخاذ، ولكنه أضاف أنها عمل معقد كذلك، حيث أنها تتسم بالغموض ومحبكة بطريقة سلسة وبسيطة جيدًا، إذ تم إظهار ديلا روبيا وأسرتها كأفراد عائلة متماسكين وأقوياء جدًا بشكل يمكن للقارئ تصديقه ولا يمكن أن يدرجه في عالم الخيال، كما أنه تم وصفهم بأنهم متوازنين ومقدرين، حتى أن زوجها تم وصفه بأنه إنسان بسيط بأسلوب يميل إلى السذاجة الكبيرة.
كما تم وصف والدته على أنها سيدة سيئة الطباع وهي سيدة مناورة تدعى هيستر، إلا أنه في نهاية الرواية هي وابنها يحظيان بالتعاطف، ومن جهة أخرى كان ماكي لم يعجب إلى حد كبير بالصورة التي رسمتها الكاتبة في روايتها، إذ أشار إلى أنه كان مبالغ بها بشكل طاغي، وقد برز ذلك حين تم وصف حالة الفقر التي عاشتها الأسرة، كما أضاف قائلاً: على كل حال كان مجمل القضية يتعلق بتغير المناخ، وأن اختيار هذا الموضوع بالذات يبقى عالق في الأذهان ولكن بشكل صامت، كما أن تلك القضية تتفوق على مجريات الأحداث الأخرى، ويختتم قوله كانت الأديبة واضحةً جدًا في إيصال الرسالة السامية التي كانت في فكرها.
كما تمت الإشارة إلى أن باربرا قد أبدعت ونجحت في مهمتها تمامًا، وذلك من خلال تقديم بحث حول العديد من القضايا الاجتماعية في روايتها بدءاً من عدم المساواة الاقتصادية وصولًا إلى العنصرية، وما يشكل في الظاهر جوهر الرواية هو سلوك الفراشة، والذي كان يشير إلى الأسباب التي تؤدي إلى تغير المناخ ونتائجه.
رواية سلوك الفرشة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية فيها وهي سيدة تدعى ديلا روبيا، وقد كانت تلك السيدة ربة منزل تتصف بالسخط على مدار الوقت، وتبلغ من العمر في ذلك الوقت الثامنة والعشرين عامًا، وفي تلك الأثناء كانت تقيم مع أسرتها ذات الدخل المتدني والتي تصنف ضمن العائلات الفقيرة في إحدى المزارع الواقعة في مدينة أبا لاشيا، وأول ما تبدأ أحداث الرواية بالحديث حول العلاقة الغرامية التي تدور بينها وبين أحد الرجال من الذين يعملون في تصليح الهواتف أثناء جولة للتنزه، وأثناء تلك الجولة وجدت ديلا روبيا كم هائل من الفراشات التي لا تعد ولا تحصى من الفراشات التي تنتمي إلى الطبقة الملكية من الفراش، وقد كان ذلك المكان في أحد الأودية التي تقع خلف منزل عائلتها.
وفي ذلك الوقت وصل أحد الأشخاص الذي كان يعرف بأنه بروفيسور يعمل لدى إحدى الجامعات ويدعى أفيد، على إثر انتشار خبر اكتشاف ديلا روبيا لوجود الفراشات الملكية، حاول التعرف عليها والخوض في دراسة كافة السلوكيات التي تقوم بها، وفي تلك الأثناء كان قد أصدر تحذير بقوله أنه وعلى الرغم من كونها فراشات ذات منظر جميل وجذاب، إلا أنها في الحقيقة تُعد من إحدى أكثر العلامات المزعجة التي تساهم إلى حد كبير في إحداث تغيير في المناخ العالمي، حيث أنها تكون نازحةً بذلك من موئل الشتاء الخاص بها والذي يقع في دولة المكسيك، وأنها من المحتمل كذلك ألا تتمكن من الصمود في وجه الشتاء القارس في مدينة تنيسي.