تعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب الألماني هاينريش بول، وتم العمل على نشرها عام 1955م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول شخص استغل منصبه ليوقع بأحد النقاد المشهورين بسبب بغضه وكراهيته له.
الشخصيات
- السيد مورك
- البروفيسور بور مالوتكي
- المنتج
- العامل الفني
- المخرج
قصة صمت موركي المجمع
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة ألمانيا، حيث أنه في يوم من الأيام كان يقيم في إحدى المدن الألمانية شخص يدعى مورك، وقد كان مورك في مرحلة الشباب وخريج من إحدى الجامعات بتخصص علم النفس، وأول وظيفة حصل عليها كان محرر للقسم الثقافي في المدينة ويطلق عليه اسم فيبين الإذاعة، كل شيء في المكان كان يتسبب له بالإزعاج، على الرغم من أن البسط المفروشة كانت رائعة، كما أن الممرات كانت بديعة البناء والأثاث كان مبهر، والصور التي كان يتم الحصول عليها من التراث الثقافي كانت في ذوق رفيع وممتاز.
وذات يوم فتح مورك بطاقة صغيرة أرسلتها له والدته، وقد كانت تلك الرسالة مرفقة مع صورة القلب المقدس، وكتبت له في الرسالة صليت من أجلك في كنيسة القديس جيمس، وبعد الانتهاء من قراءة الرسالة قام مورك بإلصاقها في أحد الممرات في مكان قريب من إطار باب المنتج.
وفي صباح أحد الأيام كما هو معتاد تحرك مورك من أجل تناول وجبة الفطور وتوجه من أجل ركوب المصعد والذهاب إلى المساحة الفارغة في الجزء العلوي في مكان عمله، وأول ما وصل إلى ذلك الجزء عثر على شريط مكسور ومتناثر كان أحدهم قد هوى به في ذلك الجزء وأراد أن يتخلص منه في وقت ليس ببعيد، وهنا قام مورك بتجميع ذلك الشريط، وحينما حاول الاستماع إليه كانت بدايته صامته ولم يسمع مورك أي شيء، وفي تلك الأثناء أوقف مورك السماعة مؤقتًا، وقرر أن يأخذ الشريط معه إلى المنزل من أجل الاستماع إليه في المساء، وحينما حل المساء سمع مورك الشريط، وقد تبين له بأن هناك أنفاس مسجلة لواحدة من صديقاته في العمل وهي تجلس بصمت أمام الميكروفون.
وبعد البحث والتحري من قِبل مورك توصل إلى أنه تم اختطاف محاضرتين إذاعيتين حول طبيعة الفن من قِبل أحد النقاد الثقافيين البارزين ويدعى البروفيسور بور مالوتكي، وهو ما كان مؤلف العديد من الكتب ذات الطبيعة الفلسفية والدينية والفنية والتاريخية، وحينما تم النظر إلى حياة الناقد بور مالوتكي، اكتشف مورك فجأة معنى الكراهية الحقيقي، حيث أنه كره هذا المخلوق الكبير السمين الوسيم الذي كانت كتبه مليونان وثلاثمائة وخمسون ألف نسخة منها موجودة في المكتبات ومنها ما هو موجود في رفرف مكتبته وخزائنها، ولم يحلم مورك ولو لمرة واحدة في قمع هذه الكراهية؛ وذلك بسبب تواجد تلك الكمية الهائلة من النسخ.
إذ تبين مع مورك أن الناقد بور مالوتكي قد تحول بالانضمام إلى حزب آخر في ذروة ذنب الألمان في فترة ما بعد الحرب، ولكن بين عشية وضحاها راودت مورك أفكار أخرى حول شرائط طبيعة الفن الخاصة ببورك، وبعد الاستماع إليها تبين أن تلك الشرائط أكثر اتساقًا مع معتقداته السابقة في الانتماء لذلك الحزب، وهنا أول ما فكر به مورك هو أن يقوم بإجراء لقاءات مع الناقد وأمر مساعديه بأن يقوموا بتسجيل المكالمات وإجراء تعديل على بعض الكلمات وإلصاق كلمات أخرى بدلاً منها، على الرغم من أنه تبين لمورك أن بور لم يقم باختطاف الفتاتين في الأصل، إلا أنه أصر على ذلك.
وهذا الأمر قد تسبب في تعقيد عملية التحرير؛ وذلك بسبب الحاجة إلى تسجيل حالات مختلفة وعشرة أسماء مختلفة، وعلى إثر تلك التسجيلات تم توجيه خمسة اتهامات لمجموعة من الأشخاص ومن بينهم السيد بور، وبعد طلب الكثير من المتطلبات بهذه التسجيلات من الناقد بور مالوتكي تسبب ذلك في إثارة الغضب لديه، ولكنه زاد من شغف التسلية لموركي، وفي تلك الأثناء كان يقوم مورك بقطع نصف دقيقة من كل محاضرة عن طبيعة الفن من أجل إفساح مجال لوضه الكلمات الإضافية، كما أن التنقل النحوي بين الكلمات جعل العرق يتصبب من الناقد، كان من الواضح أن بور مالوتكي لم يفكر في أن مورك يخطط لشيء ما والأثار التي سوف تترتب على مخططاته وانعكاسها على حياته.
وفي لحظة ما بينما كان بور مالوتكي يتابع حديثه اقتربت شفتاه من فوهة الميكروفون والعرق يتساقط على وجهه، ومن خلال اللوح الزجاجي الفاصل بينهما لاحظ موركي الألم الذي كان يتحمله بور مالوتكي؛ ثم قام فجأة بإيقاف الحديث مع بور مالوتكي، وإيقاف الشريط المتحرك الذي كان يسجل كلماته، وألقى نظره على ذلك المنظر الذي بدا به الناقد بلا صوت وكأنه مثل سمكة سمينة وقام بتشغيل ميكروفونه وأدخل صوته بهدوء إلى الاستوديو، وقال: أنا آسف، لكن شريطنا معيب، ويجب أن أطلب منك أن تبدأ من جديد.
وفي تلك اللحظة اقترب بور مالوتكي من المخرج وطلب من المحطة مراجعة جميع الأشرطة التي سجلها منذ عام 1945، وقال: ليس بإمكاني المقدرة على تحمل فكرة أنه بعد وفاتي قد يتم تشغيل الأشرطة التي أقول فيها أشياء لم أعد أؤمن بها في الوقت الحالي، ولا سيما في بعض تصريحاتي التي تنتقد الحكومات والأحزاب، وهنا قرر رئيس المحطة أن يقوم بالاستماع إلى تلك الأشرطة برفقة مورك، والذي بدوره قدم شكر مورك على تمكنه من الضغط على الناقد من أجل الاعتراف بوجود تلك الأشرطة.
وفي أحد الأشرطة لتلك التسجيلات والذي تم تسجليه عام 1945م تبين أن الناقد كان في فترة حماسية ويقوم بتشجيع النازيين في تلك الفترة، ولكن تبين في تسجيل يقترب تاريخه من تاريخ التسجل الأول أن بعد مرور فترة وجيزة انتهت تلك الحماسة ولم يكن الناقد من المؤيدين للنازيين.
وفي تلك الأثناء قام أحد الفنيين العاملين في المحطة بتقديم أحد المنتجات للناقد بور مالوتكي، وهذا المنتج كان سوف يساعده في التزام الصمت عند طرح عليه أي سؤال، كما أنه بعد فترة وجيزة سوف يحوله إلى أوراق شجر، ولكن هنا سأل الناقد الفني وقال: ومن سيتذكرني عندما أتحول إلى أوراق الشجر؟ فأجابه الفني: الصمت، وبعد أن تحول الناقد قرر الفني الاحتفاظ بالصمت الاحتياطي الخاص بالناقد، ثم بعد ذلك تم نشر كامل محاضرات بور مالوتكي والتي كان يتمحور حديثها حول طبيعة الفن.
وفي النهاية تناول المنتج قطعة ورق مجعدة من جيبه الخلفي وهي ما كانت تلك البطاقة التي كان مورك قد ألصقها على إطار بابه في وقت سابق من ذلك اليوم: صليت من أجلك في كنيسة القديس جيمس.
العبرة من هذه الرواية هي أن الكراهية والحقد داخل الإنسان من أكثر الأشياء التي تدفع به إلى القيام بتصرفات تتعارض مع الإنسانية.
مؤلفات الكاتب هينريش بول
- رواية الملاك الصامت The Silent Angel
- رواية شرف كاتارينا بلوم الضائع The Lost Honour of Katharina Blum