رواية صيحة القطعة 49 The Crying of Lot 49 Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والأديب توماس بينشون وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأصغر الأدباء الذي برزوا في الولايات المتحدة الأمريكية في القرن التاسع عشر، وقد كانت الرواية من أقصر الروايات التي صدرت عن الأديب الأميركي والتي لاقت انتشار وشهرة واسعة حول العالم، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية حول العالم هي رواية صيحة القطعة 49، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم إصدار الرواية سنة 1965م.

نبذة عن الرواية

كانت الرواية من أكثر الروايات التي تركت تأثيراً في المجتمعات، وقد دارت حول فتاة من ولاية كاليفورنيا، والتي بدورها تتبنى نظرية مؤامرة، حيث أنها من خلال تلك المؤامرة تكشف عن صراعٍ محتمل يعود عمره إلى عدة قرون بين شركتي خاصتين بتوزيع بريد، وإحدى هاتين الشركتين كانت موجودة في الحقيقة على أرض الواقع في بداية القرن الثامن عشر، وقد كانت أول شركة متخصصة في توزيع البريد العادي.

رواية صيحة القلعة 49

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في وقت منتصف ستينيات القرن العشرين، حيث أنه في ذلك الوقت كانت هناك فتاة تدعى أوديا ماس، وقد كانت تلك الفتاة تعيش حياة بسيطة ومريحة بعض الشيء في إحدى القرى التي تعرف باسم قرية كينيرت، وقد كانت تلك القرية من نسج خيال الكاتب والتي وصفها أنها تابعة إلى ولاية كاليفورنيا الشمالية، وعلى الرغم من أن تلك السيدة كانت متزوجة من رجل يدعى موتشو، إلا أن العلاقة الزوجية بينهم كانت علاقة باهتة وتتسم بالبرود، إذ أنها زوجها كان يعمل كمقدم برامج إذاعي كان يوصف من قِبل المستمعين بأنه برنامج مشتت في أفكاره ومعتقداته، وفي ذلك الوقت كانت السيدة أوديا في كثير من الأحيان تلتقي مع أحد الأشخاص الذي يدعى هيلا يوس، وهو ما كان يعمل كطبيب في مجال علم النفس وتعود أصوله إلى دولة ألمانيا.

وقد كان ذلك الطبيب شخص غير سوّي إذ أنه كان يعتمد على استخدام أحد أنواع العقاقير الخاصة بمرض الهلوسة ويعرف باسم (إل إس دي) في علاج الأشخاص المريضين الذين يرتادون على عيادته، وفي يوم ما يتردد على مسمع أوديا خبر وفاة أحد الأشخاص والذي كان عشيق سابق لها ويدعى بيبرس، والذي كان يعمل كوكيل في مجال بيع العقارات وقد كان رجل فاحش الثراء، وكان بيبرس قد ترك لها الوصاية الكاملة على كافة ممتلكاته والتي كانت هائلة وضخمة، كما تم اكتشاف أن بيبرس كان من الأشخاص الممولين لكافة التعاملات التجارية في مدينة سان نارسيسو، وهي كذلك كانت من نسج خيال الكاتب وقد وصفها أنها تقع في ولاية كاليفورنيا الجنوبية قرب مدينة لوس أنجلوس.

وحين علمت أوديا بذلك عزمت على السفر إلى مدينة سان نارسيسو؛ وذلك من أجل مقابلة المحامي الخاص بالسيد بيبرس، وحين شاهدت المحامي والذي كان في السابق في أحد الأفلام السينمائية ممثل لشخصية طفل ويدعى ميتزغر، ومنذ ذلك اللقاء تبدأ بينهم علاقة عاطفية، وهنا تسخر إحدى الفتيات التي تدعى ذا باراني والتي كانت في ذلك الوقت تنتمي إلى إحدى الفرق والتي تعرف باسم فرقة روك المحلية ومجموعة من الشباب المراهقين، الذين ينتمون كذلك إلى ذات الفرقة وتدور باراني وتلك المجموعة لمتابعتهم والتنصت عليهم وما كان يدفعهم إلى ذلك هو هوس التجسس.

وفي إحدى المرات بينما كان كان كل من أوديا وميتزغر في أحد المقاهي تلاحظ أوديا رمز بوق بريدي مُصمت أي أنه مركب عليه أداة من أجل كتم صوت ومحفور عليه علامة (دبليو. إيه. إس. تي. إي)، ومن هنا تتجه نحو أحد المعارف المقربين منها والذي يدعى مايك وهو ما كان أحد المؤرخين التي تعود أصولهم إلى دولة اليمن ومن أهم وأبرز الناقدين للخدمات البريدية وتصرح له بما رأته، وهنا يوضح أن مبتزغر يستخدم خدمة بريدية سرية للغاية.

وبعد مرور بعض الوقت اتضح كذلك أن بيبرس كان من الأشخاص الذين تربطهم علاقة قوية جداً وسرية مع إحدى الجماعات التي تتبع إلى عصابات المافيا، وأنه في وقت سابق كان يعمل مراراً وتكراراً على بيع العظام التي كانت خاصة بالجنود الذين توفوا أثناء قيام العالمية الثانية، وعلى وجه الخصوص التي كانت تعود أصولهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أنه كان يركز على الجنود الذين كانوا منسيين من قِبل قواتهم، وقد كانت الطريقة التي يتم بها بيع العظام هي طريقة غير شرعية، كما كانت الجهة التي تشتري منه تلك العظام هي إحدى الشركات الخاصة في بيع السجائر، حيث أن تلك الشركة كانت من أشهر الشركات في ذلك الوقت، والسبب خلف شركاء تلك الشركة لعظام الجنود هو أنها تقوم بتحويلة إلى فحم.

وحين وصلت تلك المعلومات إلى فرقة روك ذكر أحد أعضائها أن هذا الأمر يذكره بشكل كبير في الأحداث التي دارت بإحدى المسرحيات الشهيرة والتي كانت تحمل عنوان مسرحية انتقام يعقوبية، والتي تغير عنوانها مع الوقت وأصبحت تحمل عنوان مأساة الساعي، وهنا وقف كافة المجموعة عند هذا الحديث مدفوعين بذلك من جانب الفضول، وعلى إثر هذه المصادفة تحضر كل من أوديا وميتزغر لحضور أداء لمسرحية، وبين مشاهد المسرحية يتم ذكر اسم تري سترو بشكل سريع وغير ملفت للجمهور، لكن أوديا دوّن في ذهنها ذلك الاسم، وبعد انتهاء عرض المسرحية ذهبت أوديا إلى مكتب مخرج المسرحية والذي يدعى رادوف، وهنا سألته حول الاسم التي تم ذكره في المسرحية، ولكنه في تلك اللحظة تجاهل وتفادى سؤالها حول ذلك الاسم الغريب.

وبعد مرور فترة لحظات شاهدت رجل يقوم على إحداث خربشة في رمز البوق البريدي، وفي تلك الأثناء قررت أوديا البحث عن مايك، والذي بدوره في ذلك الوقت أخبرها بأنه يشك في أن هناك مؤامرة كبيرة تدور وقد أكد لها على ذلك الأمر، ومما أثبت وعزز ذلك الأمر كذلك هو حين تم اكتشاف وجود بعض العلامات المائية حول البوق البريدي المُصمت والذي كان بدورها مخفية على مجموعة طوابع بيبرس الخاصة، كما تبين في ذلك الوقت أن الرمز في هذه المرة له شكل مختلف ومصمت عن الشعار الذي كان يشير إلى النبالة التي تتميز بها إحدى الشركات التي تعرف باسم شركة ثورن.

وقد كانت تلك الشركة هي إحدى أشهر الشركات البريدية التي كانت محتكرة من قِبل جهات أوروبية منذ فترة طويلة وفي القرن الثامن عشر قامت بقمع جميع معارضيها، والذي كان من بينهم صاحبة اسم تري سترو التي ظهر اسمها في المسرحية من إحدى الخدمات البريدية والتي كانت في ذلك الوقت من أهم المنافسات التي قامت بها، وقد كان ذلك الأمر قد دفعها للعمل في الخفاء، واستنادًا إلى رمزية الإصمات وضعت أوديا أمام أعينها نظرية أشارت في فحواها إلى أن تري سترو ما زالت موجودة ضمن هيئة مجتمع سري ثقافي مضاد ولها العديد من الأهداف مجهولة.

المصدر: The Crying of Lot 49 Novel


شارك المقالة: