تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتبة والأديبة ريتا ويليامز جارسيا، وهي من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية، وقد تم تصنيف الرواية من قِبل الأدباء على أنها تندرج تحت تصنيف روايات الخيال التاريخية، وقد لاقت الرواية انتشار واسع حال صدورها، وهذا ما ساهم في تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 2010م.
نبذة عن الرواية
في البداية تم الحديث حول وقائع دارت في منتصف القرن التاسع عشر، حيث تناولت الرواية في مضمونها العديد من المواضيع البارزة والمهمة والتي تتم مناقشتها على مستوى واسع بين المجتمعات مثل العنصرية ومشاعر الفراق، بالإضافة إلى ذلك تلقت الرواية العديد من الانتقادات من قِبل الأدباء والنقاد، حيث أنه وفقاً للنقاد فإن الصيف المجنون تعتبر من الروايات التي لها تأثير كبير كما أنها تتميز باحتوائها على عنصر الفكاهة والذي كان بارز في الكثير من الأحداث.
وضمن المقالات التي نشرتها الناقدة تيري ماركسون لإحدى الصحف التي تشتهر باسم صحيفة المكتبة المدرسية، ذكرت بأنها تعد هذه الرواية بمثابة تحدي عاطفي وتتميز بأسلوب كتابة رائع بالنسبة إلى فئة الأطفال، إذ أنها تحدثت عن الهوية العرقية والمسؤوليات الشخصية، كما ذكرت الكاتبة تريشيا ميلجارد في ذات الصحيفة أن هذه الرواية ممتعة وتم سرد أحداثها من وجهة نظر فتاه صغيره مبدعه وحساسة، كما تمت الإشارة إلى أنه تم كتابتها من أجل أن يعلم الناس عن تاريخ البشرة السمراء بطريقه هادفة ومسلية.
رواية صيف مجنون
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول ثلاثة شخصيات وهن ثلاث فتيات الأولى تدعى ديلفي، وهي فتاة ما زالت في مقتبل العمر وتبلغ الحادية عشر عاماً، والفتاة الثانية تدعى فونيتا وقد كانت تبلغ من العمر تسعة سنوات والفتاة الثالثة تدعى فيرن وتبلغ من العمر سبع سنوات، وفي ذلك الوقت كنّ تلك الفتيات يقمن مع والدهن وجدتهن في إحدى القرى التي تعرف باسم قرية بروكلين، وهي من القرى التي كانت تابعة إلى مدينة نيويورك، وفي أحد الأيام قام والد الفتيات بإرسالهن إلى قرية أوكلاند وهي من القرى التي كانت تابعة إلى ولاية كاليفورنيا؛ وقد كان السبب خلف ذلك من أجل أن يبقين الفتيات برفقة والدتهن التي تدعى سيسل، والتي كانت في ذلك الوقت منفصله عن والدهن.
وقد كانت والدتهن تشير إلى نفسها باسم بنزيل، كما أنها لم تقم في يوم من الأيام بمناداة أصغر بناتها باسمها، حيث كانت باستمرار تناديها بالفتاة الصغيرة، وقد كان ذلك الأمر جعل الابنة الأكبر ديلفي تؤمن بأن ما كانت تصرح به جدتها لها حول إخبارها دوماً بأن والدتها في الحقيقة قد هجرت بناتها الثلاث، كما أنها كانت قد رفضت في السابق تسمية أصغر بناتها، وفي ذلك الوقت بدأت الأم تقسيم المهام على بناتها وأول ما بدأت به هو أن أمرت ديلفي بأن تقوم باستلام الأموال التي أعطاها لهن والدها من أجل النفقات التي سوف تترتب عليهن في ولاية كاليفورنيا، كما أنها قامت الأم في ذلك الوقت بتقديم مبلغ من المال لهن ودعتهن إلى الالتزام بتناول الطعام الصيني وأنه ينبغي عليهن اتباع نظام ذلك الطعام باستمرار.
كما أمرتهن كذلك بتجنب دخول مطبخها وفي ذلك الوقت كان يعد مكان عملها، إذ تقوم فيه بكتابة دواوين الشعر وطباعتها، وفي أحد الأيام قامن الشقيقات الثلاث بالذهاب إلى أحد المراكز والذي يعرف في ذلك الوقت باسم مركز الشعوب، والذي كان تتم الإدارة فيه من قِبل أحد الأحزاب الذي يعرف باسم حزب البلاك بانثر؛ وقد كان السبب خلف زيارتهن هو تناول وجبة الفطور ومن ثم الذهاب في التخييم الصيفي، وفي ذلك التخييم تقابلن مع سيدة تدعى مكمبو، والتي بدورها ألقت على الشقيقات الثلاث مجموعة من التعليمات والتي وصفت بأنها تعليمات ليبرالية في المركز الذي اجتمعن به من أجل التجهيز للتخييم.
وقد كانت تلك التعليمات قد أظهرت الجانب الإيجابي لحزب البلاك بانثر، كما تم في ذلك الوقت توضيح الأعمال الجيدة التي يقوم بها الحزب مثل إطعام الأطفال الفقراء، وفي لحظة من اللحظات وأثناء التخييم تم إطلاق نار من قِبل عناصر الشرطة على مجموعة من أعضاء الحزب، وعلى إثر ذلك تم قتل أحد أعضاءه والذي يدعى بوبي هوتون، وبالإضافة إلى ذلك قاموا كذلك بسجن أحد الأعضاء المؤسسين للحزب والذي يدعى هيوي نيوتن، وقد رأى الجميع أن إحالته إلى السجن هو ظلم، ولهذا قرروا مجموعة من أطفال المركز بالقيام في وقت قريب بالاشتراك بمظاهرة احتجاج ضد حالات الظلم التي حدثت.
وبعد انتهاء مدة التخييم الصيفي رجعن الشقيقات إلى مدينة سان فرانسيسكو حيث وجدن والدتهن واثنان من أعضاء حزب البلاك باثر قد تم اعتقالهم، وهنا أخبرت والدتهن عناصر الشرطة بأن ليس لديها أي أطفال، كما تظاهرن الفتيات في تلك اللحظة بأنهن من الجيران، وهنا قام أحد أصدقائهن المقربين في المركز والذي يدعى هيروهيتو بأخذهن والسماح لهن بالبقاء في منزله مع والدته؛ وذلك حتى تعود والدتهن إلى المنزل.
وحينما جاء الموعد الذي تم الاتفاق فيه على إقامة مظاهرة، والذي من خلاله تم عرض جزء من المواهب قدمن فيه الفتيات قصيده كتبتها والدتهن، حيث عثرن عليها حين قامن بتنظيف المطبخ بعد اعتقال والدتهن، وبعد الانتهاء من إلقائهن لتلك القصيدة تناولت الأخت الصغيرة مكبر الصوت وأخبرت حزب البلاك بانثر كيف أنها شاهدت أحد أكثر الأعضاء صراحة، وقد أشارت إلى شخص يدعى كلفن وهو ما يتم نعته على الدوام بأنه إنسان مجنون، كما أشارت إلى أن تعاونه مع عناصر الشرطة كان بشكل لطيف، وقد كان ذلك الأمر هو ما سبب له المتاعب مع أعضاء الحزب.
وأثناء سير المظاهرة شاهدن الشقيقات الثلاث والدتهن، حيث أنه تم إطلاق سراحها من السجن، وهنا سرعان ما ذهبن وجهزن المنزل تجهيزاً لاستقبالها، وحين عادت الأم إلى المنزل كانت ما زالت علاقة الأم بابنتها الكبيرة متوترة إلى حد ما، وفي لحظة ما قامت الأم بإخبار ديلفي عن فقدانها لوالدتها بينما كانت في مرحلة مبكرة من العمر في عمر الحادية عشر، وكيف أنه كانت الحياه قاسية عليها فيما بعد إلى حد كبير، وفي ذلك الوقت حاولت الأم أن توضح لها لماذا قامت بترك بناتها، ولكن كانت ديلفي ما زالت صغيرة حتى تستوعب هذا الأم وتشعر به، وأخيراً عادن الأخوات إلى منزلهن في صباح اليوم التالي بعد أن عانقن والدتهن.