رواية فئران ورجال - Of Mice and Men Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعد جون ستاينبيك من رواد الأدب، حيث أنه أول ما انطلق بمسيرته الأدبية كان من الولايات المتحدة الأمريكية، وقد حققت أعماله الأدبية شهرة واسعة حول العالم، إذ كانت تحصل على أعلى نسبة مبيعات حال صدورها، ومن أبرز الروايات التي اشتهر بها هي رواية فئران ورجال والتي تم العمل على إصدارها سنة 1937م، ثم بعد ذلك تمت تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، ترجمت إلى أشهر اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تم تصنيف الرواية من قِبل النقاد والأدباء على أنها أحد الروايات القصيرة لستاينبيك والتي تناولت في مضمونها الحديث حول الكساد الذي كان في فترة من الفترات يسود في الولايات المتحدة الأمريكية، إذ تناولت الحياة التي عاشها كل من جورج ميلتون وليني سمول، وهما شخصان يعملان في مجال الزراعة وقد كانا مهاجران ومشرّدان من بلدان أخرى حتى وصلا الولايات المتحدة وعلى وجه الخصوص في ولاية كاليفورنيا، يتنقّلان من مكان إلى آخر للحصول على فرصة عمل جديدة.

كان قد اعتمد الكاتب خلال كتابته للرواية على التجارب الخاصة التي عاشها في فترة من الفترات في حياته، وبالتحديد في سن المراهقة، حيث أنه في تلك المرحلة كان قد عمل إلى جانب عمال المزارع الذي كانوا مهاجرين وقادمين من بلدان أخرى في العقد الثاني من القرن العشرين، وقد اقتبس الكاتب العنوان الذي تحمله الرواية من بيت شعري لإحدى القصائد الشهيرة.

وعلى الرغم من أنه تم إدراج هذا الكتاب ضمن الخطط المدرسية للتدريس في العديد من المدارس، إلا أن هناك الكثير مما كانوا يعتبرونه أنه هدف متكرر ويتوجب الرقابة عليه، كما اعتبره البعض لغة مسيئة وتتميز بالعنصرية؛ وهذا ما جعله يظهر في قائمة جمعية المكتبات الأمريكية والتي كانت تحتوي على أكثر الكتب إثارة للجدل في القرن الحادي والعشرين.

رواية فئران ورجال

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخصان يعملان في مجال الزراعة والفلاحة، وقد كانا هذان الرجلان مهاجرين من بلاد كانت قد عجت بالفقر، ولكن من سوء حظ هذا الرجلان أنهما قدما إلى الولايات المتحدة في الفترة التي كان يسود فيها الكساد الكبير، وفي أحد الأيام كانا الرجلان قد حصلا على عمل في إحدى المزارع في ولاية كاليفورنيا، الرجل الأول كان يدعى جورج ميلتون، وقد كان رجل يتميز بشدة الذكاء والفطنة على الرغم من أنه لم يتلقى أي نوع من أنواع التعليم، والرجل الثاني يدعى وليني سمول، وهو رجل كان يتميز بأنه يمتلك جسد ضخم وقوي، ولكن ما ينقصه أنه كان لديه التخلف العقلي.

وبينما كانا في سوليداد سارا من أجل الانتقال إلى جزء آخر من ولاية كاليفورنيا، حيث أنهما في ذلك الوقت كانا يأملان في أن يحقّقا حلمهما يومًا ما في تملك قطعة أرض خاصة بهم والاستقرار عليها، لكن ليني مع رؤية للظروف المحيطة به يكتفي من تحقيق حلمه بمجرد أن قام بتربية الأرانب وتقديم الرعاية والاهتمام لهم في المزرعة، إذ كانت يحب إلى درجة كبيرة لمس الحيوانات الناعمة واللطيفة والأليفة، بالرغم من أنه في الكثير من الأحيان يقوم بقتلها ولكن من دون قصد منه.

وهذا الحلم هو إحدى القصص المفضلة لدى ليني، والتي كان باستمرار يقوم جورج بإعادة سردها ضمن الأحداث؛ وذلك لأنه في أحد الأيام عزم كل من جورج وليني على الهروب من المدينة بسبب أن ليني قام بلمس ليني لثوب فتاة شابة، ولم يرغب في الإفلات به، ما أدى إلى اتهامه بأنه يحاول الاعتداء عليها، فلا أحد يعلم أن ليني هو فقط يحب لمس الأشياء الناعمة، وهنا سرعان ما اتضحت العلاقة القوية بين جورج وليني، إذ أن جورج كان باستمرار يقدم الحماية الكاملة لصديقه ليني.

وبعد مرور أيام وجيزة تم تعيين جورج وصديقه للعمل في أحد المزارع الموجودة في تلك الولاية، وفي تلك المزرعة يصطدم الثنائي مع شاب يدعى كورلي، وقد كان ابن المسؤول المشرف على المزرعة، لكن كورلي كان شاب عدواني إلى حد كبير، كما أنه كان يعاني من ما يعرف بعقدة نابليون، وهذا ما جعله يكره رؤية الرجال الأضخم منه، وهذا السبب الذي كان خلف عدائه الكبير واستهدافه إلى ليني، وعند مشاهدة زوجة كورلي إلى ليني سرعان ما يجذب انتباهها وتعجب به، وقد كان ليني يجذب إليها كذلك، وهذا الأمر كان قد أحدث مشكلة كبيرة بين كورلي وليني.

ومن جهة أخرى التقى الثنائي في تلك المزرعة كذلك برجل يدعى كاندي، وقد كان أحد العمال الكبار في العمر، وقد كان لدية مشكلة في إحدى يده ويقوم بعمله فقد باستخدام يد واحدة ولديه كلب وفي ومخلص، وقد كان هناك رجل يطلق عليه اسم سليم وهو من يقوم بقيادة قطيع الأحصنة، وقد كان يمتلك كلب ذكي جداً ولطيف، والذي من قريب كانت قد ولدت كلبته مجموعة من الجراء، وفي تلك الأثناء يقدم سليم أحد الجراء إلى ليني وكاندي؛ وذلك لأن كاندي كان قد فقد كلبه المخلص، والذي تم قتله على يد أحد العاملين يدعى كارلوس في المزرعة.

وعلى الرغم من مجموعة الصعاب والمشاكل التي واجهت جورج وصديقه ليني، إلى أنه كان قد اقترب حلمهم من الواقع، وقد كان ذلك حينما قدم كاندي عرض لهم في أن يساهم بما قيمته ثلاثمئة وخمسون دولار معهم؛ وذلك من أجل أن يستطيعوا شراء مزرعة في تلك الولاية، وقد كان ذلك العرض مقابل السماح له بالإقامة والسكن معهم، وعند سماع جورج وصديقه بذلك أحاطت بهم السعادة العارمة، لكن تلك السعادة لم تستمر طويلاً، حيث في لحظة ما انقض الرجل العدواني على ليني وقام بتعنيفه، لكن ليني دافع عن نفسه بسحقه بكل سهولة، وقد كان ذلك بسبب تشجيع جورج له بالاعتماد عن نفسه والدفاع عنها.

وعلى أثر تلك الحادثة يشعر جورج بشيء من الاسترخاء والطمأنينة، إلى درجة أنه يتجرأ على ترك ليني بمفرده في المزرعة ويتوجه إلى المدينة مع عمال المزرعة الآخرين، وبينما كان يتجول ليني في إسطبل الخيول ويتكلم مع عامل الإسطبل الذي يدعى كروس، وقد كان كروس على الرغم من أنه ذو طبع حاد، إلا أنه كان إنسان مثقف ومتعلم ويعزل نفسه عن العمال الآخرين؛ وذلك بسبب لون بشرته السمراء، وفي تلك الأثناء يجدهم كاندي ويأخذون في النقاش حول مجموعة من المخططات التي تتعلق بتطوير المزرعة، وهنا تظهر زوجة كورلي والتي بدورها تقوم بالتغزل بالرجال، وأكثر ما تتغزل في ليني، وهنا يظهر إلى جانبها كورلي بشكل مفاجئ، وسرعان ما تحول حديثها إلى أنها تقلل من شأنهم وتهدد بإعدام كروس دون محاكمة.

وفي صباح اليوم التالي يقتل ليني جروه دون قصد منه، وقد حدث ذلك بينما كان يمّسده ويمسح عليه، وفي تلك اللحظة تدخل زوجة كورلي إلى الحظيرة وتحاول الحديث مع ليني، وتعترف له بأنها وحيدة في هذه الحياة وأن أحلامها التي كانت تتمثل في أن تصبح نجمة سينمائية قد تحطمت تماماً، وشيئاً فشيئاً تكشف عن شخصيتها الحقيقية، وبعد أن عرفت بشأن العادة التي تسيطر على ليني، تسمح له بأن يقوم بالتمسيد على شعرها.

لكنها في تلك الأثناء تشعر بالفزع والخوف الشديد وتبدأ بالصراخ حينما تشعر بالقوة التي يمتلكها، وعلى أثر ذلك يشعر ليني بالخوف وسرعان ما يقوم بكسر عنقها دون قصد منه ويعزم على الهروب، وحينما يعثر عمال المزرعة الآخرين على جثة السيدة، هنا يدرك جورج أن حلمهم قد تحطم وانتهى وسرعان ما يتوجه للبحث عن ليني، على أمل أن يلقاه في المكان الذي حدداه في حال وقع أحدهم في ورطة.

وفي ذلك المكان يلتقي جورج مع ليني والذي كان المكان الذي تم به التخييم الخاص بهم قبل قدومهم إلى المزرعة، وبينما يجلس الاثنان معًا ويقوم جورج بإطلاق رصاصة الرحمة على ليني؛ حيث كان يرى أن موته في مصلحة ليني، يصل الرجال الآخرون بعد دقائق ويدرك راعي الأحصنة فقط ما حدث، ويقوم بقيادة جورج إلى مكان بعيد وهو يواسيه، أما البقية فلم يقدروا على استيعاب الحالة المزاجية الهادئة للرجلان.


شارك المقالة: