تُعتبر المؤلفة والأديبة باولا هوكينز وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم الكاتبات والروائيات اللواتي ظهرن في القرن التاسع عشر، حيث أنها صدر عنها العديد من الروايات والقصص القصيرة التي كانت يتسم الغالبية العظمى منها بالطابع الكوميدي، ومن أكثر الروايات التي حققت بها شهرة واسعة حول العالم هي فتاة القطار، وقد تم تجسيد الرواية إلى مجموعة لا بأس بها من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية، وقد طغى على الرواية أسلوب الخيال العلمي.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في مضمونها الحديث عن قصة سيدة مطلقة، حيث أن تلك السيدة كانت تعاني من حالة من اليأس والإحباط، كما أنها دخلت في حالة اكتئاب، كما كانت تشعر السيدة بالوحدة والعزلة والخوف، إذ أنها قد وجدت نفسها في أحد الأيام داخل العديد من المآسي والتي لا تعرف كيفية لها أن تخرج منها، ومن خلال أحداث ووقائع الرواية يتوصل القراء إلى مجموعة من المآسي التي يتسبب بها الإدمان على الممنوعات ومدى تأثيرها على متناوليها، وذلك عن طريق مجموعة من المواقف التي نسجتها المؤلفة بأسلوب بليغ ومحترف ودقيق.
وهذا الأسلوب جعل القرّاء ينسجمون بشكل كبير في وقائع الرواية ولا يميزون بين ما هو حقيقي وبين ما هو من نسج خيال الكاتب في سلسلة الأحداث التي يمر بها أبطال الرواية، وتنتقل الكاتبة بين الأحداث في تطور درامي خيالي تقوم به البطلة بينما تكون تحت تأثير شرب الممنوعات.
تم العمل على إصدار الرواية في سنة 2015م، وقد كانت في حال صدورها من أكثر الروايات التي حصدت نسبة مبيعات عالية، إذ تصدرت رقم واحد في قائمة أفضل الكتب الخيالية مبيعاً سواء كان ذلك من ناحية النسخ الورقيّة أو من ناحية الطباعة الإلكترونيّة في مجلة نيويورك تايمز، وظلّت في المركز الأول لما يقارب ثلاثة عشر أسبوع على التوالي، وقد كانت تلك أطول فترة احتلها أي كتاب على الإطلاق في الصدارة، وفي عام 2016م أصبحت مرّة أخرى الأكثر مبيعاً ورقم واحد لمدة أسبوعين متتاليين.
دار حول الرواية الكثير من الآراء والأحاديث من قِبل النقاد، فهناك من أعطى آراء إيجابية حول الرواية، إذ أفاد موقع بوكس ماركس أنه أجريت سبع مرات دراسة للرواية وفي جميعها إيجابية للغاية، بينما هناك مواقع مثل موقع كيركوس ريفيوز أن الرواية تفسد الحقائق بشكل بطيء، إذ أنها تكشف عن الحقائق القاسية التي ترتبط بالحب والغرام، كما أنها كشفت عن روابط الهوس والعنف، وقد حصدت الرواية على العديد من الجوائز مثل جائزة أفضل رواية لسنة 2015م من قِبل ذات الموقع، كما حصلت أيضاً على جائزة اختيار جود ريدز لسنة 2015م في فئة الروايات التي تتضمن الغموض والإثارة لدى القارئ.
رواية فتاة القطار
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول قصة إحدى السيدات والتي تدعى راشيل واتسون، حيث أنها قامت بطلب الطلاق وإنهاء زواجها في أحد الأيام، إذ كانت كل يوم تقوم بركوب القطار والتوجه إلى وظيفتها والذي يكون في مدينة نيويورك، وفي كل يوم كان يمر القطار من أمام البيت القديم الذي كانت تقيم به أثناء زواجها وفي تلك الأثناء كان زوجها ما يزال يسكن فيه برفقة زوجته الجديدة وطفله.
حيث أنها في تلك الفترة كانت ما زالت تعاني من حالة كآبة جراء انفصالها عن زوجها، وفي كل يوم كانت قد اعتادت على مراقبة من النافذة المحاذية لها في القطار زوجين يقيمان في بيت يبعد مسافة بسيطة عن بيتها القديم، وكنا الزوجان يعرفان بأسماء السيدة ميغان والسيد سكوت هيبويل، وفي كل يوم كانت تتخيل الحياة الرائعة والجميلة التي يعيشونها.
ومن هنا بدأت بنسج في خيالها الأحلام التي تتطلع من خلالها إلى الحياة التي تعيشها كل أسرة سعيدة في هذه الحياة، وفي ذات يوم بينما كان يسير بها القطار إلى العمل، شاهدت أمر صادم للغاية جعلها تشعر بالغضب بشدة، وفي صباح اليوم التالي، أفاقت السيدة راشيل وهي تعاني من مجموعة آثار وجروح وكدمات في أماكن مختلفة من جسمها، لكنها لم تذكر أن حدث معها شيء في الليلة السابقة، لكنها أحست أن هناك شيئاً ما قد حدث، وبعد أن جلست أمام التلفاز سمعت في الأخبار أن السيدة ميغان هيبويل قد تم فقدانها، ومن هنا عزمت راشيل أن تجري التحريات والتحقيقات حول القضية.
