يُعد كورت فونيجت من أبطال الروايات، حيث أنه امتدت مسيرته الأدبية إلى ما يقارب الخمسين عاماً، وأول ما ابتدأ بمشروعه الأدبي من موطنه الأصل وهو الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أكثر الروايات التي أبدع في كتابتها هي رواية فطور الأبطال، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1973م.
رواية فطور الأبطال
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول شخصيتين رئيسيتين، الشخصية الأولى تتجسد في شخص يدعى كيلغور تراوت، وهو يعمل كمؤلف وكاتب روايات، وقد نشرت رواياته على نطاق واسع حول العالم، لكنه على الرغم من كل ذلك الانتشار بقي كاتبًا مجهولًا غير معروف لجميع فئات المجتمع، وفي أحد الأيام تم دعوته لإلقاء خطاب رئيسي في أحد المهرجانات المحلية التي تهتم في مجال الفن والإبداع والتميز، وقد كان يقام ذلك المهرجان في مدينة ميدلاند والتي كانت بالنسبة إلى مكان إقامته بعيدة جداً.
ومن الجانب الآخر كانت الشخصية الرئيسية الثانية تتجسد في شخص يدعى دواين هوفر، وهو ما كان أحد رجال الأعمال الأثرياء ولديه مجموعة كبيرة من الممتلكات في ذات المدينة، ولكنه في فترة من الفترات أصبح إنسان غير مستقر من ناحية التوازن العقلي، وقد كان ذلك الأمر ظاهر أمام الجميع بشكل واضح ويزداد يوماً بعد يوم، وقد كان الكاتب يسير في أحداث الرواية بناءً على تسلسل زمني معين، وفي كثير من الأحيان ينتقل بتركيزه من شخصية هوفر لشخصية كيلغور، وفضلًا عن الشخصيات المساعدة الأخرى، مثل: شخصية تدعى واين هوبلر، والذي بدوره جسد الرجل الذي كان باستمرار يرغب بالعمل مع هوفر وتحت امرته.
بالإضافة لشخصية الكاتب بذاته فونيجت، والذي بدوره كان قد جسد شخصية مؤلف كتب، وقد تم وصف فونيجت على أنه يتمتع بسلطة ونفوذ في جميع أنحاء العالم، كما أنه لديه القوة التي تمكنه من التصرف بأي شيء والتحكم به، وأول ما بدأ المؤلف في الكتابة حول الشخصية الأولى، حيث أشار إلى أن كيلغور كان باستمرار يشك في أن البشر بأكملهم ما هم إلى مجرد الآلات، وقد ذكر أنه حينما أبتكر شخصية لإحدى رواياته، اكتشف أن هناك خطأ ما؛ وقد أوعز بذلك إلى حدوث عدة تشابكات خاطئة، أو جراء كميات مجهرية من المواد الكيميائية التي قام بتناولها أو أنه لربما أخفق في تناولها ذلك اليوم بالذات.
ومن هنا يتدخل فونيجت وأوضح أنه سوف يقوم بتطهير نفسه من الفوضى الذهنية التي يشعر بها على الدوام، وأنه من خلال تلك الرواية يمكنه رؤية وفحص المفاهيم المتباينة واكتشاف العالم الجديد في سنة 1492م، كما قام بوضع مسميات أخرى لأعضاء جسم الإنسان المتعارف عليها عالمياً.
وفي نهاية الرواية حصل لقاء بين كل من كيلغور وهوفر في تلك المدينة، حيث أن كيلغور أثار اهتمام ولفت انتباه هوفر، وعلى أثر ذلك طلب منه هوفر والذي كان في تلك اللحظة يشعر بالارتباك بأن يقوم كيلغور بكتابة رسالة له، وحين قرأ هوفر الرسالة أوضح أن كيلغور أوضح من خلالها أن هوفر وهو في تلك الحالة الصحية هو الفرد الوحيد في الكون الذي يمتلك إرادة حرة، وأن كل شخص آخر في هذه الحياة ما هو إلى مجرد آلة.