رواية فهرنهايت 451 - Fahrenheit 451 Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر المؤلف والأديب راي برادبري وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين برزوا في مجال كتابة وتأليف الأعمال الأدبية، وقد تمت ترجمة العديد من أعماله إلى أهم اللغات العالمية كما جسد قسم منها إلى الأفلام السينمائية، ومن أكثر الروايات التي اشتهر بها هي رواية فهرنهايت 451.

رواية فهرنهايت 451

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد الرجال الذين يعملون في الإطفاء ويدعى جاي مونتاج، وقد تم استئجاره من أجل القيام بحرق ممتلكات الأشخاص الذين يقومون بقراءة الكتب المحظورة، وفي إحدى ليالي فصل الخريف حيث كان عائد من عمله التقى بإحدى الجارات في ذات الحي، وقد كانت فتاة  تدعى كلاريس ماكليلان، ويوماً عن يوم من خلال حديثه مع تلك الجارة ثارت داخله المثل العليا وبرزت بداخله روح تحرير الفكر الحر من خلال قراءتها الكُتب.

وفي أحد الأيام حينما عاد مونتاج إلى منزله وإذ به يجد زوجته والتي تدعى ميلدريد قد تناولت جرعة زائدة من الحبوب المنومة، حيث ادعى الأمر إلى نقلها إلى المستشفى، لكنها بقيت على قيد الحياة، لكن بسبب تلك الحبوب كانت قد فقدت ذاكرتها، وفي تلك الأثناء تبقى كلاريس تجتمع بمونتاج كلما رأته عائد إلى المنزل، حيث تتحدث معه في أمور عدة، لكن مونتاج يشعر أن هناك خطأ من طريقتها في الحديث.

وبينما كان مونتاج في العمل مع زملائه في إحدى المنازل المليئة بالكتب والتي تعود ملكيتهم لامرأة عجوز، وقبل القيام بالحرق للكتب أخذ مونتاج كتاب دون أن يشعر أحد من زملائه، وفي تلك اللحظة رفضت المرأة مغادرة وبيتها والتخلي عن الكتب، وفضلت أن تشعل النار بنفسها بدل من إشعالها بكتبها، ثم بعد تلك الحادثة رجع مونتاج إلى موطنه وكانت تنتابه حالة من التنافر جراء تفكيره في منظر المرأة التي أشعلت النار بنفسها، حيث قام بإخفاء الكتاب الذي سرقه تحت مخدته.

كان بين مونتاج وزوجته القليل من القواسم المشتركة، وفي تلك اللحظة كان لا يحتاج إلى زوجته بل إلى كلاريس تلك الفتاة التي كانت أحاديثها تشبه الكتب، فقد أراد أن يشاركها قراءته للكتاب، وهنا سأل زوجته فيما إذا شاهدت كلاريس في الفترة الأخيرة، فتجيب زوجته أنها تعتقد أن كلاريس قد توفيت بعد ضربها من قبل سيارة مسرعة، أو أنها من الممكن أن تكون ما زالت على قيد الحياة وانتقلت مع أسرتها بعيداً، هنا شعر مونتاج باليأس والإحباط وفي تلك اللحظة حاول بصعوبة النوم، ولكنه لا يقوى على ذلك إذ اشتبه بوجود كلب صيد في الخارج، وحين نظر إلى الخارج وجد أن الكلب ممن يمتلكون ثمانية أرجل، وهو من الكلاب الروبوتية المخلوقة التي تساعد رجال الإطفاء في عملهم.

وفي صباح اليوم التالي حين استيقظ مونتاج من نومه بقي في البيت ولم يذهب إلى العمل، وهنا كان يروي لزوجته قصة امرأة أضرمت النار بنفسها، ويشير إلى أنه ربما يترك عمله، وهنا أشارت زوجته إلى كيفية الحصول على دخل وأن المرأة نفسها هي المسؤولة الوحيدة عمّا حدث معها.

وفي أحد الأيام يقوم شخص يدعى بيتي وهو يعمل مديرة في الإطفاء بزيارة مونتاج، وهنا يتحدث بيتي أنه كيف أن الكتب قد فقدت قيمتها وأن الناس أصبحت تنظر إلى وسائل الإعلام الجديدة ويدخل بحديثه على وتيرة تسارع الحياة، كما أشار إلى أن الكتب قد عفا عليها الزمن، كما أشار إلى أن الحكومة ورجال الإطفاء هم من استفادت من هذا إذ سرعان ما استأجرتهم لحرق الكتب على درجة حرارة 451؛ وذلك لسيادة السعادة العامة، كما أضاف بيتي في ذلك الوقت أن جميع رجال الإطفاء قد يتعرضون إلى سرقة كتاب من باب الفضول، بينما في حال تم حرق الكتاب في غضون 24 ساعة، فإن رجل الإطفاء وأسرته لا يدخلون في مشكلة.

وبعد مغادرة بيتي يعترف مونتاج وهو في حالة ذعر لزوجته أنه على مدار العام الماضي كان يسرق كتب حتى تراكمت لديه كمية منهم حيث بقي مخفيهم في تكييف الهواء اللاصق، وهنا قامت زوجته بالاستيلاء عليهم ورميهم في محرقة المنزل، وفي تلك اللحظة حرص مونتاج على بقاء اثنين منهم من أجل قراءتهم؛ وذلك من أجل معرفة ما إذا كان لهن قيمة، ووعدها بأنه سوف يقوم بحرقهم بعد ذلك.

وبينما كان مونتاج وزوجته يتحدثون حول الكتب المسروقة شُق الباب الأمامي، مونتاج اعتقد بأنه كلب الصيد بينما زوجته تعتقد أنه مجرد كلب عادي، وأكملا حديثهم حول الكتب، وهنا تحاول زوجته الانتحار، فيستذكر المرأة التي أحرقت نفسها، وفي تلك الأثناء أخذت إحدى القاذفات التحليق فوق منزله فشعر أن الحرب تلوح في الأفق فلا هو ولا أي شخص آخر يقوى على إيقافها، وهنا يذكر لزوجته أنه ربما في تلك الكتب القديمة رسائل يمكنها أن تنقذ المجتمع من الدمار المنتظر.

حاول مونتاج إقناعها بأنها تحتاج إلى المساعدة من أجل فهم الكتب، وفي تلك اللحظة استذكر مونتاج رجل عجوز يدعى فابر كان قد التقى به لمرة واحدة في الحديقة وهو أستاذ في اللغة الإنجليزية، وهنا بحث عنه مونتاج حيث عثر عليه طلب منه أن يصغي له عند قراءته للكتب؛ وذلك حتى يتمكن من تقديم التوجيه المستمر له.

وفي أحد الأيام يقدم لزيارة بيت مونتاج صديقات زوجته، إذ يقف أمام جدران البيت ويحاول مشاركة النساء في محادثة ذات معنى عن الحرب المقبلة، ثم بعد لحظات يحضر مونتاج كتاب من الشعر، وبعد أن شرع في قراءة القصائد الشعرية تسبب للعديد من السيدات في البكاء، وهنا قرر مونتاج أن يقوم بحرق الكتاب، وهنا صديقات زوجته ودعنها وهن ينظرن إليها باشمئزاز جراء حديث زوجها، مما جعلها تقفل على نفسها في الحمام وتتناول كمية من الحبوب المنومة.

وفي ذلك الوقت يتراجع مونتاج عن حرق الكتب، فيخفيها في الفناء الخلفي لبيته قبل عودة للعمل في محطة الإطفاء في وقت متأخر من الليل، وعند وصول مونتاج إلى عمله تلقى أوامر من بيتي بأن يقوم بحرق بيته، وأخبره بأن من بلغ عنه هو زوجته وصديقاتها، حاول مونتاج آن يتحدث مع زوجته، ولكنها في تلك اللحظة كان قد غادرت البيت، حيث تجاهلته واختفت بعد ذلك، لبى مونتاج أوامر بيتي، حيث أنه قام بحرق منزله بالكامل.

وفي تلك الأثناء اكتشف بيتي أن فابر هو من كان يوجه مونتاج حيث عزم على مطاردته من أجل قتله، وهنا هدد مونتاج بيتي بأنه سوف يرمي عليه قاذف اللهب ويحرقه، لكن بيتي نظر إليه بسخرية، وفي تلك اللحظة أقر زملاء مونتاج أنه أصبح إنسان فاقد للوعي، وهنا هرب مونتاج من المكان، مما جعل زملائه يهاجمونه من خلال الكلب المصنع، والعمل على حقن ساقه بمهدئ للأعصاب لكن مونتاج تحدى كل ذلك وعرج مع قاذف اللهب.

وفي تلك الأثناء سرعان ما توجه مونتاج نحو منزل فابر، وهنا حثه فابر على التوجه إلى الريف والاتصال مع عشاق الكتب الذين يعيشون في منفى، وهنا يقرر مونتاج المغادرة في حافلة إلى مدينة سانت لويس وأن فابر سوف يلتقي به هناك، تابع فابر وضع مونتاج من خلال الأخبار التلفزيونية، وفي لحظة ما اضطر مونتاج لخوض في النهر وعبور الريف.

مونتاج التقى مع الأشخاص التائهين في المنفى ويقودهم رجل اسمه جرانجر، وقد كان هؤلاء الأشخاص يمتلكون كل الكتب المحفوظة منذ زمن بعيد، وفي ذلك الوقت حاول مونتاج تعلم الفلسفة من هؤلاء الرجال، وفي تلك الأثناء هجمت على المدينة مجموعة طائرات تحلق فوق المدينة مستخدمة الأسلحة النووية، وفي ذلك الحين كان فابر يريد أن يتحرك نحو مونتاج والرجال، لكنه لم يتمكن من الوصول فقط مات جراء التفجيرات التي حدثت، وجرح مونتاج ومات جزء من الجماعة، ولكنهم تمكنوا من إعادة بناء قوتهم من جديد، وهموا إلى المجتمع لإعادة بناءه من جديد.


شارك المقالة: