تُعد الرواية من الروايات التي صدرت عن الكاتب والمؤلف باولو كويلو، وهو من أبرز الأدباء في القرن التاسع عشر، وقد صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية المميزة، وقد تم العمل على نشر الرواية سنة 1998م.
نبذة عن الرواية
تناولت الرواية في مضمونها الحديث حول طرح قدمه الكاتب حول مجموعة من الأسئلة الجوهرية التي تتردد على لسان الملايين من فئات المجتمع بشكل يومي على سبيل المثال ماذا أفعل في حياتي هذه؟ ولماذا أستمر في العيش؟ وقد تطرق لهذا الموضوع من خلال سرده لحياة فتاة شابة في الرابعة والعشرين من العمر، تملك كل ما يمكن أن تتمناه أي فتاة في هذه الحياة من الصبا والجمال بالإضافة إلى العديد من العشاق والمعجبين الوسيمين وحاصلة على وظيفة مريحة وتدر عليها دخل عالي، كما كانت عائلتها من العائلات ذات المستوى العالي وهي عائلة ودودة ومُحبّة.
إلا أن الفتاة مع كل المميزات التي تمتلكها هناك ثمة فراغات عميقة بداخلها، وقد حاولت ملئه مراراً وتكراراً باستخدامها كافة السبل، إلا أن جميع محاولاتها باءت بالفشل الذريع، إلى أن أوصل بها الحال إلى التفكير بالانتحار، وبعد تناولها كم هائل من الحبوب المنومة حيث توقعت أن لا تستفيق أبداً من بعدها، إلا أنها صعقت حينما فتحت عينيها ووجدت نفسها في أحد المستشفيات للأمراض العقلية، وهناك تم إبلاغها أنها نجت من جرعة الحبوب القاتلة، لكن قلبها أصيب بأحد أنواع الضرر المميت، ولم يبقى لها في هذه الحياة سوى أيام معدودة.
وبعد تلك الحادثة تعمّق الكاتب بشكل عميق في وصف الحياة التي عاشتها تلك الفتاة، وهي تعتقد أنها سوف تكون آخر أيام لها في الحياة، وخلال تلك الفترة اكتشفت الفتاة ذاتها وبدأت تعيش مشاعر لم تكن تسمح لنفسها في يوم من الأيام أن تتملكها مثل الضغينة والحقد والخوف والفضول والكره والحب والرغبة، لتكتشف في النهاية أن كل لحظة تعيشها ما هي إلا مجرد خيار بين الحياة والموت، إلى أن تقترب من آخر لحظاتها، وهنا أصبحت أكثر إقبالاً على الحياة من أي وقت سابق.
في هذه الرواية قادنا الكاتب في رحلة للبحث حول الثقافة التي تحجب نورها ظلال القلق والروتين الموهن، والتشكيك في معنى الجنون كما تطرق في أحيان كثيرة إلى تمجيد الفرد الذي يضيق به ما يعتبره الأنماط السوية، حيث صور الفتاة أنها عبارة عن صورة مؤثّرة لفتاة شابة واقفة عند مفترق طرق من اليأس والتحرر، وفي ذات الوقت غمرها بمجموعة من المشاعر المفعمة بالحيوية، وأوضح أن الإحساس بأن كل يوم آخر هو فرصة متجددة للحياة.
رواية فيرونيكا تقرر أن تموت
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول قصة حياة الشخصية الرئيسية وهي فتاة تدعى فيرونيكا، وقد كانت تلك الفتاة في مقتبل العمر، إذ تبلغ أربع وعشرين عاماً، وفي ذلك الوقت كانت تقيم في إحدى المدن التي تعرف باسم مدينة لوبلانا التابعة إلى ولاية سلوفينيا، كانت فيرونيكا تمتلك الكثير من متع الحياة ومتوفر لها الكثير من المتطلبات، ولكن على الرغم من كل ذلك، فإنها كانت تزهد من الحياة وفي أحد الأيام عزمت على الانتحار؛ وذلك من خلال تناولها لكمية كبيرة من الحبوب المنومة، وقد كانت السبب خلف ذلك هو رغبتها في التخلص من الروتين اليومي، والتي كانت تصفه على الدوام بالممل.
وفي اليوم الذي قررت به الانتحار والموت قررت أن بعد تناول الحبوب أن تقوم بقراءة إحدى المجلات، وفي تلك المجلة شاهدت فيها مقال تحت عنوان: أين تقع سلوفينيا؟ وعلى أثر ذلك المقال قررت أن تقوم بكتابة رسالة إلى ذات المجلة تشير من خلالها إلى أنها الدافع خلف رغبتها في الإقدام على الانتحار هو جراء عدم معرفة الناس أين تقع سلوفينيا، ولكن خطتها باءت بالفشل، إذ أنه بعد أن تناولت الحبوب استيقظت على نفسها في أحد المستشفيات التي تُعنى بالأمراض العقلية في مدينة سلوفينيا، وفي تلك اللحظة تم إخبارها أنها كل ما بوسعها هو أسبوع واحد فقط للعيش، وأنها بعد ذلك سوف تتوفى.
وبينما كانت تقيم فيرونيكا هناك فقد أثر وجودها على جميع المرضى المقيمين في تلك المستشفى، وعلى وجه الخصوص مريضة تدعى يدكا، والتي بدورها كانت تعاني من الاكتئاب، ومريضة أخرى تدعى ماري والتي كانت تعاني من أحد أنواع الخوف المرضي، وشاب يدعى إدوارد والذي كان يعاني من مرض الفصام، والذي لم يلبث طويلاً حتى وقع في حب فيرونيكا، وأثناء تواجدها في المستشفى أدركت أنه ليس لديها ما تخسره في هذه الحياة، كما أنه يمكنها أن تفعل ما ترغب به، كما أنها تمتلك الحرية في قول كل ترغب بقوله دون النظر إلى آراء الآخرين.