رواية في النهاية يأتي الموت - Death Comes as the End

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر المؤلفة والروائية أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الروائيات اللواتي برزن في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث أنه ظهر العديد من الروايات التي انتشرت على مستوى العالم، ولم تكن مختصر رواياتها على الدول الأوروبية، بل تطرقت إلى تأليف الروايات عن المجتمعات العربية، ومن أكثر الروايات التي اشتهرت فيها هي رواية في النهاية يأتي الموت التي نُشرت سنة 1944م.

نبذة عن الرواية

اشتهرت الروائية العالمية أجاثا كريستي بطغيان أسلوب الغموض والخيال على رواياتها، وقد كانت تلك الرواية مختلفة تماماً عما سبقها من روايات أجاثا، حيث أن أحداث الرواية لا تدور في السنوات المعاصرة، بل كانت أحداثها تدور إلى ما قبل الألفين قبل الميلاد، كما أن هناك اختلاف آخر فيها، وهو أن مجريات أحداثها لا تدور في الدول الأوروبية بل في المجتمعات العربية، وعلى وجه الخصوص في جمهورية مصر العربية، وقد حصدت أجاثا على كثير من الثناء والتقدير؛ وذلك من أجل اختيارها لدولة عربية كخلفية لأحداث إحدى رواياتها.

ومن المؤكد أن المؤلفة لا تدرك جميع التفاصيل عن المجتمعات العربية حتى تستطيع صياغة الرواية بشكل جيد، لكنها استعانت بأحد الأشخاص الذي يعمل معها ومع زوجها في علم الآثار، وقد كانت مصري الجنسية ويدعى ستيفن، وقد امتازت الرواية بأنه يوجد فيها كمية من الوفيات، كما اعتبرت الرواية من أوائل الروايات التي دمجت بين الجريمة والأدب البوليسي والخيال التاريخي، وقد أصبح هذا النمط من الأدب مع الوقت يعرف باسم بنمط الجريمة التاريخية.

وبينما كانت أجاثا كريستي تسرد في أحداث الرواية كان السيد ستيفن في كثير من الأوقات يقدم لها الكثير من التفاصيل؛ وعلى وجه الخصوص تلك التفاصيل التي تخص الحياة اليومية لسكان مصر القدماء؛ وذلك من أجل أن تصبح الرواية قريبة من أرض الواقع، وعلاوة على كل ذلك اقترح ستيفن على الكاتبة أن تقوم بتغيير النهاية في الرواية، وبالفعل عملت الكاتبة بمشورته، لكنها أقرت فيما بعد أنها شعرت بالندم على التغيير الذي أحدثته في نهاية الرواية، إذ صرحت أن النهاية الأولى هي الأفضل، كما قالت أنها الرسائل التي قدمتها كانت رسائل حقيقية تم ترجمها من قِبل عالم آثار مصري شهير، والفترة التي تناولتها هي الفترة المصرية الوسطى.

رواية في النهاية يأتي الموت

في البداية تدور أحداث ووقائع الرواية حول إحدى الشخصيات المهمة والتي يتم سرد الرواية من وجهة نظرها، حيث أن تلك الشخصية فتاة أرملة تدعى ريني، إذ أنها بعد زواجها بفترة يتوفى زوجها، وهنا تقرر العودة إلى منزل والدها والذي كان يقع على مقربة من ضفاف النيل، حيث أنه في ذلك البيت وتحت سطحه الذي يوحى للوهلة الأولى أنه يتميز بالهدوء والبراءة والصفاء، ولكن في الحقيقة كانت الحياة الأسرية فيه يكمن بها جميع الصفات السيئة من جشع وطمع وكراهية وحقد، فقد كانت جميع النفوس في هذا البيت لا تعرف طريق السعادة أو الحب في يوم من الأيام.

ففي ذلك البيت كان يقيم هناك ثلاث أشقاء مع زوجاتهم، حيث أن ذلك البيت هو بيت أبيهم، إذ أنه بعد أن توفيت والدتهم، كان أبيهم قد سافر إلى إحدى الدول سفرة طويلة، حيث أنه كان يعمل في التجارة وهذا العمل يتطلب منه الكثير من السفر والتجوال بين الدول، وفي أحد الأيام وعند عودته من إحدى الرحلات كان قد أحضر معه سيدة تدعى نوفرت، إذ أن تلك السيدة كانت زوجته.

وتلك السيدة كانت مليئة بالحقد والكراهية من الداخل، وهي كانت تبغض أبناء زوجها حتى من قبل أن تراهم، فقد كان حينما يتطرق والدهم للحديث عنهم تكره اللحظة التي ينطق بها بأسمائهم، وعند وصولها إلى بيت زوجها والذي كان يقيم به أبناءه وزوجاتهم، كما كان يقطن معهم أيضاً أختهم الأرملة، ومن هنا كانت تلك السيدة حريصة كل الحرص على الإفساد بين أفراد الأسرة، كما حرصت على إثارة المشاكل وافتعالها بأي طريقة كانت.

وفي ذلك الوقت كان قد حان وقت سفر زوجها، وقبل مغادرته المنزل طلب منها أن تقوم بمراسلته على الدوام، وأن تحدثه عن كل ما يدور في البيت، وإضافة على ذلك قام بتنبيهها بأن تخبره عن أي معاملة سيئة وغير لطيفة تتلقاها أو تشعر بها من قِبل أي أحد من أبنائه، وبعد أن غادر زوجها بدأ كل من في البيت يكره التعامل معها بأي شكل من الأشكال، كما كان الجميع يبغضها كونها أولاً كانت قد حلت محل والدتهم، وثانياً كونها سيدة تحمل كل الصفات السيئة من حقد وبغضه لهم جميعهم دون استثناء، وهنا كانت السيدة مسرورة بكل ذلك؛ وذلك لأنها لاقت شيء تخبره لزوجها وتحرضه به على أبناءه، ومن هنا تبدأ بمراسلته وإخباره عن الظلم الذي تتلقاه، بالإضافة إلى معاملة الجميع السيئة لها.

وفي صباح أحد الأيام تم العثور على جثة السيدة، حيث أنه تم قتلها، وعندما وجدوها كانت تظهر على ملامح وجهها علامات تشير إلى أنها توفيت وهي مليئة بالرعب، ومن هنا اعتقدوا أبناء زوجها أنها كانت ترغب بالانتحار، وأن هي من فعلت ذلك بنفسها، وبعد مرور أيام قليلة أصبحت زوجة الابن الكبير تشعر بالقلق على الدوام بعد موت تلك السيدة، ومن هنا كذلك ازدادت عصبية زوجها وأصبح شخص أكثر تسلط، بعد أن كانت شخص هادئ ومسالم وضعيف الشخصية.

وفي أحد الأيام خرج الابن الأكبر وزوجته للتنزه في إحدى الأماكن القريبة من التلة، وفي لحظة ما شعرت الزوجة بأن هناك من يمشي خلفها، وحينها نظرت إلى الخلف وهي تمتلئ بالخوف والرعب، وهنا لم تستطيع أن تسيطر على نفسها وتعثرت رجلها وتدحرجت وسقطت إلى أخر التلة وتوفيت، وقد كانت تردد أثناء سقوطها اسم السيدة نوفرت، وبعد مرور أيام قليلة كان الابن الأوسط يتمشى مع أخية الأصغر منه وهم يشربان الشراب ويستلذان به، لكن لم يدركوا أن ذلك الشراب موضوع فيه مادة سامة، وسرعان ما توفي أحدهم وبقي الآخر على فراش المرض، وهنا قدم إلى بيت الأسرة أحد الرعاة، وقد أخبرهم أنه شاهد سيدة تقوم بوضع السم لهم داخل الشراب، ولكن لم يأخذوا بكلامه؛ وذلك لأنه كان شخص يعاني من اختلال في العقل.

وبعد ذلك بفترة قصيرة تم العثور على الابن الأصغر مقتول وجثته مرميه في ماء النهر، وفي أحد الأيام طلبت مدبرة المنزل من الفتاة الأرملة الذهاب باتجاه المقبرة الموجودة في القرية، حيث قالت أن هناك يوجد حوري وأنه في كل مرة تذهب بها إلى المقبرة يطلب من المدبرة أن تحضر الأرملة فهو يريد الزواج منها، ومن هنا عزمت الفتاة الأرملة على الذهاب إلى المقبرة، وعند وصولها كانت تسمع صوت مرعب من خلفها، وحين التفتت إلى الوراء وإذ بها تشاهد شبح أخيها الأكبر، حيث كان يحاول التهامها كوحش مفترس، وهنا بدأ جسدها يرتعش من الخوف، وهنا سرعان ما يأتي الحوري ويقوم بإنقاذها وقتل الشبح، وفي تلك اللحظة تم التوصل إلى أن من كان خلف تلك الجرائم بكاملها هو لعنة تمثلت في روح أخيها الأكبر، وفي النهاية تزوجت الأرملة من الحوري.


شارك المقالة: