يُعتبر الكاتب والمؤلف آلان مور وهو من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من الروايات والقصص القصيرة المصورة، وقد اعتبر من أهم الأدباء البريطانيين لمدة خمسين عام متتالية، كما يُعد أفضل من قام بتأليف روايات وقصص مصورة، ومن أكثر الروايات التي حققت له شهرة واسعة حول العالم هي رواية في رمز الثأر، وقد تم العمل على تجسيدها إلى أفلام سينمائية عدة مرات.
رواية في رمز الثأر
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام من أواخر القرن التاسع عشر، حيث أنه في ذلك اليوم كان ذكرى الاحتفال بذكرى شخص يدعى غاي فوكس، وفي ذلك الاحتفال كانت هناك فتاة تدعى إيفي، كانت تلك الفتاة تعاني من ضائقة مالية وهي فتاة ما زالت في مقتبل العمر، وهنا تحاول أن تعرض نفسها على عناصر الشرطة مقابل النقود، وفي أحد الأيام قرروا العزم على قتلها خوفاً من أن تفسد عنهم، وفي تلك اللحظة اعترضهم شخص يدعى في وهو رجل غامض وقتلهم جميعاً، وقد كان من الأشخاص الثوريين ويرتدي على وجهه قناع يجسد السيد غاي فوكس.
وفي تلك الأثناء يقوم الرجل الغامض بتفجير مبنى البرلمان على مسافة بعيدة قليلاً، وبعد ذلك سرعان ما اندفع مع الفتاة إلى قبو تحت الأرض مليء بالممنوعات والمحظورات، وفي ذلك القبو تقوم الفتاة بسرد قصة حياتها للرجل الغامض والتي تقول فيها إلى أن الحرب النووية العالمية التي حدثت في أواخر الثمانينات من القرن الماضي هي التي ساهمت في انتشار الفاشية الإنجليزية، وهذا ما ساهم في ثورة الحكومة التي تؤمن بسيادة البِيض في الحكومة التي يرأسها نورسفاير.
وفي ذلك الوقت يبدأ أحد المحققين المخضرمين والذي يدعى إريك، وقد كان الرئيس المسؤول عن عناصر الشرطة بالتحقيق في الأنشطة الإرهابية التي يقوم بها الرجل الغامض، يقوم إريك باستمرار إجراء اتصالات مع دائرة الاستخبارات التابعة للحكومة، وكافة قوات الجيش والتي يترأسها شخص يدعى ديريك ألموند، كما يجري اتصالاته مع شخص آخر يدعى آدم الذي يشرف على النظام الحاسوبي للحكومة.
تتزايد القضايا والعمليات التي يقوم بها الرجل الغامض تعقيداً، حيث أنه دفع بأحد الأشخاص إلى الانتحار والقتل وآخرون تسبب لهم باختلال عقلي، وتلك الشخصيات الثلاثة كانوا تابعون إلى أحد المعسكرات القريبة، وأن ذلك المعسكر كان يقيم به الرجل الغامض في السابق، وقد كان من أحد الضحايا التي طبقت عليه تجارب الأبحاث للمواد الكيميائية التي تستخدم في صنع المتفجرات، والتي قام الرجل الغامض في استخدام جزء منها في تدمير ذلك المعسكر، وتم التوصل إلى أن كل ما يقوم به الرجل الغامض في الوقت الحاضر من قضايا جرمية هو بسبب الثأر لما تم فعله به في السابق، وهذا ما أثار الخوف والذعر بين الضباط الذي كانوا يعملون ذلك المعسكر، إذ خشوا أن يقوم بعمل إرهابي أكبر.
وبعد مرور أشهر قليلة اقتحم الرجل الغامض مقر وزارة الإعلام والتي يترأسها شخص يدعى روجر، ومن هناك بث فيديو دعا به الناس إلى الثورة ضد الحكومة ثم ينجح بالفرار والذي نتج عنه مقتل السيد روجر، وفي تلك الأثناء كانت الفتاة إيفي تقيم علاقة عاطفية مع رجل يكبرها بعدة سنوات، وهو في الحقيقة كان رجل من كبار المجرمين وشخصيته تعرف بأنها شخصية تافهة يدعى جوردن، وفي أحد الأيام قام رئيس إحدى العصابات والذي يدعى هاربر بقتل جوردن، ومن تلك اللحظة قررت إيفي الانتقام منه.
وفي أثناء أحد الاجتماعات التي كان يديرها هاربر مع شخص يدعى كريدي حاولت إيفي إطلاق النار عليه، ولكن تم القبض على إيفي قبل أن تطلق النار، وهنا تم توجيه أصابع الاتهام لها على أنها تحاول اغتيال كريدي، وعند وضعها في زنزانتها حيث يتم استجوابها وتعذيبها، في ذلك الوقت وضعها المحقق أمام خيارين: أما أن تقوم بالتعاون معه والإدلاء بكامل المعلومات التي تعرفها عن الحكومة أو أن تلقى حتفها، ولكنها أصيبت بالصدمة عندما علمت بأن ذلك السجن المزعوم ما هو إلا خدعة قام بها الرجل الغامض، حيث بين لها أنه من الممكن أن تواجه تعذيباً مماثلاً للذي رآه في المعسكر.
وبعد مرور عام قام الرجل الغامض بإحداث تفجير في أحد الأبراج، مما يتسبب في مقتل ثلاث هيئات حكومية، وفي ذلك الوقت حدثت موجة من ثورة حماسية قام بها الشعب، وهنا قال الرجل الغامض أنه لم يحقق ما يرغب بالوصول إليه بعد، حيث أنه كان يطمح بأن يوصل تلك البلاد إلى معنى بلاد تفعل بها ما تشاء، كما أراد أن يطبق نظرية نزع الخوف من الأشخاص؛ وذلك من أجل الوصول إلى ما يريده.
ومنذ ذلك الوقت اختفى أحد ضباط المعسكر في ظروف غامضة، إلا أن كشف أحد مساعديه أن الرجل الغامض كان طوال الوقت يسيطر على أحد الأنظمة الذي يعرف بنظام المصير، وذلك إن دلّ على شيء فإنه يدل على درجة الذكاء التي يتمتع بها، وطوال هذا الوقت كان ضابط المعسكر يقيم في معسكر، والذي كان مهجور في ذلك الوقت، وهناك كان يتناول نوع من المهلوسات القوية التي تسيطر على العقل؛ وذلك من أجل أن يسترجع ذكريات الماضي المظلم ويعيش في دور السجين في المعسكر مثل الرجل الغامض.
وهذا الأمر كان قد منحه قدرة بديهية قوية جداً، وعند رجوع الضابط إلى مدينة لندن توصل إلى المكان الذي يقيم به الرجل الغامض والذي كان في إحدى المحطات والتي تعرف باسم محطة فكتوريا المهجورة، وأول ما وصل الضابط إلى تلك المحطة دخلها وهو يطلق بالنار بشكل متتالي، وهنا أصيب الرجل الغامض وتوفي بين يدي إيفي، وهنا فكرت إيفي في أن تقوم بإزالة القناع عن وجهه، ولكنها تراجعت في اللحظة الأخيرة وقررت أن ترتدي إحدى أقنعة الخاصة بالسيد غاي.
وعلى الرغم من أن الرجل الغامض قد توفى إلا أن جميع مخططاته قد تم تنفيذها بكامل حذافيرها من قِبل إيفي ومجموعة كبيرة من الثوار الذين التفوا حولها وشكلوا مجموعة كبيرة متحدة، ومات جميع الضباط الذين قاموا بتعذيبه في المعسكر، ولم يتبقى منهم سوى الضابط والذي بنفسه تخلى عن منصبه من تلقاء نفسه؛ وذلك بسبب تأثير الهلوسات على عقله، إذ أحدثت لديه اختلال، وفي النهاية تنتهي الرواية بمشهد الضابط وهو ينظر إلى الفوضى العارمة التي حدثت في البلاد، وحينها تنطفئ أضواء الزمن.