اشتهر الكاتب والمؤلف المبدع جون ستاينبيك من أهم وأبرز الكُتاب الذين برزوا وأبدعوا في مجال كتابة وتأليف الأعمال الأدبية، حيث أنه كان له تأثير كبير على مجموعة كبيرة من الكُتاب من بعده، وأكثر ما برز كان في موطنه الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أكثر رواياته التي حققت شهرة واسعة هي رواية معركة مشبوهة، والتي تم العمل على إصدارها سنة 1936م، إذ جسدت إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية وترجمت إلى الكثير من اللغات العالمية.
رواية في معركة مشبوهة
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول قضية كانت قد حصلت في يوم من الأيام في ولاية كاليفورنيا، حيث أنه قد قام جميع عمال الفاكهة في تلك الولاية بعملية إضراب، والذي بدورهم كانوا يعملون في أحد الوديان الواقعة ضمن تلك الولاية، وعلى أثر ذلك قامت جميع النقابات العمالية بمحاولات عديدة من أجل العمل على تنظيم وقيادة وتزويد القاطفين المُضربين.
وفي ذلك الوقت التقى شخص يدعى جيم نولان مع شخص آخر يدعى هاري نيلسون، إذ أن السيد هاري يبدأ عملية تقديم الطلب لجيم؛ وذلك من أجل أن يصبح أحدث عضو في الحزب، وبعد التحاق جيم بالحزب يقوم قائد ومسؤول الحزب والذي يدعى ماك بإخباره أنهم سوف يتوجهون إلى وادي يعرف باسم وادي تورغاس، وقد كان ذلك الوادي هو الموقع المجمع، وقد كانت الغاية من ذلك هي المحاولة من أجل إثارة العاملين في قطف الفواكه والذي كان يبلغ عددهم حوالي ألفين عامل، وذلك ضد جمعية المزارعين، وكذلك من أجل تشجيع الإضراب على الامتداد، بحيث يوصل إلى العاملين في حقول القطن الواقعة في مدينة تانديل.
وبعد مرور عدة أيام تصاعدت أحداث الاضراب إلى أعلى مستوى حينما تحدث واقعة لرجل كبير في العمر ويدعى دان، إذ تنكسر بدان درجتين من السلم الذي كان يعتليه ويسقط على الأرض، وبناءً على تصاعد الأحداث تصبح مدينة لندن كمركز رئيس إلى لجنة تتكون من سبعة رجال، وفي تلك الأثناء يقوم ماك بإقناع شخص يدعى آل على أن يقوم بإعارته خمسة دونمات من الأرض وأن يتم اتخاذها كقاعدة للعاملين في قطف الفاكهة، وذلك مقابل أن يقوموا بقطف المحاصيل التي يمتلكها مجانًا، وفي أحد الأيام يتم تعيين شخص يدعى دوك بورتون بواسطة ماك؛ وذلك من أجل تتبع حالة الحفاظ على المرافق الصحية التي تكون تابعة في ذلك الوقت إلى مخيم المضربين، وذلك من أجل تفادي حلّه من قِبل منظمة الصليب الأحمر.
وفي ظل الإضراب القائم يتم سرد مسار الأحداث بشيء من التفصيل، حتى أنه يتم التطرق للحديث عن السياسات التي يتم اتباعها من قِبل المزارعين المحليين، وكما تم الحديث عن الدعم الذي تم تقديمه من طرف السيد آل، والذي تمثل في تقديم وجبات الغداء السريعة الصغيرة، بالإضافة إلى الحديث اللطيف الذي كان يتم مع المزارعين المضربين، كما كان هناك البعض من السكان المحليين الذين يسعون إلى حشد الطعام بأكبر قدر ممكن وغيره من المساعدات التي يحتاجها القاطفين، ويمتد ذلك الأمر إلى أن يوصل إلى الأزمات الشخصية والمآسي التي يتعرض لها الحالات الفردية من المضربين، وبناءً على كل ما يتم تقديمه يظهر ماك وكأنه شخصية بطولية، ولكن في ذات الوقت كان رجل ذو تفكير منفرد، ولهذا كان محور لشكوك جيم في أغلب الأحيان.
وفي نهاية الأحداث ينضم جيم إلى سام في الاعتصام، حيث أنهم في ذلك الوقت يلاحقان بعض العمال المتمردين، الذين كانوا تابعون إلى العمل في بستان التفاح، يقوم سام باستخدام أوتاد وتعنيفهم، وعلى أثر ذلك يصابوا بجروح بالغة، وبناءً على تصاعد الأحداث أكثر فأكثر تم إصابة جيم برصاصة قوية، لكنه تمكن من الرجوع إلى المخيم بسلام، وبينما كان زعيم القاطفين داكين يسير في الطريق، تعرض لكمين كان قد تم ترتيبه على يد مجموعة من الحراس والذين كانوا حاملين للأسلحة وقاموا بتهديده.
ولكن هذا الكمين كان قد تعرض للفشل جراء وصول عناصر الشرطة المرورية، إذ هدأ داكين لمجرد رؤيتهم، وحينما علم جيم بالمكان الذي يقيم به داكين سرعان ما همّ لمساعدته، وهنا كان قد توفي رجل من العاملين في الاضراب يدعى جوي، وهنا صرح ماك بأنه لا يمكنهم تأجيل مراسم جنازة جوي؛ وذلك لأنه من وجهة نظره أن وفاته أو الطريقة المأساوية التي توفي بها هي في الوقت الحاضر الدافع القوي الذي سوف يقدم المساندة إلى الاضطراب، وفي النهاية بقي ماك مستمر في إثارة وتحفيز وتشجيع المحتجين والضربين، على الرغم من الصعاب التي كانت تواجههم والتي على ما يبدو أنها ميؤوس منها.