رواية قطار 4.50 من بادنغتون - 4.50Train From Paddington Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر المؤلفة والأديبة أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الكاتبات اللواتي ظهرن في مجال كتابة القصص القصيرة والروايات، لها دور مميز في تأليف الأعمال الأدبية، وقد تم تجسيد الغالبية العظمى من أعمالها إلى أفلام سينمائية، كما تمت ترجمت رواياتها إلى أشهر اللغات العالمية، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي رواية قطار 4:50 من بادنغتون، وقد كانت تلك الرواية في كل لغة تتم ترجمتها لها يختار لها عنوان آخر.

رواية قطار 4.50 من بادنغتون

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في تلك اللحظة التي تواجدت بها سيدة تدعى إليسبت في إحدى السكك الحديدية، إذ استقلت تلك السيدة أحد القطارات، حيث كانت تنوي التوجه في ذلك الوقت صوب إحدى صديقاتها والتي تدعى ماربل، وقد كان ذلك بعد أن قامت بجولة في السوق وجراء بعض الحاجيات لمناسبة عيد الميلاد، وبينما هي جالسة على مقعدها يمر من جانب القطار الذي تركب به قطار آخر، وهنا تصاب السيدة بالصدمة حينما تشاهد من خلال الشباك المحاذي لها رجل يقوم بوضع يديه على عنق امرأة ويحاول خنقها حتى الموت، لكنها لم تشاهد وجه الرجل فلم يظهر عليها، بل كان ظهره فقط من جهتها، بينما المرأة فقد كانت تتمكن من تمييز جميع ملامح وجهها ورأسها.

وفي تلك الأثناء تخبر السيدة إليسبت عمال الأمن الذين يعملون في القطار عن ما شاهدته، لكنهم لا يأخذون الحادثة على محمل الجد، حيث يعتقدون حين يسمعون بالقصة أنها مجرد أوهام وتخيلات قد حصلت مع السيدة جراء التعب والإرهاق، لكن صديقتها جاين ماربل حين تسمع بالحادثة تثير اهتمامها بشكل كبير وتعزم على التحقيق فيها، لكن مما أثار استهجان الجميع أنه لا يتم العثور على أي جثة لا في القطار الذي رأت به أوليسبت الحادثة، ولا في أي مكان مجاورة للسكة الحديدية التي كان يعبرها القطار، لكن ماربل كانت تصدق كل كلمة أدلت بها أوليسبت، وهذا ما جعلها تستمر في متابعة القضية واستعانتها ببعض الخرائط للمنطقة.

وفي تلك الأثناء تتمكن ماربل من تحديد ذلك المكان بواسطة الخريطة بشكل تقريبي، والتي من الممكن أن يكون القاتل قد قام بالتخلص من الجثة فيها بعد رميها من القطار، ولكن ماربل كانت سيدة متقدمة في العمر وحالتها الصحية لا تمكنها من القيام بكافة مجريات التحقيق بنفسها ولوحدها، وهذا ما جعلها تستعين بإحدى السيدات المقربات منها وتدعى لوسي وبالفعل حينما أمسكت لوسي سرعان ما تمكنت من الحصول على عمل كمدربة في المنزل الذي تعتقد ماربل أن الجثة من الممكن أن تكون موجودة في محيطه أو بداخله، وفي ذلك الوقت تقوم ماربل بتكليف لوسي من أجل البحث عن الجثة، وبعد مرور فترة قليلة بالفعل عثرت لوسي على الجثة موجودة في أحد الصناديق التي كانت مهملة في مبنى مهجور كملحق بالبيت.

وفي ذلك الوقت تخبر ماربل الشرطة عن الجثة، وهنا تصدق الشرطة حديث ماربل وصديقتها السيدة إليسبت، لكن مدير الشرطة وعناصرها اعتقدوا أن لا علاقة بين أصحاب المنزل والجريمة، وقد كان البيت تعود ملكيته إلى عائلة تعرف باسم عائلة كراكنثورب، حيث أنه يقيم في ذلك البيت رجل كبير في السن وله ستة من الأبناء، لكن بنت واحدة فقط من بينهم كانت تقطن معه وهي تدعى إيما، وفي لحظة ما تشك الشرطة في أمر تلك العائلة، وذلك حينما تبدو إيما وكأنها تعلم شيء بخصوص تلك الجثة.

وعلى الرغم من إنكار جميع أفراد العائلة لعلمهم بهوية صاحبة الجثة حين تم استدعائهم، إلا أن إيما في الأخير تعزم على أن تصرح بما تعلمه حول تلك الجثة، إذ تقول في ذلك الوقت بأنها تعتقد أن تلك المرأة صاحبة الجثة هي عشيقة شقيقها وهي تدعى مارتين، وقد كانت من أصول فرنسية، وكان قد تعرف عليها في دولة فرنسا قبل قتله، كما أخبرت إيما الشرطة أنها قبل فترة تلقت رسالة من تلك الفتاة تخبرها فيها أنها ترغب في زيارة عائلة حبيبها المقتول في إنجلترا والتعرف عليهم.

وفي تلك الأثناء وحسب التقارير الأولية بدأت الشكوك تدور حول تلك المرأة صاحبة الجثة، فهناك من اعتقد أنها من المحتمل أن تكون ليست مارتين الحقيقية وأنها قامت بانتحال شخصيتها وهويتها من أجل الحصول على المال والنقود من العائلة، وهناك من اعتقد أنها من الممكن أن تكون مارتين، ومن المحتمل أن تكون لديها ابن من شقيق إيما، في تلك الحالة تتوجه الاتهامات صوب أحد افراد العائلة، فاعتقدت الشرطة أنه من الممكن أن يكون واحد منهم قد قام بقتلها؛ وذلك من أجل حرمانها من الحصول على الميراث.

وفي أحد الأيام  ازداد الشكوك حول أن يكون القاتل شخص من تلك العائلة، حيث أنه حدثت حالة من التسمم لأحد أفراد الأسرة، ثم بعد ذلك تحدث جريمة قتل لأحد أبناء العائلة كذلك، وبعد ذلك بفترة قصيرة تحدث جريمة قتل أخرى لابن آخر من أفراد الأسرة، ولا يبقى في العائلة إلا إيما وشقيقها الذي كان مغترب في دولة إسبانيا وقد رجع قبل فترة بسيطة ويدعى سيدرك، وفي ذلك الوقت تظهر مارتين الحقيقية، وهنا أثبتت أن المرأة التي تم العثور على جثتها في الصندوق هي ليست مارتين، وعند سؤالها عن الرسالة التي كانت قد بعثتها لإيما، قامت مارتين بنفي أنها قد قامت في أحد الأيام بإرسال أي رسالة إلى إيما.

ومنذ تلك اللحظة تزداد شكوك الشرطة في أن يكون القاتل إما سيدرك الابن المغترب أو زوج ابنة العائلة والتي كانت متوفاة، وهو شخص يدعى برايان إيستلي، لكن ماربل هنا تصل بفضل الذكاء والفطنة التي تتمتع بهما إلى هوية القاتل الحقيقية، فالقاتل هو طبيب العائلة والذي يعرف باسم الطبيب كويمبر.

حيث أن بعد إجراء بعض التحريات والتحقيقات توصلت ماربل إلى أن الطبيب في البداية كان يرغب في الزواج من إيما، وقد كانت ابنة الرجل العجوز الثري، لكن زوجته كانت كاثوليكية وقد رفضت بشدة فكرة الطلاق منه، حيث قام باستدعائها في أحد الأيام إلى إنجلترا، إذ أوهمها أنه يريد الصلح معها وبدء صفحة جديدة، وفي تلك الأثناء يقوم بخنقها على متن القطار، ويعزم على إخفاء الجثة في بيت عائلة كراكنثوب؛ وذلك من أجل أن تتجه أصابع الاتهام صوب أحد أبناء العائلة.

وفي ذات الوقت كان الطبيب على معرفة تامة بقصة الفتاة الفرنسية مارتين، لأن إيما كان قد سبق وأن أخبرته بها، حيث يقوم في ذلك الحين بإرسال رسالة عليها توقيع مارتين إلى إيما؛ وذلك من أجل أن يتخيل للشرطة بأن المتوفية هي مارتين، وحتى يقوم بتثبيت التهمة على أحد أشقاء إيما، ومن ثم عزم في تسميم أحد أفراد العائلة كما قام بقتل اثنين منهم؛ وذلك حتى يضمن حصول إيما على الميراث بأكمله لوحدها.


شارك المقالة: