تُعد أجاثا كريستي من أهم من كتب في الأدب البوليسي، حيث أنها اعتبرت من رائدات الأدب في هذا المجال، وقد صدر عنها العديد من الأعمال الأدبية التي لاقت استحساناً وشهرة حول العالم، ومن أكثر الروايات التي حقق نسبة مبيعات عالية وترجمت إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية هي رواية قطة بين الحمام، والتي تم العمل على إصدارها للمرة الأولى سنة 1959م.
نبذة عن الرواية
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى المناطق التي تكون من نسج خيال الكاتبة وهي إمارة رامات، وقد كانت إمارة افتراضية يطغى على سكانها الثراء، وقد وصفت تلك الإمارة أنها تقع في منطقة الشرق الأوسط، حيث أنه في أحد الأيام قامت في تلك الإمارة ثورة ضد أحد الأمراء الذي يعرف باسم علي يوسف، وعلى أثر ذلك قرر هذا الأمير أن يقوم بإعطاء كامل ثروته من المجوهرات إلى الطيار الخاص به والذي يدعى بوب روالسون، وفي تلك الأثناء طلب منه أن يقوم بتهريبها إلى خارج البلاد.
وفي ذلك الوقت كان للطيار أخت تدعى السيدة جوان ستوكليف، وفي تلك الأثناء كانت تقضي أيام العطلة برفقة ابنتها التي تدعى جينيفر في فترة للنقاهة والاسترخاء في إمارة الرامات، وهنا قام شقيقها بوب بوضع المجوهرات بشكل خفي ودون علمها بين ثيابها وأغراضها، إلا أن في تلك اللحظة كان هناك سيدة مجهولة قد قامت بمشاهدته بينما كان يقوم بدس المجوهرات في تلك الحقائب.
وبعد مرور فترة قصيرة كان كل من بوب والأمير علي يوسف قد اعتلا الطائرة للفرار من الإمارة، إلا أن تلك الطائرة قد تعرضت إلى حادثة تحطم، وتوفي الأمير وطياره الخاص، إلا أن المخابرات البريطانية في ذلك الوقت وأثناء تفتيش الطائرة لم تعثر على المجوهرات في أي مكان فيها، وسرعان ما تتوجه أنظارهم إلى المدرسة التي تعرف باسم مدرسة ميدويبنك، وقد كانت من أرقى مدارس الخاصة بالفتيات في دولة إنجلترا، حيث أنه في تلك المدرسة كانت توجد الفتاة جينيفر ابنة شقيقة الطيار، بالإضافة إلى قريبة الأمير علي يوسف والتي تدعى الأميرة شايستا.
وحين ينطلق الفصل الدراسي في مدرسة ميدويبنك، وقد كانت من تدعى بولسترود هي المديرة للمدرسة وتساعدها في تلك الأثناء في إدارة المدرسة سيدة تدعى شادويك، بالإضافة إلى المعلمة التي تدعى فانسيتارت، والتي بدورها قضت بالتدريس في تلك المدرسة لعدة سنوات، والمعلمة التي تدعى ريك كانت قد قضت ما يقارب على السنة والنصف، بينما المعلمة التي تدعى جونسون فقد كانت المسؤولة عن تدبير شؤون الطالبات، كما كان هناك طاقم المدرسة القديم وبعض الوجوه الجديدة مثل معلمة اللغة الفرنسية والتي تدعى آنجال بلونش، ومعلمة التربية الرياضية التي تدعى غرايس سبيرنغر، وفي الأخير كانت معلمة تدعى آن شابلند وهي السكرتيرة الخاصة إلى مديرة المدرسة ورجل يدعى آدم غودمان وهو من كان البستاني الخاص لتلك المدرسة.
وفي أحد الأيام قررت المديرة بولسترود التقاعد في وقت قريب، إذ بدأت تفكر في من سوف يستلم مكانها في إدارة المدرسة، حيث ساد اعتقاد بأن المعلمة فانسيتارت هي من سوف تأخذ تلك المكانة، بينما المديرة في الحقيقة كانت تفكر في السيدة ريك؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنها كانت ما زالت صغيرة في السن، بالإضافة إلى أنها تملك العديد من الأفكار الجديدة المبتكرة الحديثة، بينما المعلمة شادويك هي الأخرى كانت تعتقد أنها هي الأوفر حظاً من أجل أن تظفر بمنصب المديرة.
في غضون ذلك يتم العثور على المعلمة سبرنغر مدرسة التربية الرياضة مقتولة في القاعة المخصصة إلى الألعاب الرياضية، وعند استدعاء عناصر الشرطة للتحقيق في الحادثة، يشرع المفتش الذي يدعى كيلسي في تحقيقاته على الفور، إذ اكتشف حينها أن البستاني آدم هو في الحقيقية عميل يعمل لصالح المخابرات البريطانية.
وفي تلك الأثناء تبدأ جينيفر بالشعور بشيء غريب خلال مسكها مقبض التنس المخصص لها، وحينما لا تشعر بالراحة تقوم باستبداله مع بالمقبض المخصص لصديقتها التي تدعى جوليا أوبجون، وقد كان ذلك بعد أن ترسل إلى والدتها وتطلب منها أن ترسل لها مقبض تنس جديد، بعد فترة قصيرة تأتي سيدة غريبة ومجهولة وتقدم إلى جينيفر مقبض تنس جديد، وقالت لها في تلك اللحظة أن هذا المقبض مقدم من عمتها التي تدعى جينا، وهنا طلبت منها أن تقوم بأخذ مقبضها القديم والذي هو في الحقيقة كان المقبض المخصص إلى جوليا وليس إلى جينيفر، اكتشف جينيفر في وقت لاحق أن عمتها لم تقوم بإرسال أي مقبض جديد لها، وقد كان ذلك الأمر مما أثار الشكوك حول تلك المرأة الغريبة والغامضة.
وأثناء عطلة نهاية الأسبوع تمت عملية اختطاف المعلمة شايستا من قبل أحد السائقين والذي ادعى حينها أنه مبعوث من قِبل خالها لإيصالها إلى المنزل، وفي المساء تقع جريمة قتل أخرى في الصالة المخصصة للألعاب الرياضية، حيث تم العثور على المعلمة فانسيتارت متوفية، وبعد تلك الحادثة قدم إلى المدرسة مجموعة من أولياء الأمور؛ وذلك من أجل أخذ بناتهم من المدرسة التي أصبحت مكان خطير من وجهة نظرهم بعد وقوع جريمتي قتل، وهذا الأمر قد زاد من شكوك جوليا حول مقبض التنس، وبعض إجراء بعض المتفحصات حوله اكتشف أنه يوجد كيس مخفي داخل المقبض.
في اليوم التالي تتسلل جوليا إلى خارج المدرسة، وسرعان ما تتوجه إلى رجل يدعى بوارو، حيث أنها كانت تسمع أنه أنه أفضل محقق في قسم جرائم القتل، وعند الوصول إليه طلبت منه المساعدة، وفي غضون ذلك تقع جريمة ثالثة أخرى، وفي هذه المرة كانت من نصيب المعلمة بلونش، والتي بدورها كانت قد تعرفت على هوية القاتل وحاولت ابتزازه، ولهذا تم العثور عليها مقتولة في نفس الصالة الرياضية.
وبعد إجراء العديد من التحريات والتحقيقات من قِبل المحقق اكتشف أن الأميرة شايستا التي كانت قد ارتادت المدرسة هي فتاة مُزيفة، وأن الأميرة الحقيقية تم اختطافها في وقت سابق في دولة سويسرا، وتلك الفتاة التي ادعت أنها شايستا تنتمي إلى إحدى العصابات التي تحاول العثور على المجوهرات وسرقتها، ولم يتم في اختطافها، بل كانت هي بذاتها من خططت لهروبها بتلك الطريقة، وهنا يتم استدعاء والدة جينيفر التي كانت في ذلك الوقت في رحلة إلى الأناضول، ومن هنا تتعرف على السيدة التي كانت تقيم في الفندق الذي أقامت به حين كانت تتواجد في رامات، حيث كان من شأنها مشاهدة شقيقها بوب وهو يقوم بإخفاء المجوهرات، ألا وهي المعلمة آن شابلند والتي كانت تعمل كسكرتيرة للمديرة.
وفي النهاية اعترفت آن شابلند أنها قامت بقتل سبيرنغر؛ وذلك بسبب رؤيتها لها وهي تحاول البحث في قاعة الرياضة عن المجوهرات، وكذلك اعترفت بقيامها بقتل الآنسة بلونش؛ ويعود السبب في ذلك إلى أنها شاهدتها وهي تقوم بجريمتها الأولى، لكنها أكدت أنها لم تقوم على الاطلاق بقتل فانسيتارت، بل المعلمة شادويك هي من قامت بتلك الجريمة، وقد كان ذلك بعد أن اعتقدت أنها سوف تقوم بالتنافس معها في الحصول على منصب المديرة عقب أن تتقاعد بولسترود.
ومن هنا كانت شادويك قد اغتنمت فرصة وجود سلسلة من جرائم التي اجتاحت المدرسة؛ وذلك حتى توهم الجميع أن الجريمة التي حدثت بالأخير مرتبطة بباقي الجرائم، وأخيراً قررت بولسترود أن تستلم المعلمة ريك إدارة المدرسة من بعدها، وتعملان سوياً من أجل إعادة الاعتبار إلى المدرسة، بينما كانت المجوهرات قد عادت إلى زوجة الأمير علي يوسف بشكل سري، والتي كانت تقيم في ذلك الوقت في دولة إنجلترا.