نبذة عن رواية كارميلا:
كارميلا هي رواية قوطيّة تعود أصولها لعام 1872م، وهي من تأليف المؤلف الأيرلندي شيريدان لو فانو. وتروي هذه الرواية قصة امرأة شابة تُرافق مصاصة دماء تُسمى كارميلا، والتي يتبين لاحقًا أنَّها ميركلا (الكونتيسة كارنشتاين). كما تمّ صنع العديد من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات بناءً على هذه الرواية، وذلك باعتبارها رواية متكاملة لغويًا وأدبيًا. ويقدم الراوي شيريدان لو فانو الرواية كجزء من دفتر ملاحظات الطبيب هسيليوس، والذي كان لتركه لمجال الطبي أول قضية بوليسية غامض في الأدب.
الشخصيات:
- كارميلا.
- الطبيب هسيليوس.
- لورا.
- والد لورا.
- مورافيا نوبلمان.
- السيدة بيرودون.
- والدة كارميلا.
- بارون فوردينبورغ.
- الجنرال سبيلسدورف.
ملخص أحداث رواية كارميلا:
تروي المراهقة لورا، بطلة الرواية، بدايةً من طفولتها في قلعة خلابة ومنعزلة وسط غابة واسعة في ستيريا حيث تعيش مع والدها، وهو أرمل إنجليزي ثري تقاعد من الخدمة في الإمبراطوريّة النمساويّة. عندما كانت في السادسة من عمرها، كانت لورا ترى زائرًا جميلًا جدًا في حجرة نومها. وبعدها بفترة، ادّعت لورا أنَّها تعرضت لثقب في صدرها على الرغم من عدم العثور على أي آثار لأي جرح.
وبعد اثني عشر عامًا، كانت لورا ووالدها يحبون مشاهدة غروب الشمس أمام القلعة. وذات يوم أثناء مشاهدتهم لغروب الشمس أخبرها والدها برسالة من صديقه الجنرال سبيلسدورف، الذي كان من المفترض له أنْ يحضر ابنة أخته بيرثا راينفيلدت لزيارة لورا ووالدها، ولكن ابنة اخته ماتت فجأة في ظل ظروف غامضة. فيستنتج الجنرال بشك أنَّه يجب عليه مناقشة الظروف بالتفصيل مع والد لورا عندما يجتمعون لاحقًا.
كانت لورا حزينة للغاية لفقدان صديقة محتملة، فهي تتوق إلى وجود رفيقة في حياتها فلم تصادق أحد طوال حياتها. وفي يوم من الأيام في حادثة غير متوقعة، حَصَلَ حادث عربة أمام منزل، فخرج من العربة فتاة في سن لورا كان اسمها كارميلا.
تظهر كارميلا مصابة بعد حادث عربتها، فتخبر والدتها الغامضة والد لورا أنَّ رحلتها مستعجلة ولا يمكن تأجيلها. وترتب لترك ابنتها مع لورا ووالدها حتى تتمكن من العودة في غضون ثلاثة أشهر، وبالفعل ظلت كارميلا تحت رعاية أسرة لورا. وقبل مغادرتها، أكدت والدة كارميلا بشدة على أنَّ ابنتها لن تكشف عن أي معلومات على الإطلاق عن عائلتها أو ماضيها أو نفسها، وأنَّ كارميلا تتمتع بعقل سليم. فتعلق لورا قائلة أنَّ هذه المعلومات لا داعي لقولها، ويضحك والدها عليها. وخلال فترة بقاءها، تتعرفان الفتاتان على بعضهم البعض، وتتذكر لورا فجأة حلم قد راودها عندما كانت صغيرة.
فتنمو كارميلا ولورا لتصبحا صديقتين مقربتين جدًا، ولكن في بعض الأحيان يتغير مزاج كارميلا فجأة. وطوال فترة تواجدها مع أسرة لورا، ترفض كارميلا إخبار أي شيء عن نفسها على الرغم من كثرة استجواب لورا لها. ولكن يبدو أنَّ تكتمها ليس هو الشيء الوحيد الغامض في كارميلا، فهي لم تنضم أبدًا إلى الأسرة في صلاتها وتنام معظم النهار وتظل تمشي طوال الليل في الخارج.
وفي هذه الأثناء، تبدأ الشابات والفتيات في البلدات المجاورة بالموت من مرض مجهول، وعندما يمر موكب جنازة إحدى هؤلاء الضحايا أمام منزل العائلة، تشارك لورا في ترنيمة الجنازة. ولكن عندما تفعل لورا ذلك تنفجر كارميلا غضبًا وتبدأ بتوبيخها وتشكو من أنَّ الترنيمة تؤذي أذنيها.
وبعد ذلك بفترة قصيرة، تصل شحنة من لوحات الإرث التي تم ترميمها للعائلة، فوجدت لورا صورة لأحد أسلافها وهي ميركلا (الكونتيسة كارنشتاين)، ووجدت بأنَّ الصورة مؤرخة في عام 1698م. وعندما أخرجت الصورة وجدت أنَّها تشبه كارميلا تمامًا، حتى الشامة الموجودة على رقبة كارميلا تمتلك ميركلا شامة مماثلة لها. فتعتقد لورا بأنَّ كارميلا قد تنحدر من عائلة كارنستين، على الرغم من أنَّ جميع أفراد هذه العائلة قد ماتت قبل قرون، وأنَّ أسرتهم هم الوحيدون المتبقيون من نسل هذه العائلة.
وأثناء إقامة كارميلا مع العائلة، تراود لورا كوابيس دخول وحش كبير يشبه القطة إلى غرفتها، وينطلق الوحش على سرير لورا فتشعر بشيء مشابهة لإبرتين يتوغلان في صدرها. وبعد ذلك، يأخذ الوحش شكل شخصيّة أنثوية ويختفي عبر الباب دون فتحه. وفي كابوس آخر، تسمع لورا صوتًا يقول: “والدتك تحذرك من القاتل”. وبعدها يكشف ضوء مفاجئ أنَّ كارميلا تقف عند سريرها وملابس نومها مغمورة بالدماء.
ونتيجة لكل هذه الكوابيس، تدهورت صحة لورا، فقام والدها بعرضها على طبيب، فوجد بقعة صغيرة زرقاء على بعد بوصة أو اثنتين من طوقها أي على صدرها، حيث يعضها الكائن في حلمها. فيتحدث الطبيب على انفراد مع والدها ويطلب منه ألا يترك لورا بدون رقابة.
وبعد ذلك، انطلقت لورا ووالدها بعربتهم إلى قرية كارنشتاين المُدمرة، التي تبعد عنهم ثلاثة أميال. وتركوا رسالة وراءهم يطلبون من كارميلا وإحدى المربيات اتباعهما بمجرد استيقاظ كارميلا، فهي دائمًا تتأخر في النوم.
وفي طريقهما إلى كارنشتاين، التقت لورا ووالدها بالجنرال سبيلسدورف، الذي بدأ برواية قصته المروعة لهم، فقال: “في حفلة تنكرية، التقيت وابنة أختي بيرثا بشابة جميلة جدًا تدعى ميلاركا ووالدتها المبهمة، فأخذت ميلاركا بيرثا على الفور، وأقنعتني الأم بأنَّها صديقة قديمة لبيرثا وطلبت السماح لميلاركا بالبقاء معنا لمدة ثلاثة أسابيع، وكانت تحضر أمرًا سريًا ذا أهمية كبيرة. وبعد ذلك، أصيبت بيرثا بمرضٍ غامض، وعانت من نفس أعراض لورا. وبعد أنْ عرضتها على طبيب كهنوتي قمت بطلبه بشكل خاص، أدركت بأنَّ مصاص دماء يتردد على غرفة بيرثا.
فاختبأت وحملت السيف بيدي وانتظرت لفترة قصيرة، فبدأ مخلوق أسود كبير غير محدد الشكل بالزحف على سرير ابنة أختي وانقض على حلقها، فقفزت من مخبأي وهاجمت المخلوق الذي كان يتخذ شكل ميلاركا، ولكنها هربت عبر الباب المُغلق دون أن تصاب بأي أذى. وبعدها ماتت ابنة أختي بيرثا قبل بزوغ الفجر“.
وعند وصول لورا ووالدها إلى كارنشتاين، سأل الجنرال سبيلسدروف رجلٌ حطاب أين يُمكنه العثور على قبر ميركلا كارنشتاين. فيخبره الحطاب إنَّ القبر قد تم نقله منذ فترة طويلة من قبل النبيل مورافي، والذي هزم مصاصي الدماء الذين كانوا يطاردون المنطقة.
وفي الوقت الذي كان فيه الجنرال سبيلسدروف ولورا وحدهما في الكنيسة المدمرة، تظهر كارميلا، ويظهر الغضب على كل من الجنرال سبيلسدروف وكارميلا عند رؤية بعضهما البعض، ويهاجمها الجنرال بفأس. فتنزع كارميلا سلاح الجنرال وتختفي بعد ذلك. فأخبر الجنرال لورا أنَّ كارميلا هي نفسها ميلاركا. وفي نهاية الرواية، تُقتل كارميلا من قبل صائدي مصاصي الدماء.
وبعد كل هذه الأحداث المرعبة، اصطحب والد لورا ابنته في جولة لمدة عام عبر إيطاليا؛ وذلك لكي تستعيد صحتها ولكي تتعافى من صدمتها.