المؤلف والكاتب ستيفن كينغ من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم معايير الأدب الأمريكي، حيث أنه صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية التي طغى عليها أسلوب الرعب، والتي على أثرها حصد الكثير من الجوائز العالمية، ومن أبرز الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية كاري، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1974م.
رواية كاري
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في ولاية مين وعلى وجه الخصوص في بلدة تشامبرلين، حيث أنه كانت تقيم فتاة شابة تدعى كارينا كاري، وقد كانت كاري ما زالت في مقتبل العمر إذ تبلغ السادسة عشر عامًا، كانت الفتاة هدف للسخرية من قِبل المحيطين؛ وقد كان ذلك بسبب مظهرها الخارجي الرث وكذلك جراء المعتقدات الدينية غير المألوفة والتي كانت تغرسها بداخلها والدتها والتي كانت سيدة استبدادية تدعى مارغريت، وفي أحد الأيام تعرضت كاري إلى تنمر بشكل كبير من قِبل طلاب صفها وقد كان ذلك بعد أن انتهى درس التربية الرياضية، وعلى أثر ذلك كانت كاري مفزوعة من حدة التنمر التي تتعرض له، كما أنها تحتقر كل من تسبب لها بالأذى النفسي.
وعلى الرغم من كمية الأذى الذي كانت تتعرض له لم تكن تخبر والدتها أبدًا بأي شيء مما يحدث منها، كان طلاب الصف بقيادة فتاة من عائلة ثرية تدعى كريس يلقون النفايات والقمامة على كاري، كانت معلمة التربية الرياضية والتي تدعى ريتا تشعر بما تتعرض له كاري وتحاول أن تقدم لها المساعدة في أي أمر يواجها، وفي أحد الأيام وبينما كانت كاري في طريقها إلى المنزل تشعر أنها تمتلك قدرة غير عادية تتمكن من خلالها التحكم في الأشياء من مسافة بعيدة، وقد كانت والدة كاري لا تتكلم مع ابنتها أو ترى ما تعاني منه أو ما هي بحاجته، بل كانت على الدوام تعاملها بشراسة وتحبسها في إحدى خزائن المنزل.
وفي صباح اليوم التالي قدمت المعلمة ريتا إلى الصف وأدانت الفتيات اللواتي قمن بالتنمر على كاري، وعلى أثر ذلك عاقبتهن بالحجز لمدة أسبوع كامل مع عقوبة كما عملت على إقصائهن من حفلة المدرسة السنوية؛ وقد كانت تلك العقوبة كذلك قد لحقت بفتاة تدعى كريس والتي قامت بتحدي قرار المعلمة وتجاوزه وغادرت المدرسة، والتي فيما بعد حاولت استعادة امتيازاتها من خلال استخدام نفوذ والدها والذي كان يعمل كمحامي مشهور.
وعلى أثر ذلك خططت كريس إلى الانتقام من كاري بمساعدة فتاة أخرى تدعى سو، والتي ادعت أنها شعرت بالعار جراء السلوكيات والتصرفات التي كانت تسير عليها في السابق وقامت بإقناع فتى يدعى تومي أن يقوم بدعوة كاري إلى حضور الحفل بدلًا منها، وعلى الرغم من أن كاري كانت قد شعرت بالخوف من هذا الحفل، إلا أنها قبلت الدعوة وبدأت في تجهيز وخياطة فستان من أجل الحفل، وفي ذلك الوقت أقنعت كريس أحد أصدقائها والذي يدعى بيلي بأن يقوم بجمع دلوين مملوئين بدم الخنزير، وفي تلك اللحظة تقوم بإجراء تزوير في أوراق انتخابات ملكة الحفلة لصالح كاري.
في بداية الحفل الموسيقي كانت الأمور تسير على ما يرام من وجهة نظر كاري، حيث أن أصدقاء تومي قاموا بالترحيب بها، كما أن تومي وجد نفسه معجباً بها، وقد كانت خطة كريس جراء التلاعب في الانتخابات ناجحة، وحينما حانت لحظة التتويج قامت كريس بسكب الدماء على رؤوس كل من كاري وتومي، وفي تلك اللحظة فقد تومي الوعي ودخل في حالة إغماء وسرعان ما توفى في غضون دقائق، بينما منظر كاري المبللة بالدماء أثار ضحك وسخرية واستهزاء الجمهور، والتي بدورها لم تقوى على تحمل تلك الإهانة والإذلال وسرعان ما غادرت المبنى.
وحين وصلت كاري إلى الخارج تذكرت أن لديها القدرة على التحريك الذهني للأشياء عن بُعد، وبناءً على ذلك قررت الانتقام من كل من تسبب لها بالأذى، معتمدة على القوة التي تمتلكها، وأول ما بدأت به أنها قامت بإغلاق الصالة الرياضية التابعة إلى المدرسة بشكل محكم، وعملت على تنشيط نظام الرش وأنشبت حريق حتى وصل في نهاية المطاف خزانات الوقود الموجودة في المدرسة، مما تسبب في انفجار هائل وضخم أدى إلى تدمير المبنى بالكامل، وعلى أثر ذلك الحريق تم قتل جميع الحاضرين في الحفل، فمنهم من توفي على أثر الإصابة بصدمة كهربائية وآخرون توفي على أثر الحريق التي تسببت به النار وقسم آخر توفي جراء التعرض إلى الاختناق من الدخان.
بينما كاري كانت قد أصيبت بنوبة غضب عارمة، وتلك النوبة أحبطت أي جهد قادم من أجل محاربة الحريق، وذلك مثل فتح صنابير المياه داخل محيط المدرسة، كما تم تدمير جميع محطات الوقود، بالإضافة إلى ذلك تم قطع كافة خطوط الكهرباء، وبينما تقوم كاري بكل ذلك قام ببث رسالة أدرك جميع سكان البلدة من خلالها أنها هي من تسبب في تلك المذبحة.
وأثناء عودة كاري إلى منزلها من أجل مواجهة والدتها؛ وذلك لأنها كانت تعتقد أنها تتبع إلى الشيطان وينبغي أن يتم قتلها، لكن قبل أن تقدم كاري على قتل والدتها قامت والدتها بطعنها باستخدام سكين في كتفها، وهنا قامت كاري بقتلها من خلال إيقاف قلبها عقليًا، ولكن كاري ظلت جريحة على نحو قاتل، ثم بعد ذلك توجهت وشقت طريقها نحو البيت الريفي، وقد كان ذلك البيت الذي ولدت به، وبينما كانت في طريقها شاهدت كريس وبيلي يغادران المنطقة بعد أن أبلغهما أحد الأصدقاء بالدمار الذي حلّ بالمدرسة، وبعد عدة محاولات لبيلي في الهروب من كاري، والتي باءت بالفشل إذ سيطرت كاري عقليًا على السيارة التي كان يعتليها وتحكمت في سرعتها لتصدمها في حائط بضربة قاتلة لكل من بيلي وكريس سوياً.
وفي ذلك الوقت حاولت سو والتي كانت تتابع بث كاري إلى موقف السيارات حيث توجد كاري، إذ أنها كانت منهارة في تلك اللحظة وتنزف جراء جرح السكين الذي تعرضت له من والدتها، وقد جرت بينهم محادثة تخاطريه مختصرة، وفي تلك الأثناء اعتقدت كاري أن كل من سو وتومي قد ساهما إلى حد كبير في حالة الأذى الذي كانت قد تعرضت له في السابق، إلا أنها أدركت أن سو بريئة تماماً، إذ لم تشعر أبدًا بالعداء الحقيقي اتجاهها، ولهذا كاري غفرت لها ثم توفيت كاري وهي تصرخ بأعلى صوتها على والدتها.
