تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتب بينجامين دزرائيلي، وتم العمل على نشرها عام 1832م، وتناولت في مضمونها الحديث حول شاب وحيد تبقى من إحدى السلالات النبيلة، وفي محاولة منه للوصول إلى سلالة عائلة والحظي بمجدها وحكمها السابق على البلاد خاض العديد من المغامرات، تابع معنا عزيزي القارئ للنهاية لنرى ما حصل.
الشخصيات
- الشاب كونتاريني فليمينج
- البارون والد كونتاريني
- الرسام شوفالييه دي وينتر
- الحطاب والد الرسام
- زوجة الحطاب
- الكونتيسة كريستا
- السيد وينتر صديق كونتاريني
- ألسيستي ابنة عم كونتاريني
رواية كونتاريني فليمينج
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في دولة إيطاليا، في مدينة البندقية كان يقيم سيد يدعى كونتاريني فليمينغ، كان كونتاريني هو الشخص الوحيد المتبقي من واحدة من أهم سلالات العائلات النبيلة وتعرف باسم سلالة سكسوني، وتالك السلالة لها العديد من الفروع، كان أكثر حادثة قد أثرت على تفكير كونتاريني منذ بداية حياته هو وفاة والدته أثناء ولادته، إذ بقي طوال حياته يحلم بأنه يعيش في حضن والدته، في بداية حياة كونتاريني تزوج والده من فتاة من ذات المدينة، وهذا الأمر كان لا يروق لكونتاريني كثيراً، فلم يندمج معها في أي يوم من الأيام.
كان الاسم الأول لكونتاريني مأخوذ من واحد من فروع السلالة التي بقيت على قيد الحياة بعد سقوط مدينة البندقية والتي ينتمي إليها، وفرعه هو الوحيد الذي تبقى من السلالة من بين العديد من العائلات النبيلة، وفي يوم من الأيام بعد أن مضى والده البارون عدة سنوات العيش بمفرده بعد وفاة زوجته الثانية، قرر ذات يوم الزواج من سيدة ثالثة، وبعد أن انتهى حفل زواج البارون قرر كونتاريني الانتقال والتوجه من أجل إكمال دراسته الجامعية، وبالفعل اختار إحدى الكليات وخلال تعليمه الجامعي طوَر كونتاريني من شخصيته ومن نفسه وهذا الأمر عزز من استوطان محبته في قلوب كافة أفراد المجتمع، وازدادت رغبة الشعب في تولي الحكم في أقرب وقت حتى قبل انتهاء حكم ملكهم الحالي.
وفي كل يوم كان يزداد الولاء له بين أفراد الشعب، وعلاوة على كل ما كان يتصف به، كان ذو شخصية حدة الذكاء والفطنة، ولكن في يوم من الأيام بشكل مفاجئ قرر كونتاريني أن يحول توجهه اهتماماته نحو الشعر وكتابة القصائد، وقرر أن ينسحب من التفكير في تولي الحكم ويصبح شاعر عظيم، وبعد مضيه فترة قصيرة في كتابة وتأليف الشعر، قام ذات يوم بنشر أول عمل أدبي له، وأوضح أنه غير راضي عن النتيجة التي آل إليه عمله الأدبي.
وفي يوم من الأيام بينما كان يتجول في أطراف المدينة التقى مع رسام كان في تلك الأثناء يتم النهوض بأنقاض دير قوطي بجانب المدينة، وبعد أن تحدث لفترة بسيطة مع الرسام قدم له الرسام كتاب مهم للغاية يتناول في موضوعه الحديث عن تاريخ مدينة البندقية، وكشف الرسام عن السيادة السابقة هناك لجدود كونتاريني.
وبعد مرور فترة قصيرة قرر كونتاريني حزم أمتعته والهروب إلى الجهة الشمالية من مدينة البندقية، ولكن بعد أن سار لمسافة قصيرة في تلك الرحلة تعرض للسرقة، وتم سلب منه كافة ممتلكاته، وفي تلك الأثناء لم يعد أمام كونتاريني سوع اللجوء إلى أقرب منزل يصل إليه، وقد كان أول منزل وصل إليه تعود ملكيته لرجل حطاب وزوجته، وأول ما وصل كونتاريني إلى منزل وتحدث معهما قليلاً علم منهما أنهما فقدا ابنهما منذ خمسة عشر عامًا، وأنه قبل وصول كونتاريني بلحظات قليلة عاد إليهما، وتبين أنه ليس فقط من يدعى شوفالييه دي وينتر، ومن بات لديه شهرة واسعة في مجال الرسم وله صيت عالمي، ولكن كذلك الرجل الذي التقى به كونتاريني في الدير المدمر.
وبعد أن بات عندهم كونتاريني في تلك الليلة، في صباح اليوم التالي قرر العودة إلى مدينته، وأول ما وصل كونتاريني إلى منزل والده اكتشف أن والده أصبح وزير الخارجية، وبالتالي فتح الطريق أمام كونتاريني حتى يصبح رجل دولة معروف على مستوى العالم، وبعد فترة وجيزة أرسله والده إلى إحدى الجامعات من أجل أن يكمل تعليمه، وكالعادة أثار كونتاريني إعجاب الكثيرين ومن أكثر ما أبدا به إعجابه هو والده، وهذه المرة بكتاباته الأدبية.
ولم يمضي الكثير من الوقت حتى تحول كونتاريني وأصبح زعيم عصابة لإحدى المجموعات المتمردة وترك دراسته الجامعية، وبعد فترة قصيرة اتخذت تلك العصابة منزل في واحدة من القلاع المهجورة في وسط الغابة، وعندما جذبت تصرفاتهم الغريبة انتباه عناصر الشرطة تم إلقاء القبض عليهم، وبعد التحقيق معهم وإطلاق سراحهم قرروا جميعًا العودة إلى حياتهم السابقة باستثناء كونتاريني الذي قرر أن يقوم بمجموعة من الرحلات، ولم تمضي فترة طويلة حتى التقى بفتاة تدعى كريستا، وهي إحدى معجباته منذ الطفولة، وهي في الوقت الحالي كونتيسة متزوجة وبقى فترة من الوقت مقيم معها ومع زوجها.
وبعد أن مضت فترة وجيزة عرض كونتاريني حبه على كريستا، ولكنها رفضته، ومن هنا عاد كونتاريني مرة أخرى إلى مدينته وعائلته، وخلال فترة قصيرة أصبح ناجح في عمله كسكرتير لوالده، وعندما توفي رئيس الوزراء، ساعد كونتاريني في المناورة بمساعدة والده للوصول إلى السلطة، بصفته سكرتيرته، وفي الوقت ذاته حالف كونتاريني النجاح على أحد المسارح الدولية ونشر رواية تحت اسم مستعار.
وعندما أدرك الناس أنه المؤلف ذاته للرواية، شعر كونتاريني بالحرج بشكل متزايد من هذا العمل وقرر مغادرة البلاد وتوجه إلى بلد إسكندنافي غير محدد، وقبل أن يتمكن من الرحيل، أرسله والده في مهمة دبلوماسية إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة باريس، ومن هناك مهد للذهاب إلى إنجلترا.
وعند وصول كونتاريني إلى مدينة باريس، لم يذهب من هناك إلى إنجلترا، بل عاد إلى إيطاليا وعلى الفور اتجه نحو مدينة البندقية، ومن محض الصدفة أثناء طريقه قبل الوصول إلى مدينته التقى ابنة عمه وتدعى ألسيستي كونتاريني، وفي تلك الأثناء كانت ابنة عمه مخطوبة لشاب ادعى أنه نبيل ومن مدينة البندقية، ومن أجل أن تهرب من خطيبها قامت بالفرار مع كونتاريني والتوجه نحو إحدى الجزر والتي تعرف باسم جزيرة كريت، وعلى تلك الجزيرة تزوجا وعاشا سعداء، واستمرت سعادتهم حتى ولدت ألسيستي طفل ميت، وهنا حاول كونتاريني الانتحار، ولكنه تعافت نفسه واستمد بعض الإلهام الفني من الاضطرابات الأخيرة التي أصابته، ولكنه مع ذلك، فهو غير قادر على نقل هذا الإلهام إلى الورق، مما جعله يصاب بانهيار عصبي.
وبعد أن دخل كونتاريني في حالة جمود لعدة أشهر، قام شخص يدعى وينتر بزيارة كونتاريني، والذي ألهمه للسفر، لذلك ذهب في جولة كبيرة في إسبانيا وألبانيا وأثينا والقسطنطينية ومصر وسوريا والقدس وأجزاء من إفريقيا، وفي النهاية قرر الاستقرار في واحدة من المدن العربية والتي تعرف باسم مدينة القاهرة، ولكن ذات يوم وبعد سماعه نبأ مرض والده، سافر وعاد إلى منزله، وفي الطريق تلقى أخبار وفاة والده، مصحوبة برسالة من والده المحتضر تقارن بين حياتهما، تنتهي الرواية باستقرار كونتاريني في إحدى المدن والتي تعرف باسم مدينة نابولي، وهو يفكر في الانخراط في مجال السياسة النشطة.
العبرة من الرواية هي أن هناك الكثير من الطموحين الذين يسعون لتحقيق أحلامهم، ولكن فقدانهم للشغف في مرحلة ما يجعلهم يسلكون طريق مغايرة للتي كان يسير عليها من أجل تحقيق حلمه.
مؤلفات الكاتب بنجامين دزرائيلي
- رواية الأمم Sybil Novel