يُعتبر الكاتب والأديب كارلوس زافون وهو من مواليد دولة إسبانيا من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، وقد صدر عنه العديد من الأعمال والمؤلفات الأدبية المميزة، ومن أبرز الروايات التي حققت انتشار واستحسان واسع حال صدورها ونسبة مبيعات عالية هي رواية لعبة الملاك، والتي تم تجسيدها في العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تلقت العديد من الجوائز العالمية الشهيرة.
نبذة عن الرواية
تم تصنيف الرواية من قِبل إحدى المجلات الكندية وجموع من النقاد والأدباء أنه يندرج تحت تصنيف الروايات الخيالية، كما تم بعد استطلاع أجرته مجموعة من المجلات وضعه في المرتبة الأولى بين أفضل عشرة كتب تحمل غلاف مقوى، وقد كان ذلك في السابع من شهر يوليو لعام 2009م، كما وصف الأديب مارلي ووكر الرواية بأنها تندرج تحت تصنيف ميلودراما زافون التاريخية الجديدة والطموحة، كما أشار إلى أن الكتاب وصف مدينة برشلونة بأنها نابضة بالحياة وهذا الوصف حقيقي وواقعي.
وقد قال أحد الأدباء حول الرواية أنها تحمل بين طياتها المزيد من الشيء ذاته الذي يصدر عن أي كاتب مميز ، بحيث لا بد أن يجعل معجبيه يصيحون بفرح ومع ذلك، وأضاف قائلاً ذروة هذه الحكاية الجديدة كانت تحتوي على الفوضى بعض الشيء، بالإضافة إلى الكثير من التقلبات والمنعطفات، ولكن مع كل ذلك فهي لا تحتوي على الكثير من الجثث، ولكن من أكثر الأحداث سخافة هو حدث اتفاق مع الشيطان، وقد كان الهدف من ذلك الحدث هو تقديم بعض الإشارات الصغيرة للقراء من أجل إبراز الملذات الأكثر قتامة في الفنون الأدبية، والإثارة الغريبة لسرد القصص بلا ضمير.
رواية لعبة الملاك
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في مدينة برشلونة وقد كان ذلك في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول حياة أحد الشباب والذي يعرف باسم ديفيد مارتن، وقد كان ديفيد شاب في مقتبل العمر ويعمل في كتابة وتأليف الكُتب، وفي تلك المدينة كان يقيم ديفيد في إحدى القصور المهجورة الواقعة في وسط تلك المدينة، حيث أنه كانت الكتابة والتأليف بالنسبة إلى ديفيد هي مصدر رزق ودخل، فمن خلالها فقط يحصل على تأمين متطلبات الحياة ويؤمن لقمة العيش.
وقد كان يركز في كتاباته على تصنيف قصص الجرائم التي تثير القارئ وتجذب انتباهه وتثير به عنصر التشويق لديه، ولكن كان يقوم بإصدار أعماله الأدبية تحت اسم مستعار؛ وذلك لأنه كان قد نشأ في مرحلة طفولة مضطربة إلى حد كبير، وفي كثير من الأحيان كان يلجأ إلى أحد العلماء البارزين في كتابة وتأليف الكُتب والذي يدعى غراند غينيول، وقد كان من أهم وأبرز العلماء في ذلك الوقت فيقضي معه الغالبية العظمى من الليالي في الحديث في حكايات الباروك، بالإضافة إلى التطرق في الحديث حول العالم السفلي للمدينة.
كانت حياة ديفيد الخاصة تبدأ في اتخاذ منحى دراماتيكي خاص بها، وقد كان ذلك ضمن شكل عدد من العلاقات المعقدة مع مجموعة من الأشخاص وهم كل من رجل يدعى بيدرو فيدال وسائقه، وفتاة تدعى كريستينا، وهي ابنة سائق فيدال، وفتاة تدعى إيزابيلا، وقد كانت إزابيلا هي من أشد معجبين بالشاب لديفيد وأعماله الأدبية.
وفي أحد الأيام بدأ تاريخ البيت الذي يقيم به في التسلل إلى حياته الخاصة شيئاً فشيئاً، حيث أنه في إحدى غرف البيت المغلقة ومحكمة الإغلاق توجد كم من الصور والرسائل التي كان يطغى عليها الغموض ويشار بها إلى وفاة المالك السابق، حيث أن ذلك المالك كان قد توفي بطريقة غامضة ومجهولة، وفي ذات الوقت تلقى ديفيد رسالة من أحد المحررين الفرنسيين، حيث أن ذلك المحرر كان رجل ثري منعزل يعيش بمفرده ويدعى أندرياس كوريلي.
وفي تلك الرسالة قدم لديفيد عرض لا يمكن مقاومته أو رفضه، وهذا العرض يتمثل في أن يؤلف كتاب يتناول موضوع مختلف تماماً عن أي موضوع قد تم تناوله في أي وقت سابق، حيث أراد المحرر في أن تكون أول محاولة لعمل ديني جديد مع القدرة على تغيير القلوب والعقول، وبعد موافقة ديفيد على العرض وبدأ العمل عليه أدرك أن هناك صلة بين كتابه المؤلم ومجموعة الظلال التي كان يراها تحاوط بمنزله.