رواية لقيطة إسطنبول - The Bastard of Istanbul Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الكاتبة والروائية أليف سفق من مواليد دولة فرنسا، ولكنها تنتمي إلى أصول تركية كما قضت حياتها بالتنقل والإقامة بين تركيا وفرنسا، وهي من أهم وأبرز الأديبات اللواتي ظهرن وبرزن في القرن التاسع عشر والقرن العشرين، حيث صدرت عنها العديد من الأعمال الأدبية المميزة والمتقنة، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي رواية لقيطة إسطنبول، والتي تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن أبرزها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

تُعتبر الرواية الثانية التي صدرت عن الأديبة التركية أليف شفق، وقد تم العمل على إصدارها في سنة 2006، ونظراً إلى تحقيقها شهرة واسعة حال صدورها وأعلى نسبة مبيعات في دولة تركيا للمرة الأولى تمت المطالبة بترجمتها إلى اللغات العالمية، وبالفعل تمت ترجمتها إلى ما يقارب الثلاثين لغة حول العالم، وقد عرضت شفق في هذه الرواية إلى جانب العديد من القضايا قضية المذابح التي حصلت مع الأرمن.

حيث أن تناول الأديبة لهذه القضية ساهم في انتشار الرواية إلى حد كبير، إذ أن تلك القضية من القضايا التي يكثر البحث عن الأحداث والحقائق فيها، وإلى جانب الإيجابية التي حظيت بها الرواية، إلا أنها عرضت الكاتبة إلى ملاحقتها من قِبل السلطات والحكومة التركية، حيث بحسب الفقرة 301 من القانون التركي لا يمكن التطرق إلى الحديث حو المجازر التي قامت بها الدولة، إلا أنه تم إسقاط التهم عنها في وقت لاحق، ولم يتم الحكم عليها بأي حكم.

رواية لقيطة إسطنبول

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أحد الأيام حيث يتم رصد العلاقة الشائكة التي تحدث بين كل من الأتراك والأرمن، حيث أن تلك العلاقة كانت واضحة من خلال عائلتين، إذ أن العائلة الأولى كانت عائلة من أصول تركية وتقيم في مدينة إسطنبول، والعائلة الثانية هي عائلة من أصول أرمنية وتقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وكانت كانت تربط كلا العائلتين صلة قرابة منذ أجيال بعيدة، والتي كانت مرتبطة بالإبادة والتي لا يعلم عنها الأحفاد شيء.

ومن خلال ذكر أحداث الرواية يتم ذكر قصة لفتاة تدعى جوجان، وهي تلك الفتاة من أصول أرمنية التي هاجرت أسرتها منذ وقت طويل من بلدها إلى الولايات المتحدة الأمريكية؛ وقد كانت هجرتها هرباً من المجازر التي قد أرتكبها الأتراك بحق الأرمان، حيث أنه كان قد حدثت مجزرة للأرمنيين وإبادة جماعية، وقد كانت تسرد أحداث رواية الفتاة الأرمينية على لسان حفيدتها التي تدعى أرما نوش، حيث أنها كانت في أحد الأيام قد عادت إلى مدينة إسطنبول من أجل البحث عن أصولها، وهنا تكتشف أرما نوش بالتعاون مع فتاة أخرى تدعى آسيا وهي ابنة إلى سيدة تدعى زليخة مجموعة من الأسرار الكبيرة حول العائلة وحول تاريخ تركيا الحديث وعن والدة أسيا التي تدعى زليخة.

ومن ضمن أحداث الرواية تمت الإشارة إلى السيدة زليخة أنه في أحد الأيام بينما كانت السماء تتساقط بالأمطار من ضفائرها ذات اللون الأسود والتي كانت على الدوام ملقاة على كتفيها العريضين، ومثلها مثل كافة النساء اللواتي ينتمين إلى إحدى العائلات التي تعرف باسم عائلة قازان جي، إذ ولدت السيدة زليخة بشعر ذو لون أسود يشبه لون الفحم إلى حد كبير كما كان ذات طبيعة جعديه، لكنها كانت تختلف عن بقية النساء بأنها كانت تحب أن تبقيه منفرد على كتفيها، فلا تربطه على الاطلاق.

كما كانت بين الحين والآخر تقوم بحركة غريبة، إذ تغمض عينيها الاتي يتميزن بلونهن الأزرق المائل إلى الخضرة إلى فترة ليست بقليلة، واللتين في العادة كانتا مفتوحتين على وسعيهما، كما أنهنَّ يتم وصفهنَّ بأنهنَّ متوهجتين بشعلة من الذكاء، إذ تغمضهما نصف إغماضه، فتصبحان على شكل خطين لا مباليين، وفي تلك الأثناء كانتا يميزان ثلاث فئات من الناس في المجتمع وهم: الفئة الأولى فئة السذج الذين لا يوجد هناك أي أمل يرجى منهم.

والفئة الثانية هم فئة المنطوون على أنفسهم بشكل يائس، والفئة الثالثة والأخيرة هم فئة المفعمون بالأمل ولكن على نحو يائس كذلك، وبما أنها لم تكن تنتمي إلى أي من هذه الفئات الثلاث، كان في ذلك الوقت يصعب على أي شخص من المحيطين بها فهم هذا النوع من اللامبالاة، حيث كانت كما لو أنها تعيش مثل حالة تشبه الومضة الخاطفة، وفي لحظة من اللحظات بدأت تغلف روحها طبقة من عدم الشعور المخدر.


شارك المقالة: