رواية مأساة من ثلاثة فصول - Three Act Tragedy Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الأدب البوليسي من أكثر ما تميزت به المؤلفة البريطانية أجاثا كريستي، حيث أنها اعتبرت في هذا المجال من رائدات الأدب؛ وذلك بناءً على الإتقان والحبكة المحكمة التي سردت من خلالها الأحداث والوقائع في الروايات، ومن أكثر الروايات التي لاقت استحساناً كبيراً حال صدورها هي رواية مأساة من ثلاثة فصول، والتي تم العمل على نشرها لأول مرة سنة 1934م.

رواية مأساة من ثلاثة فصول

في أحد الأيام تم تنظيم حفلة عشاء من قبل رجل يدعى تشارلز، وهو شخص يعمل في مهنة التمثيل المسرحي، وقد كانت تلك الحفلة في منزله الخاص الواقع في مدينة كورنوول، وفي تلك الأثناء قد وضع قائمة بأسماء المدعوين، بالإضافة إلى صديقه المقرب الذي يدعى بوارو وهو من كبار المحققين في تلك المنطقة وطبيب يدعى بارثو، وليدي تدعى ماري وإبنتها تدعى كوري وتتم العادة مناداتها باسم ايغ، وكابتن يدعى داكريس وزوجته التي تدعى سينتيا، وسيدة تدعى ايميلي ويلز، وأخرى تدعى اوليفز ماندارس، وسيد يدعى ساتيرثويت.

بالإضافة إلى الكاهن الذي يدعى بادينغتون وزوجته، في بداية الحفل قام تشارلز بإعداد شراب كوكتيل بنفسه وتقديمه إلى الضيوف من قِبل إحدى العاملات في المنزل، وبعد شرب الكاهن كأس الشراب توفي على الفور، اقتنع تشارلز أن ما حدث كان عبارة عن جريمة قتل، لكن التقارير أشارت إلى أن كأس الشراب الذي تناوله لا يحتوي أي مادة سامة، وأن موت الكاهن تعود إلى أسباب طبيعية، ولكن على الرغم من ذلك بقي تشارلز يشعر بالقلق والاضطراب، وهنا أخبر صديقه المحقق أنه سوف يذهب في رحلة إلى مدينة مونتي كارلو.

وعند وصول الطبيب بارثو إلى بيته الواقع في مدينة يوركشاير، أقام حفل استقبال بدعوة وحضور غالبية المدعوين إلى الحفلة التي أقامها تشارلز، ولكن باستثناء المحقق وتشارلز، وفي تلك الليلة وصل رجل يدعى اوليفر مندراس إلى الحفل، على الرغم أنه كان ليس من المدعوين، لكنه تحيل بأن دراجته النارية قد تحطمت بالقرب من بوابة حديقة المنزل، وهنا الطبيب بارثو والذي بدوره كان قد بدأ عمله من جديد أخبره مساعده أنه هناك مريضة جديدة تدعى السيدة (د) قد وصلت إلى العيادة، وهنا قام بتقديم الشراب إلى المدعوين، وبعد تناوله إلى الشراب توفي الطبيب، لكن لا يتم العثور على أي مادة سامة في كأس الشراب الذي تناوله، وبعد التحقيقات تم التوصل من خلال نتائج الفحص أشارت إلى أنه توفي جراء تسممه بمادة النيكوتين، وبعد إجراء تشريح لجثة الكاهن، والذي أوضحت التقارير أنه هو الآخر توفي نتيجة للتسمم بمادة النيكوتين.

ومن هنا شرع المحقق التحقيق في الحادثتين، وقد كان ذلك بعد رجوع تشارلز من مدينة مونتي كارلو، وأثناء التحقيقات صرحت العاملة في منزل الطبيب أنه قام بتقديم إجازة إلى رئيس خدمه السابق لمدة شهرين، وقام بإحضار رئيس خدم جديد يدعى إيليس قبل أسبوعين من وفاته، لكن هذا الأخير قد اختفى من المنزل ولم يعثر له على أي أثر له، وفي الغرفة الخاصة بإيليس عثر تشارلز على ورقة مخبأة، وهنا اقترح أن إيليس قام بتهديد الطبيب.

وفي أثناء ذلك في مدينة لندن كانت إيملي ويلز تقول أنها لاحظت أن هناك شيء غريب قد حدث خلال حفل العشاء الذي أقيم في البداية في يوركشاير، حيث شاهدت أن هناك علامة غريبة توجد على اليد اليمنى لرئيس الخدم إيليس، وهنا استلم المحقق رسالة من السيدة (د) التي حضرت إلى عيادة الطبيب، لكن عند وصول المحقق إلى يوركشاير، وجد أن السيدة (د) قد تم قتلها بواسطة مادة النيكوتين كذلك، والذي كان مسرب في علبة الشوكولاتة التي أرسلت إليها من قِبل شخص مجهول، ومن هنا عاد المحقق إلى مدينة كورنوول ونجح في منع ميلاري من تدمير كافة أدوات المخبر الكيميائي الذي كان مخبأ في إحدى المباني المهجورة القريبة من المنزل.

اقتنع المحقق بعد كل ما تم التوصل إليه أن أصابع الاتهام تتوجه نحو تشارلز بأنه هو من قام بقتل الكاهن الطبيب والسيدة د، والدافع الذي كان خلف ذلك أنه رغب في الزواج من الفتاة ايغ، ولكن زوجته الأولى كانت واقفة عائق في طريقه، حيث أنها كانت تعاني من الجنون، وحسب القانون البريطاني لا يمكن لشارلز طلاق زوجته وهي في مثل هذه الحالة، وبما أنه عجز عن قتل زوجته بسبب إقامتها في مصحة، قرر أن يقوم بقتل الشخص الوحيد الذي يعلم بوجودها وهو الطبيب.

وقد أراد أن يقيم الحفلة الأولى؛ من أجل إبعاد الشبهات عن نفسه، لكنه قام باستبدال الكأس التي تحتوي على السم والذي شربه الضحية بكأس أخرى لا تحتوي على السم، وكل هذا كان تحت أنظار المحقق، وقد اختار شراب الكوكتيل بشكل متعمد؛ لأنه يعلم من قِبل أن الطبيب لا يشرب الكوكتيل في الحقيقة، كما كان متأكد من أن ايغ لن تتناول الكأس التي تحتوي على السم؛ لأنه كان قد قدم لها كأسها بنفسه، لكنه لم يقصد قتل الكاهن بالذات، فكان بإمكان أي شخص من المدعوين باستثنائه هو وايغ والطبيب أن يتناول الكأس المسمومة بمن فيهم المحقق.

ثم بعد ذلك انتقل من أجل تنفيذ الجزء الثاني من خطته، حيث اقنع الطبيب بأن يسمح له بأن يلعب دور رئيس خدمه تحت اسم مستعار وهو ايليس على سبيل المتعة والمغامرة، وقد كان قد لعب دوره بإتقان محكم حيث لم يكتشفه أحد من المجموعة، وقد نجح في قتل الطبيب في ذات الطريقة التي تم قتل بها الكاهن، وقد أشارت سجلات الرحلات أنه سافر إلى مونتي كارلو في اليوم الذي تلى موت الطبيب، وليس قبل ذلك اليوم كما ادعى، وهو أيضاً من وضع رسالة التهديد التي تظاهر بأنه عثر عليها مخبأة في غرفة ايليس.

لكن ما غفل عنه تشارلز أنه لم ينجح في خداع الجميع في تلك الليلة كما اعتقد، حيث أن ايميلي قد لاحظت وجود تلك العلامة الغريبة على يد ايليس، وبسبب ذلك أدركت أن ايليس ما هو إلا تشارلز ولكن متنكر، كما حاول تشارلز قتلها حينما تطرقت في الحديث عما لاحظته تلك الليلة، لكن المحقق نجح في إنقاذها.

بينما السيدة (د) فقد استخدمها تشارلز من أجل تشويش وضياع المحقق ومنعه من الوصول إلى الحقيقة، وقام بقتلها لأن المحقق لو قابلها لكانت أخبرته أنها لم ترسل أي رسالة إليه، وفي الحقيقة تشارلز هو من قام بإرساله حتى يتوهم المحقق أن السيدة د تعلم شيئاً هاماً حول المجرم، وأن المجرم قام بقتلها لمنعها من الإفصاح عنه، في الوقت الذي لم تكن لديها أية علاقة بالجريمتين، ولأن ميلاري كانت واقعة في حب تشارلز، حاولت تدمير أدوات مختبر الكيمياء السري وهو ذات المكان الذي بإخفاء النيكوتين به.


شارك المقالة: