رواية محنة البريء - Ordeal by Innocence Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر المؤلفة والأديبة أجاثا كريستي وهي من مواليد مملكة بريطانيا العظمى من أهم وأبرز الروائيات التي أثبت وجودهن في القرن التاسع عشر، حيث أنه تم إصدار العديد من الروايات والقصص القصيرة عنها، والتي قد ساهمت إلى حد كبير في النهوض والتقدم في مجال الأدب، ومن أبرز الروايات التي اشتهرت بها هي رواية محنة البريء، إذ تم تجسيد الرواية في العديد من الأفلام السينمائية، كما تمت ترجمتها إلى أغلب اللغات العالمية، وتم إصدارها في سنة 1958م.

رواية محنة البريء

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول قصة إحدى السيدات التي كانت تعاني من مشاكل صحية حرمتها من نعمة إنجاب الأطفال وتدعى راينا، كانت تلك السيدة من النساء اللواتي يمتلكن ثروة طائلة وترغب على الدوام في إقامة المشاريع الخيرية وخصوصاً تلك التي كانت يستفيد منها الأطفال، وفي أحد الأيام عزمت تلك السيدة بالاتفاق مع زوجها على أن يقوما بتبني طفل من أحد الملاجئ التي تحتوى على الأطفال الأيتام؛ وذلك لأنهما كانا يشعران أن حياتهما ينقصها شيء ما، ومن أجل تعويض ذلك النقص رغبا في تبني طفل، ولم يهتما إلى لون أو جنس ذلك الطفل.

وفي يوم بينما كانا متجهين إلى طريقهم إلى مدينة نيويورك لإجراء زيارة على الملاجئ واختيار طفل منها التقيا في الطريق مع طفلة تدعى ماري، إذ كانت تلك الفتاة من الفتيات اللواتي يعملن في الشوارع وبيع مقتنيات بسيطة للحصول على المال وشراء الطعام لنفسها، وقد كانت تلك الفترة على وشك بدء الحرب العالمية الثانية، وهنا تقرر تلك السيدة ببناء ملجأ يضم به جميع الأطفال الذين يعملون في الشوارع؛ وذلك من أجل تقديم الأمن والحماية لهم من القصف، ومع مرور الوقت وانتهاء الحرب ويحين موعد رحيل الأطفال عن الملجأ تقرر السيدة الإبقاء على مجموعة بسيطة منهم وتبني مجموعة أخرى من خارج الملجأ وهم مايكل وهيستر وكريستينا وجاك.

ومع مرور السنوات كبر الأطفال وأصبحوا في مرحلة الشباب، وهنا يوماً عن يوم يبدأ يظهر ما بداخلهم من نزعات وطبائع، فأول ما ظهرت تلك النزعات كانت لدى جاك، حيث اتضح لوالدية بالتبني أنه يميل إلى السلوكيات والتصرفات الإجرامية، وهذا ما جعله من أكثر الأبناء يسبب تعب وإرهاق لوالديه، وفي أحد الأيام كان قد قدم جاك إلى المنزل وكان في حالة من الغضب الشديد، حيث يقوم بالطلب من والدته مبلغ من المال للضرورة القصوى؛ حيث ادعى أنه قد وقع في مشكلة ويريد تخليص نفسه منها، إذ ردت عليه والدته برفضها القاطع لطلبه وأخبرته أنه حان الوقت إلى أن يعتمد على ذاته في حل مشاكله والتعلم من أخطائه.

وفي مساء ذات اليوم تم العثور على جثة السيدة، حيث أنها تعرضت لجريمة قتل بشعة، ومن يعثر على الجثة تكون الخادمة والتي تدعى كريستين، ومن هنا سرعان ما توجهت أصابع الاتهام إلى الابن جاك، فقد كان هو المتهم الأول، وقد تم بناء تلك الاتهامات على حسب النتائج للتقارير الأولية في التحقيقات حيث تم التوصل إلى أن هناك بصمات توافقت مع بصمات أصابع يده على أحد أنواع الأسلحة التي استخدمت في الجريمة، كما تم التوصل إلى أن هناك مبلغ من المال في إحدى جيوبه.

وعلاوة على ذلك شهد جميع من في المنزل بأن جاك قد تشاجر مع والدته في ذات اليوم بسبب مبلغ من المال، وعلى أثر ذلك يتم القبض عليه، لكن جاك أثناء تواجد الشرطة قدم دليل على براءته وهو أنه في اللحظة التي وقعت به الجريمة كان غائب عن مكان الجريمة وقت وقوعها، كما أنه أكد أنه في الوقت الذي وقعت به الجريمة قام أحد الأشخاص بحمله ونقله في سيارته إلى مكان آخر، لكن لم يتم العثور على أي أثر لذلك الشخص، وهنا اعتبرت الشرطة أن جاك يدعي ذلك افتراء منه حتى يخلص نفسه من الجرم الذي لحق به.

ومع مرور الوقت يقدم إلى بيت العائلة شخص غريب ويدعى الطبيب كالغاري، حيث قام ذلك الطبيب بسرد على أفراد العائلة تفاصيل قضية موت والدتهم بالتبني، اندهش الجميع وطلبوا إليه أن يخبرهم عن سبب قدومه بإعادة ذكريات تلك القضية، وهنا رد عليهم بأنه هو ذات الشخص الذي قام بنقل جاك في سيارته في تلك الليلة المظلمة، وهذا الخبر قد شكل صدمة كبيرة للجميع.

ثم أشار الطبيب إلى أنه بعد توصيله لجاك، كان قد تعرض الطبيب أثناء عودته إلى بيته لحادث سير مزري، وهذا الحادث قد تسبب في حدوث ارتجاج في الدماغ، وهذا ما جعله لم يقوى على تذكر أي شيء مما حدث معه، وحتى أنه بعد أن تعافى من مرضه عزم على مغادرة البلاد بأكملها، فلم تسنى له أن يقوم بقراءة ما كتبته الصحف حول القضية، لكنه مع مرور الأيام عادت له ذاكرته وتذكر كل ما حصل معه في تلك الليلة.

ومن هنا يتم فتح القضية من جديد، لكن أفراد العائلة أبدوا استيائهم من إعادة الشرطة للأسئلة القديمة ذاتها، والتي كانوا قد أجاوبوا عليها منذ سنوات، إذ تصر مجموعة منهم على أن القاتل هو شخص من خارج نطاق العائلة، بينما كان يرى البعض الآخر أن القاتل هو أحد أفراد العائلة، وأنه من الممكن أن يكون من المتواجدين في البيت في تلك الليلة، وهم كريستينا ومايكل واللذان ادعيا وقتها أنهما كانا خارج المنزل في ليلة وقوع الجريمة.

لكن هناك ظهرت أدلة جديدة أكدت أنهم كانوا في محيط المنزل، وهذا ما يجعل الشكوك تدور حولهم في أنه أي واحد منهم ممكن أن يكون قد ارتكب الجريمة حالهم كحال بقية أفراد العائلة الذين كانوا في داخل المنزل، ومن هنا يبدأ الشك يدور بينهم، حيث تشك فتاة تدعى تينا في مايكل، وكما أن السيد الكبير يخاف من أن يقوم بإعلان خطوبته من سكرتيرته في تلك اللحظة؛ وذلك خوفاً من أن تشك الشرطة في أمره، كما أن خطيب هيستر يشك بها إلى حد أن دارت بينهم مشكلة، وفي تلك الليلة حين رقدت هيستر إلى النوم شاهدت في المنام أنها كادت على وشك السقوط في بركان، لكن في أخر لحظة قدم الطبيب لها يده وساعدها، وفي الصباح حين أفاقت هيستر من نومها سرعان ما توجهت إلى عيادة الطبيب وطلبت مساعدته.

وفي ذلك الوقت قرر الطبيب أن يخوض في إجراء التحريات والتحقيقات، كما يقوم زوج ابنة العائلة ماري والذي يدعى فيليب  اهتمامه إلى حد كبير في القضية، ومن هنا يقوم بطرح مجموعة الأسئلة على جميع من في المنزل، وعلى أثر ذلك تشعر زوجته بالخوف الشديد عليه، وبالفعل كانت محقة في مخاوفها، إذ أنه بعد فترة قصيرة جداً عثرت كريستينا على فيليب مقتول، وفي تلك اللحظة سرعان ما تم قتلها، ومن هان يتأكد الطبيب أن القاتل من أفراد العائلة، وأنه تم قتل كريستينا وفيليب بسبب توصلهم إلى معرفة هوية القاتل.

وفي النهاية استنتج الطبيب أن القاتل هي الخادمة التي تدير أمور المنزل، والتي كانت قد خدمت الأسرة لعدة سنين بكل وفاء وإخلاص، وأن جاك على الرغم من أنه لم يقوم بتنفيذ جريمة القتل بيديه، إلا أنه ليس بريء منها، فهو قام بتحريض الخادمة على ارتكابها، وقدم لها مبلغ من المال؛ وذلك من أجل إيهامها بانه يكن الحب لها وأنه يريد الزواج منها، لكن الأمور سارت على العكس تماماً مما خطط له، وهنا أقرت الخادمة أنها لم تقدم على فعل أي أمر من أجل إنقاذ حياة جاك بعد إلقاء القبض عليه؛ وذلك لأنه في اليوم التالي من إلقاء القبض على جاك قدمت فتاة شابة إلى المنزل وقالت أنها زوجة جاك، وهنا علمت أن جاك مخادع وأنه استغلها من أجل تنفيذ مخططاته فقط ويستحق العذاب في السجن.


شارك المقالة: