يُعتبر الأديب والمؤلف ألاستير ماك لين من الكُتاب الذين دار الحديث في رواياتهم حول القصص الحربية التي حدثت في العصر القديم، وهو من مواليد دولة اسكتلندا، ومن تلك الروايات رواية مدافع نافازون من الروايات التي تم تصنيفها تحت مسمى روايات عن التاريخ الخيالي، كما تمت ترجمة الرواية إلى العديد من اللغات العالمية بما فيها اللغة العربية.
نبذة عن الرواية
كانت تدور الوقائع والأحداث في الرواية في دولة اليونان وذلك أثناء قيام الحرب العالمية الثانية، وفي مضمون الرواية كان الحديث يتمركز حول مجموعة من الجنود من أصول إنجليزية الذين بقوا مراراً وتكراراً في محاولة لخرق الخطوط الدفاعية التي تنتمي إلى دولة ألمانيا والموجودة على تلال إحدى الجرز اليونانية المعروفة باسم جزيرة نافازون؛ والسبب في ذلك يعود إلى أن عليها مدفعية ضخمة جداً تقوم بتهديد أي سفينة من سفن الحلفاء في الدول المجاورة لها في الاقتراب من حدودها، وعلى الرغم من أنّ اسم الجزيرة كان الحقيقة اسم وهمي، لكن القصة كانت حقيقية واقعية وهي معركة إمبروس.
رواية مدافع نافازون
في البداية كانت تدور أحداث الرواية حول بطل الرواية الذي يدعى كيت مالوري حين يتم استدعائه من قبل المقدم الذي يدعى جنسن إلى حضور اجتماع كان قد أقيم في أحد المطارات العسكرية، فقد كان يعمل كيت في البحرية الملكية البريطانية آنذاك، وهنا يتم الطلب منه أن يقوم بمهمة عسكرية للحلفاء المصريين، وفي تلك الأثناء هبطت إحدى الطائرات في المطار الذي يتم الاجتماع به، وقد كانت تلك الطائرة عادت بعد أن فشلت في غارة كانت قد أقامتها على جزيرة نافارون.
مما جعل المدفعية الضخمة التابعة إلى دولة إيطاليا تتمركز في ذلك المكان، فقد كانت تلك المدفعية من أكثر المدفعيات التي يخشاها الحلفاء، وعلى أثر ذلك قام المقدم بطلب من مالوري أن يقوم بقيادة فرقة تقوم بالتخلص من هذه المدفعية، وقد منحه فترة لإتمام تلك المهمة خلال ثلاثة أيام فقط؛ وذلك لأنه إذ لم إتمام تلك المهمة خلال هذه الفترة سوف يقوم الألمانيين بهجوم على جزيرة كيروس، وتلك الجزيرة يوجد فيها ما يقارب الألف جندي إنجليزي محاصرين.
حيث يقوم على الفور تحرك المقدم ومالوري بالتحرك نحو الإسكندرية، وهناك يتم اللقاء بينهم وبين شخص فرّ من الحرب ويعرف باسم أوجين ملاكوس، وذلك الشخص كان يملك العديد من المعلومات والخبرة عن ذلك المكان، مما يجعله قادر على مدهم بكافة الأمور التي يحتاجونها من أجل تنفيذ مهمتهم، كما يدلهم على شخصين يعرفهما جيداً حتى يساعداهم عند الوصول إلى تلك المنطقة، وفي تلك الأثناء يتوجه مالوري إلى جزيرة قبرص، وهناك يلتقي بالفريق المساهم في إتمام المهمة، وهم أندريا من دولة اليونان، دستي ميلر يعود أصله إلى دولة إيرلندا، أندريو ستيفن وأخيراً كيسي براون.
وعند الوصول إلى جزيرة قبرص، يطلع مالوري أحد الرجال تفصيل دقيق حول مهمتهم والطريقة التي سوف تتم تنفيذها بها، وفي ذلك الوقت يشعر أن هناك أحداً يتنصت عليهم، ويعمل لصالح القوات الألمانية، وسرعان ما يتم القبض عليه وتسليمه إلى قوات الحلفاء في الجزيرة، ثم بعد ذلك يتم تأمين للفريق سفينة من أجل الإقلاع على متنها والتحرك نحو سواحل نفارون، وبينما هو في طريقهم تقوم باعتراضهم إحدى السفن الألمانية، لكنهم نجحوا في إغراق السفينة والنجاة من رجالها.
وحينما اقتربوا بالسفينة تواجه برج مراقبة ألماني محصن بالمدافع من جميع الجهات، حينها يقوم رجال البرج بإيقافهم، لكن الملازم أندريا ينجح بحجزهم داخل قبو، بينما كانت الأحداث قد دارت بعد ما قاموا بإرسال رسالة إلى قيادتهم حول وجود سفينة مجهولة المصدر بالقرب منهم، ويبدأ الفرقة في سباق مع الوقت حتى يتمكنوا من الوصول إلى نفارون قبل الألمان، وفي نهاية المطاف توصل الفرقة إلى نفارون بعد أن واجهوا عاصفة قوية، ويعزموا الرجال على الفور بتسلق الصخور من أجل الوصول إلى الجزيرة، وعند وصولهم إلى الأعلى وجدوا خفير ألماني أمامهم، فيعزم كل من مالوري وأندريا على قتله.
وهنا يرن هاتف الجندي من قِبل رفاقه للاطمئنان على الوضع، فلم يرد حينها أي شخص على الهاتف، مما جعل الرفاق يأتون لتفقد الوضع، في تلك اللحظة يصل ستيفنس إلى أحد المنحدرات قريب جداً من القمة إذ كان مصاب بجروح كبيرة، مما يجعلهم يتركونه، وحينما شاهدوه الألمان فور وصولهم اعتقدوا أنه الخفير، فسارعوا في الذهاب لإحضار أدوات مسعفة لعلاجه، وفور ذهابهم تنتشل الفرقة ستيفنس ويهربون بعيداً ويختفون في أحد كهوف لجزيرة نفارون.
وبعد مرور وقت قصير تبدأ حالة ستيفنس الصحية بالتدهور كل يوم أكثر بسبب الجروح البليغة، فيقرر مالوري وميلر الذهاب وإحضار المساعدة، في ذلك الوقت كانوا الألمان يقومون بإجراءات تفتيشه دقيقة للبحث عن أشخاص متسللين، حينها يختبئ كل من مالوري وميلر أحد أكواخ في قرية مرغريتا، وهناك يلتقيان بلوكي وبناييس، وهما الشخصان اللذان أخبرهم عنهم ملاكوس أنهما سيقومان بمد الفرقة بكامل المساعدات لإتمام مهمتها، وفي تلك اللحظة يتبرع كل من ميلر وبناييس بإحضار المساعدة الطبية للجريح، حيث يعود لوكي مع مالوري إلى الكهف.
وفي صباح اليوم التالي تفاجئ كل من في الفرقة أنه تمت مداهمتهم من قِبل جنود ألمان، إذ تبين لهم بعد ذلك أن السلطات الألمانية كانت متتبعة لهم في كافة حركاتهم واتجاهاتهم، ويتم القبض عليهم وأخذهم إلى أحد المعسكرات القريبة من قرية مرغريتا، وهناك يقوم باستقبالهم نقيب يعرف باسم سكودا وهو الشخص المسؤول عن المعسكر، ثم بعد ذلك يحاولون الفرار بعد تمثيلية قام بها أندريا، وتحدث أثناء ذلك مشاجرة فيما بينهم يقتل فيها النقيب سكودا وبعض الجنود الألمانيين ويسجنون الآخرين، وسرعان ما يقومون بالهروب من القرية.
ثم بعد ذلك يتخذون لأنفسهم ملاذ ممتلئ بأشجار الخروب، لكن تقوم طائرات تعرف بنوع شتوكا الألمانية بقصف المكان بأكمله، وتبدأ بينهم وبين الألمان مطاردة طويلة إلى أن وصلوا إلى مدينة نفارون من خلال ممرات ومغارات جبلية، ولكنهم اضطروا لترك ستيفنس خلفهم إذ اشتدَّت جراحه، كما كان هذا طلبه حتى يتمكن من تأخير الألمان، في اليوم التالي تجهزت الفرقة من أجل مغادرة بيت مهجور سكنته في نفارون، باتجاه أحد القصور القديمة يعرف باسم فيغوس.
وقبل رحلتهم قام كل من مالوري وميلر وبناييس بالانفصال عن بقية المجموعة، وفي أثناء الطريق إلى القصر قام ميلر بالحديث إلى مالوري عن أن بناييس كان خائن وعميل للقوات الألمانية، وأنّ الألمان عرفوا بكل توجهاتهم بسببه، فيقوم مالوري بقتله، وبعد ذلك يكمل ميلر ومالوري طريقهم إلى القصر، حيث يحرران زملائهم الذين تم أسرهم جراء خيانة بناييس، وتبدأ عودتهم إلى نفارون.
وعند وصولهم يقوم كل من ميلر ومالوري في أخر ليلة في تلك المنطقة بالتوجه إلى القلعة في تلك المنطقة، وقد كانوا متخفيين باللباس العسكري الخاص بالجنود الألمان، وفي تلك اللحظة يعكل كل من أندريا وبرون ولوكي على شد انتباه الألمان وذلك من خلال شن غارات وإضرام الحرائق، حتى يتمكن مالوري وميلر من الوصول إلى المدفعين الضخمين في الآخر وقد كان ذلك بعد قتل عدد من الجنود.
وهناك يقوموا بزراعة المكان بأكمله بالمتفجرات، ويهربان إلى المرفأ وهناك يلتقيان مع بافي الفرقة، ويقومون بالإبحار على متن سفينة المراقبة التي كانت مخصصة للقائد الألماني لنفارون، وتنتهي الرواية وهم بانتظار من على متن سفينتهم التي توجهت إلى مدافع نفارون وهي تثور بالمتفجرات، وقد أتموا مهمتهم بنجاح باهر.