تُعد الرواية من الروايات التي صدرت عن المؤلفة والأديبة أجاثا كريستي، وهي من مواليد مملكة بريطانيا، وقد اشتهرت بالروايات التي تندرج تحت تصنيف الأدب البوليسي أو أدب الجريمة، ومن أكثر الروايات التي حققت شهرة واسعة حال صدورها ونسبة مبيعات عالية هي رواية موت وسط الغيوم أو ما تعرف في الكثير من الأحيان تحت عنوان موت في الطائرة، وقد تم تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية، كما تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1935م.
رواية موت وسط الغيوم
في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول الشخصية الرئيسية فيها وهو أحد المحققين المشهورين في دولة إنجلترا ويدعى هيركيول بوارو، حيث أنه في أحد الأيام يعود إلى دولة إنجلترا قادم من مدينة باريس الفرنسية على متن إحدى الرحلات الجوية، كان ذلك الوقت في منتصف النهار وحين وصل إلى أحد المطارات الذي يعرف باسم مطار كرويدون الواقع في مدينة لندن، وعلى متن هذه الرحلة كان المحقق واحد من أحد عشر مسافرًا جالسين في المقصورة الخلفية للطائرة.
وقد كان المسافرون الآخرون يشملون كل من أحد الكُتاب البوليسيين والذي يدعى دانييل كلانسي؛ وآخر يعمل في مجال علم الآثار ويدعى أرماند دوبونت والذي كان برفقة ابنه الذي يدعى جان وهما من أصول فرنسية، بالإضافة إلى طبيب الأسنان يدعى نورمان غيل؛ وطبيب آخر يدعى براينت؛ وإحدى المقرضات للأموال الفرنسية والتي تدعى السيدة جيزيل؛ ورجل أعمال يدعى جيمس رايدر؛ وشاب يدعى سيسلي وكونتيسة تدعى هوربيري، وصديقتها المقربة التي تدعى فينيسيا كير؛ وأخرى تدعى جين غراي.
وفي اللحظة التي أصبحت بها الطائرة على وشك الهبوط، تتم ملاحظة وجود دبور يتطاير في أرجاء المقصورة الخلفية، وفي ذلك الوقت اكتشف أحد المضيفين أن جيزيل قد توفيت، ومن هنا حاول المحقق البحث حول الأسباب التي أدت إلى وفاتها، والذي بدوره استبعد أن جيزيل قد توفيت نتيجة تعرضها إلى عدة لدغات من الدبور، وعلى الرغم من أنه قضي معظم وقته خلال الرحلة في النوم، إلا أنه أشار إلى أن هناك آثار لوجود إبرة على الأرض، والتي بعد إجراء العديد من الفحوصات عليها تبين أنها مسمّمة من منطقة الرأس، كما تم التوصل إلى أن جيزيل ضربت بها في الرقبة، ولكن بقي السؤال الذي يدور في ذهن المحقق هو أنه كيف تم جيزيل دون أن يلاحظ أحد من الركاب ذلك الأمر.
وبعد إجراء العديد من التحقيقات والتحريات من قِبل عناصر الشرطة تعثر أحد العناصر بأحد الأنابيب الصغيرة الذي كان إلى جانب المقعد الذي يجلس عليه المحقق، وعلى إثر ذلك تم توجيه الاتهام إلى المحقق، وقد كان ذلك الأمر قد أزعجه إلى حد كبير، وهنا أقسم على إثبات براءته بنفسه والعمل بجد من أجل حلّ القضية بنفسه، ولكن في ذلك الوقت أول ما تقدم به هو طلب قائمة بأغراض المسافرين على متن الرحلة، وعند الاطلاع عليها لاحظ شيئاً فيها أثار اهتمامه، لكنه لم يفصح عنه، وهنا عرضت الفتاة جين على تقديم المساعدة في التحقيق، كما استدعى المحقق أحد المفتشين القريبين منه، وهو مفتش يدعى جاب كان قد حل قضايا كبيرة في دولة إنجلترا، كما استدعى أحد المفتشين الكبار والذي يدعى فورنييه من دولة فرنسا.
وشيئاً فشيئاً تبدأ الأدلة بالظهور بشكل تدريجي، إذ تم التوصل إلى أنه كان لدى الضحية ملعقتان مخصصتان للقهوة مع فنجانها والصحن، كما تم التوصل إلى أن هناك رجل من أصول أمريكية قد اشترى أنبوب النفخ أثناء تواجده في مدينة باريس؛ كما اتضح أن السيدة هوربيري هي واحدة من الأشخاص المدينيين إلى جيزيل بمبلغ من المال، وذلك بسبب قطعان أموال زوجها عنها، كما تبين أن جيزيل كانت تتبع أسلوب الابتزاز والتهديد المستمر إلى مديونيها؛ وذلك من أجل ضمان عدم انقطاع مدينيها عن سداد ديونهم.
ولكن في ذلك الوقت تمت الإشارة إلى أنه لم يمر بالقرب من الضحية غير المضيفين أثناء الرحلة؛ وقد كانت خادمة السيدة هوربيري على متن الرحلة في الطائرة، وكان قد حصل ذلك الأمر في اللحظات الأخيرة من الرحلة، حيث توسلت من أجل الصعود عليها في اللحظات الأخيرة من موعد الرحلة، وبعد عدة جهود في حل القضية تم التوصل إلى أن تلك الخادمة هي من قامت بتلك الجريمة؛ وذلك بسبب ابتزاز جيزيل لها في سداد الديون المتراكمة عليها.