رواية نادي القتال Fight Club Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والأديب تشاك بولانيك وهو من مواليد الولايات المتحدة الأمريكية من أهم وأبرز الكُتاب الذين ظهروا في القرن التاسع عشر، حيث أنه صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية المتقنة والمحبكة، ومن أكثر الأعمال الأدبية التي صدرت عنه ولاقت شهرة واسعة حول العالم هي رواية نادي القتال، والتي كانت قد حققت نسبة مبيعات عالية حال صدورها، وهذا ما ساهم في تجسيدها إلى العديد من الأفلام السينمائية العالمية كمل تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية، وقد تم العمل على إصدارها سنة 1996م.

رواية نادي القتال

في البداية كانت تسرد وقائع وأحداث الرواية على لسان شخصية غامضة ومجهولة لم يتم ذكر اسمه خلال الرواية على الإطلاق، وهو ما كان يعمل كموظف في إحدى شركات التأمين التي تعمل في مجال السيارات، وقد كان ذلك الشخص يعاني من الأرق بشكل مستمر، كما كان يرفض طبيبه الخاص وصف علاج له، كما قدم له نصيحة بالقيام بزيارة إلى إحدى المجموعات التي تشتهر باسم مجموعة دعم؛ وذلك من أجل والاطلاع على العديد من قصص المعاناة الشديدة التي يعيشها أشخاص آخرين، ومن هنا يبدأ الراوي بإحضار مجموعة من الضحايا التي كانت مصابة بمرض السرطان، وقد تظاهر في ذلك الوقت بأنه ضحية كذلك.

ومن هنا بدأ يدرك أن أهم ما في حياة الإنسان هو أن يقوم بتحرير عاطفته وإطلاقها وهذا ما كان يخفف عنه حالة الأرق التي يعيشها، ومع مرور الوقت أصبح مدمناً على حضور مثل تلك المجموعات وتظاهر أمامهم بكونه ضحية حاله حالهم، ولكن في ذلك الوقت ظهرت سيدة تتصف بالاحتيال والمكر وتدعى مارلا سينجر، وقد كانت تلك السيدة قد أزعجته إلى حد كبير، ولكنه تمكن في أحد الأيام من إجراء مفاوضة معها وحاول قدر المستطاع إبعادها عن نفسه؛ وذلك من أجل تجنب حضورهم معاً في ذات المجموعة.

وفي أحد الأيام حين عاد الرجل المجهول إلى منزله وقد وجده مدمر بالكامل؛ وقد كان السبب في ذلك هو حدوث انفجار بعد عودته للمنزل من رحلة عمل، وهنا اتصل بأحد الأشخاص الذي يدعى بتايلر دوردين، وهو ما كان يعمل في مجال بيع الصابون، والذي كان قد التقاه على متن الطائرة في رحلة عمله، واتفقا على موعد للالتقاء في أحد المقاهي، وفي ذلك اللقاء دار حديثهم حول ما يعرف بالنزعة الاستهلاكية، وقد كان ذلك كدعوة من تايلر للراوي أن يبقى في مكانه وقد طلب من الراوي خارج المقهى أن يقوم بضربه، ثم بعد ذلك انخرطا في عراك بالأيادي.

ومن هنا انتقل الراوي إلى شقة تايلر والذي كانت شقة متهالكة ليقيم معه فيها، وهناك تحدثا عن العراك وأنهما قد استمتعا الاثنان بذلك العراك، كما تم الحديث والسخرية حول المشاجرات التي وقعت بينهما خارج المقهى، والتي حشدت حولهم جموع من الرجال، وأنه كيف توسع العراك حتى أوصل بهم إلى الطابق السفلي من المقهى، ومن هنا عزموا على تأسيس نادي، ولكن قاموا بوضع مجموعة من الشروط والقواعد لدخول أي شخص لهذا النادي، وأنه تم التركيز على أهم نقطة وتكرارها مرتين بين الأنظمة حتى يشيروا إلى من يريد الدخول إلى ذلك النادي بأهم نقطة بين الشروط، وتلك القواعد تنص على:

  1. لا تتكلم أبداً عن النادي.
  2. حينما يستسلم أحدهم فإن الشجار يتوقف على الفور.
  3. شخصان فقط يدخلان الشجار.
  4. الشجار يكون بدون ارتداء قمصان أو أحذية.
  5. إن كانت ليلتك الأولى في النادي ينبغي عليك الشجار.

ومنذ ذلك الوقت لاحظت مارلا أن الرجل الغامض ما عاد يحضر أبداً إلى مجموعات الدعم، وهنا حرصت على تناول جرعة زائدة من الحبوب المنومة في محاولة منها إلى الانتحار، وفي تلك الأثناء اتصلت مع الراوي وطلبت منه المساعدة، لكنه لم يلبي طلبها وتجاهلها وأجاب تايلر الذي بدوره همّ بإنقاذها، وبعد تلك الحادثة دخلا كل من تايلر ومارلا في علاقة غرامية غريبة من نوعها، وطوال تلك العلاقة لم تكن تعلم بوجود النادي.

وحينما انتشر وشاع خبر النادي في كافة أنحاء البلاد، بدأ تايلر يستخدمه كمركز من أجل نشر وإشاعة أفكاره والتي كانت مناهضة للاستهلاك، كما بدأ بتجنيد مجموعة من الأعضاء وتنسيب وتثبيت أسمائهم في النادي، وعلى وجه الخصوص من كانوا الأكثر انتماءً وإخلاصاً، وهنا بدأ يشكل معهم بعيداً عن علم الرجل الغامض ما يعرف باسم مشروع الفوضى، والذي كان يسير على مجموعة من القواعد والأنظمة والتي ركزت بدورها على أول نقطة واعادتها مرتين متتاليتين:

  1. لا ينبغي على أي شخص أن يسأل أي أسئلة.
  2. لا يوجد هناك أعذار.
  3. ممنوع منعاً باتاً الأكاذيب.
  4. بإمكانك وضع كل ثقتك بتايلر.

وفي يوم ما كان الرجل الغامض يشكو إلى السيد تايلر، حيث يشير إلى أنه يرغب في أن يكون أكثر انخراطاً وانغماساً في إحدى المنظمات التي تنوط بعمل مشروع يعرف بمشروع الفوضى، لكن سرعان ما اختفى تايلر وقد كان ذلك بشكل مفاجئ؛ حيث تبين أن السبب خلف ذلك هو قيام عناصر الشرطة بقتل أحد الأعضاء التابعين إلى مشروع الفوضى، وقد حدث ذلك أثناء إحدى عمليات التخريب والتي وصفت بأنها فاشلة إلى حد كبير، ومن هنا حرص الرجل الغامض على محاولة إغلاق النادي والعزف على القيام بتتبع سفريات تايلر التي كانت ليست إلى أماكن بعيدة، وإنما إلى أماكن قريبة ومحلية للعثور عليه.

إلى أن توصل الرجل الغامض في النهاية إلى اكتشاف أنه هو وتايلر الشخصية ذاتها، وقد أشار إلى أن ذلك الأمر يحدث بينما يكون غاط في سبات عميق من النوم؛ وذلك لأن تايلر كان في الحقيقة يتحكم بجسده خلال نومه، كما أوضح أنه هو ذاته الذي كان على علاقة مع مارلا وهو كذلك من قام بإحداث تفجير في الشقة، وهذا يدل على أنه هو تايلر بحد ذاته.

ففي وقت سابق خطط تايلر من أجل تفجير إحدى ناطحات السحاب، والتي كانت في ذلك الوقت تحمل جميع البيانات البنكية إلى كافة الدَين والمديونين، وقد خطط لذلك من خلال استخدام مجموعة من القنابل اليدوية الصنع، كما أن الرجل الغامض في كل مرة يرى تايلر يتعارك معه؛ وذلك في محاولة منه لإيقاف تايلر، إلا أن تايلر كان قد كبله وحمله إلى السطح، وقد كان كل ذلك تحت تهديد السلاح.

وفي النهاية حين أدرك أنه هو ذاته تايلر وأنهم شخصية واحدة أطلق النار على نفسه، ولكن الرصاصة خرجت من منطقة الخد وهنا اختفى تايلر، بينما بقي الرجل الغامض ينتظر أن تنفجر القنبلة ليموت، ولكنه جراء أنه قام بتعطيلها لا تنفجر، ومن هنا عاد إلى خياره الثاني وهو أن يقتل نفسه، وأخيراً استيقظ الرجل الغامض من نومه ليجد نفسه في أحد المستشفيات الخاصة بالأمراض العقلية، وهنا اعتقد أنه قد توفي فاقترب من أحد الموظفين في المستشفى، إذ اكتشف أنهم جميعهم من أعضاء مشروع الفوضى وأخبروه بأن الخطة ما زالت وقائمة وأنهم يتوقعون عودته في أي لحظة.

المصدر: Fight Club Novel


شارك المقالة: