تُعتبر هذه الرواية من الأعمال الأدبية الصادرة عن الكاتبة إيفا إيبوتسون، وتم العمل على نشرها عام 2004م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول طفلة رضيعة أودعتها عائلتها في واحدة من الكنائس ومعها رسالة طلب من قارئها إرساله إلى دير الراهبات، عثر على الطفلة قرر تبينيها وهما خادم وزوجته، تابع معنا عزيزي القارئ الأحداث للنهاية لنرى ما حدث للطفلة عندما كبرت.
الشخصيات
- الخادم إيلي
- الخادمة سيغريد زوجة إيلي
- الفتاة أبابيلا
- بولين صديقة أبابيلا
- ستيفان صديقة أبابيلا
- الفتاة ماري إيجارت
- السيدة لوري عمة ماري
- الأساتذة الثلاث
- السيدة فراو إيدل تراوت
- هيرمان شقيق أبابيلا
- السيد أوزوالد عم أبابيلا
- جودرون ابن عم أبابيلا
- زييد الفتى الغجري
- هيكتور صديق زييد
- السيد هير
رواية نجمة قازان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية حول خادمين زوج وزوجة يقيمان في مدينة فيينا، الزوج يدعى إيلي والزوجة تدعى سيغريد، وذات يوم بينما كانا في إجازتهما اكتشفا وجود طفلة حديثة الولادة تم تركها في واحدة من الكنائس التي توجد في ذات القرية التي يعيشان بها وتعرف باسم قرية بيتيلسدورف، وتلك القرية كانت تقع في جبال الألب، وبعد البحث بين ملابس الرضيعة تم العثور على رسالة مكتوب بها أن يتم نقلها إلى دير الراهبات الواقع في مدينة فيينا.
ولكن عندما اكتشفا كل من إيلي وسيغريد أن الدير في ذلك الوقت كان محاصر وموضوع تحت الحجر الصحي بسبب انتشار أحد أنواع الأمراض والذي يعرف باسم مرض التيفوس، قررا أخذ الطفلة إلى المنزل وتربيتها كطفلة تخصهما، وبعد أن وصلا بها إلى منزلهما أطلقا عليها اسم أبابيلا على اسم والدة السيد إيلي وقررا عدم التخلي عنها حتى بعد انتهاء الحجر الصحي عن الدير.
وبعد مرور ما يقارب على الاثني عشر عاماً كانت الحياة في مدينة فيينا مثالية بالنسبة لأبابيلا، وفي ذلك الوقت التحقت أبابيلا بواحدة من المدارس المحلية وكونت بها علاقات صداقة، وكانت لديها صديقتان مقربتان وهن الأولى تدعى بولين والفتاة الثانية تدعى ستيفان، وطوال تلك الفترة كانت أبابيلا تقوم بمساعدة الخادمات في المهام اليومية لإدارة المنزل، وهي محبوبة من قِبل الخادمين اللذين تبناها كما أن هي كذلك تبادلهم ذات المشاعر وتشعر بحب كبير تجاههم، وهما من أكثر الأشخاص المقربين منها بالإضافة إلى ثلاث أساتذة يعملون في المدرسة المحلية.
وفي يوم من الأيام كانت هناك فتاة تدعى ماري إيجارت وهي فتاة ثرية ومتكبرة تحتقرها أبابيلا كثيراً طلبت من أبابيلا أن تقوم بالقراءة لعمتها وتدعى السيدة لوري، وعلى الرغم من الكره التي تكنه أبابيلا لماري، إلا أنها لم ترفض ذلك وأخذت في كل يوم تقرأ مجموعة من الكتب للسيدة لوري، ويوماً بعد يوم أصبحت كل من أبابيلا والسيدة لوري صديقتان مقربتان، حتى أن أخبرت كل واحدة منهن الأخرى عن حياتها في الماضي، كانت السيدة لوري تعمل في مجال التمثيل وقدمت العديد من المسرحيات المشهورة وعرفت بلقب لا روندين المسرحية، وعلى إثر تلك العلاقة بينهما أوصت السيدة لوري بكامل مجوهراتها لأبابيلا عند وفاتها.
وعلى مدار السنوات الماضية عاشت أبابيلا بسعادة كبيرة، ولكنها طوال الوقت كانت تتساءل عن الجزء المفقود في حياتها، وهو سر عائلتها الحقيقية ولماذا تم التخلي عنها، وفي يوم من الأيام حضرت إلى منزل الأساتذة الثلاث المستأجر سيدة تدعى فراو إيدل تراوت، وقد كانت تلك السيدة تبدو غاية في الجمال وثرية، وفور وصولها أعلنت أنها والدة أبابيلا المفقودة منذ زمن طويل، وحينما سمعت أبابيلا بذلك شعرت بفرحة كبيرة جراء رؤيتها لوالدتها أخيراً.
ولم يمضي عدة أيام حتى أخذتها والدتها إلى واحدة من القلاع والتي تعرف باسم قلعة سبيتال وهي ملكية العائلة وتقع في دولة ألمانيا، وهناك التقت أبابيلا بشقيقها ويدعى هيرمان وعمها ويدعى أوزوالد وابن عمها ويدعى جودرون، لكنها لا تستمتع بالحياة معهم، حيث أن تلك القلعة كانت مهجورة وكئيبة، والجدران على وشك الانهيار والطلاء متقشر.
كما أنه بسبب انتماء أبابيلا المكتشفة حديثًا إلى الطبقة الأرستقراطية، حُظر عليها الاستمرار في الالتحاق بمدرسة القرية أو المساعدة في الأعمال المنزلية، وبعد فترة وجيزة التقت أبابيلا بفتى من أصول رومانية غجري يدعى زييد، وقد كان ذلك الفتى الغجري فتى لطيف وودود ويعمل في المزرعة التي توجد بها القلعة ويهتم بحصان يعود لهيرمان، وعلى الرغم من أن أصدقاء أبابيلا سعداء بعودتها إلى المدينة، إلا أنهم لا يشعرون بالارتياح حيال الأمر برمته وعلى وجه الخصوص الخادم إيلي.
وفي يوم من الأيام طلبت والدة أبابيلا الجديدة منها التوقيع على بعض الوثائق المهمة دون أن تشرح لها ما تتضمنه تلك الوثائق، ثم ذهبت تلك السيدة إلى واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة زيورخ، وما لم تدركه أبابيلا هي أنها وقعت على بيع جواهر الممثلة المسرحية السيدة لوري، بما في ذلك نجمتها الشهيرة والتي كانت تحتفظ بها السيدة لوري في ذلك الوقت في منزلها الواقع في واحدة من المدن والتي تعرف باسم مدينة كازان، وعندما عادت السيدة فراو أشارت إلى أن أحد أقاربها مات وترك لهم الكثير من المال، لكنها في الواقع باعت بعض مجوهرات أبابيلا حتى يتمكن هيرمان من الذهاب إلى مدرسة الجيش التي يريد الالتحاق بها.
وفي أحد الأيام بينما كانت أبابيلا تسير مع الفتى الغجري زييد وشاب يدعى هكتور بجانب إحدى البحيرات، اكتشف هيكتور بعض بقايا جذع السيدة لوري في البحيرة، لكن لا توجد علامة على وجود الجواهر معها التي كانت تلبسها السيدة لوري باستمرار، وعند إخبار السيدة فراو عن المظهر الغامض للجذع واختفاء المجوهرات من يديها، أجابت أنه من المؤكد أن زييد قد سرقها، وحينما سمع زييد بذلك، وخوفًا من أن يتم إلقاء القبض عليه هرب من قلعة سبيتال إلى أن وصل إلى القرية، وأول ما وصل هناك أخبر الأساتذة الثلاث بشكوكه حول والدة أبابيلا.
وفي تلك الأثناء تم إرسال أبابيلا إلى واحدة من المدارس الداخلية القاسية للغاية المخصصة للشابات وتعرف ابسم مدرسة غروسن فلوس، لكن كل من إيلي وستيفان تمكنا من إخراجها من تلك المدرسة بعد أن سمعا عن تلميذ مات منتحرًا، ولكن لم يتم السماح للشرطة بالتحقيق في حادثة الانتحار، بعدها تمكنت أبابيلا من الهروب إلى قريتها مع من تحبهم.
وفي النهاية حينما سمعت فراو عن الحادث الذي وقع في مدرسة كروسن فروس وهروب أبابيلا قامت بإجراء زيارة للقرية التي تقيم بها أبابيلا وحاولت استرجاعها، وفي ذلك الوقت كانت بولين صديقة أبابيلا تقضي وقتها في هوايتها بجمع المقالات الإخبارية عن الحوادث الغريبة، وذات يوم اكتشفت أن محامي وقع على شهادة ميلاد للسيدة فراو باسم أبابيلا والتي بها أثبتت أنها والدتها قد سُجن، وهذا الأمر دفع بولين من أجل القيام بزيارة للقابلة الموجود توقيعها على شهادة الميلاد، وتوصلت بولين إلى أنها تقيم في قرية بيتلسدورف، لتكتشف أن القابلة أصبت بجلطة قبل عشرين عامًا ولا يمكنها التوقيع باسمها.
وحينما علمت بولين بذلك عادت إلى مدينة فيينا وأبلغت الجميع عن تزوير شهادة الميلاد، وفي غضون ذلك كانت أبابيلا على متن القارب مع فراو وعلى وشك الانطلاق بالرحلة، ولكن من حسن حظ أبابيلا وصل شخص يدعى هير وسارع الجميع إلى واحد من الأنهار والذي يعرف باسم نهر الدانوب، وتمكن الجميع أخيراً من تنبيه أبابيلا وإبلاغها أن فراو ليست والدتها، والتي اعترفت بذلك وتقفز في النهر وتتوفى، وأخيراً قسمت أبابيلا الثروة التي حصلت عليها من بيع المجوهرات مع السيد هير وشرعت بالعيش بحياة راضية مع أصدقائها وهما الفتى الغجري والأساتذة الثلاث وسيغريد وإيلي.
العبرة من الرواية هي أن النسب هو من أكثر الأمور التي يستحيل اخفائها أو تزويرها، مهما مرّ عليها من زمن.