رواية نحن - We Novel

اقرأ في هذا المقال


يُعتبر الكاتب والمؤلف يفغيني زامياتين وهو من مواليد دولة روسيا من أهم وأبرز الروائيين الذين ظهروا في القرن الثامن عشر، وقد صدر عنه مجموعة من الأعمال الأدبية، وقد طغى على أسلوبه في الكتابة والتأليف أسلوب الخيال العلمي والسخرية، ومن أكثر الروايات التي حققت نسبة مبيعات عالية وشهرة واسعة حول العالم هي نحن، والتي تم تجسيدها إلى مجموعة من الأفلام السينمائية العالمية، كما تم ترجمتها إلى إلى أغلب اللغات العالمية، وقد تم العمل على نشر رواية 1920م.

رواية نحن

في البداية تدور وقائع وأحداث الرواية حول أحد العلماء في مجال الرياضيات، وقد كان هذا العالِم مشهور ولامع وأحد المساهمين والمؤسسين في إحداث إنجازات عظيمة وبارعة في الفكر التقني، والذي يتمثل في المركبة الفضائية التي تعرف باسم مركبة إنتيجرال، وبعد هذا الإنجاز العظيم، تم النشر في إحدى الجرائد التابعة للحكومة كل الأشخاص الذين يرغبون في كتابة رسائل إلى السكان الذين يقيمون في الكواكب البعيدة، حيث أن أفراد الطاقم إنتيجرال سوف يلتقون بهم في المستقبل، ولكن تلك الرسائل ينبغي أن تشمل على دعاية من أجل خلق نفس مجتمع جديدة ولامعة ومتكاملة على كوكبهم، الذي تم تكوينه على كوكب الأرض على شكل الدولة الواحدة المنظمة.

وفي الرواية لم يتم الإشارة إلى الشخصيات من خلال استخدام أسماء، وإنما من خلال رموز أرقام ويسبقها حرف، وقد كان يشار إلى العالِم برمز د-503، وبشكل واضح يتم وصف الحياة وبالتفصيل وبشكل دقيق يصف الحياة في ظل حكم الاستبداد والظلم، في البداية يبدأ بوصف الأحداث من خلال وجهة نظر التفكير العام للبشرية، من الواضح أن تلك الدولة كانت موجودة في شكل ثابت لا يتزعزع لما يقارب مائة عام.

لكن تغيرت حياة العالِم بشكل كبير وواضح بعد أن التقى برقم المؤنث، وقد كان هذا الرقم يرمز إلى إحدى الممثلات وتمتلك جسد نحيف وعيون جميلة وداكنة وحادة بشكل جميل للغاية، كانت مهنتها هي العزف على الآلات الحية من أجل تعلم الأرقام، التي تكتبها الآلات الموسيقية وفقًا لبرامج معينة، كما كانت تصور الشخصيات المختلفة في المسرحيات الدعائية، ومن خلال اللقاء الأول معها يشعر العالِم بتهديد لحياته التي كان يعيشها في السابق، حيث أن الممثلة تُكون شخصية ملحة جداً، وقد كان تحدث اللقاءات بينهم في أغلب الأحيان حينما يكون الجميع منشغلين في أعمالهم، وعلى أثر الإلحاح الشديد من الممثلة يخترق العالِم قوانين الدولة التي أسسها، حيث أنها تطلب منه الممثلة أن يقوم بتجربة الممنوعات في إحدى الشقق السكنية التابعة لتلك الدولة من القرن العشرين.

ومع مرور الوقت يدرك العالم أن بدأ يقع في حب الممثلة، حيث أنه لم يقوى على الحياة بدونها وبدأ يطبق جميع ما تطلبه منه، وعلى الرغم من أنه كان يعلم بشكل واضح أنه يقوم بارتكاب خطأ فادح في ذلك حسب قوانين الدولة الواحدة، وفي أحد اللقاءات تعترف له بأنها تعمل لصالح الثورة، وهنا سخر العالِم منها وأشار إلى أن الثورة قد أقيمت منذ زمن وبسببها تكونت الدولة الواحدة، وعندما سمعت الممثلة بذلك ثار الغضب بداخلها وأشارت أن لا يمكن أن تكون هناك ثورة أخيرة في هذا العالم،

وفجأة تظهر سيدة أخرى من جنس الإناث، وتلك السيدة تقيم علاقة مع العالِم وتصبح حامل منه، وهنا أصيب العالِم بالصدمة وحاول مع الأطباء أن يقوم بفحص الروح ومحاول التخلص منها، لكنه أكدوا الأطباء أن الروح قد أصبحت متكونة تماماً، وفي الوقت ذاته تصرح الممثلة للعالِم عن بعض أسرار الثورة، مما أثار الذعر لدى العالِم وبدأ يتخبط في كيف حل مشكلة الحمل مع السيدة الثانية وويله متابعة الثوار في آن واحد.

وفي تلك الأثناء حاول الثوار السيطرة بالكامل على شركة إنتيجرال وذلك من خلال خطة محكمة للغاية، وهنا يشير العالِم إلى أنه تم استغلال الممثلة لحبه لها، إذ كان حبه لها يصل إلى درجة الهوس بها، وعلى الرغم أنه كان يساهم بنشاط في الدفاع عن إنتيجرال، إلى أن جميع محاولاته باءت بالفشل، وهنا تعين على شركة إنتيجرال الخضوع لسيطرة الثوار، وفي تلك الأثناء قام العالِم بزيارة إلى منزل الممثلة، فقد كان يعتقد نفسه أنه حالة حب خاصة لدى الممثلة، ولكن ما تفاجئ به أن شاهد هناك الكثير من الباقات الوردية، كما وجد في منزلها عشيق آخر، وهنا خرج من شقتها مسرعاً يثور بالغضب.

ومنذ تلك اللحظة يُصر العالم على قيام هجوم من الدولة الواحدة، حيث قرر أنه يجب أن يخضع كافة الأشخاص لعملية الكبرى، وتلك العملية هي عبارة عن عملية نفسية جسدية تسعى إلى إزالة مركز الخيال في الدماغ، وذلك من خلال استخدام الأشعة السينية، ومن هنا يصبح كل من خضع لعملية جراحية في الواقع آلة بيولوجية، وهنا سرعان ما فكروا الثوار بالقيام بتفجير الجدار الأخضر التابع إلى الدولة الواحدة، وذلك من أجل العمل على تعطيل القبة الخاصة بمجال القوة غير المرئية.

وفي ذلك الوقت حاول الكثير من تحذير العالِم من التصرفات المتهورة والاندفاعية التي يقوم بها، ولكنه يرفض الاستماع لأي شخص فيهم، فعلى الرغم من ظهور الكثير من الفتيات التي تقع في حبه وحاولن التأثير عليه، إلا أنه لم يكن يريد إلى أن يحظى بحب الممثلة، وفي أحد الأيام ظهرت السيدة التي كانت تربي العالِم في الصغر، وحاولت معه مرات عدة في التأني وصرف النظر عن التصرفات والسلوكيات التي يقوم بها، لكنه رفض تماماً، على الرغم من أنه كان يكن لها كل التقدير والاحترام، إلا أنه برر ذلك بأنه تم استغلاله من أجل تأسيس الدولة الواحدة فقط وشركة إنتيجرال.

وفي النهاية ذكر المؤلف أنه تم مشاهدة العالِم في المرة الأخيرة في غرفته حيث كان مع الممثلة، والذي يبدو أنها جاءت من أجل معرفة من سوف يتبنى ويرأس الشركة من بعده، ولم تكن قادمة من أجل مراعاة مشاعر العالِم، حيث أنه في تلك الفترة كان هناك أحد المتبرعين الذي تقدم من أجل ترشيح نفسه لرئاسة الشركة، وهنا بدأت المشاعر تتخبط داخل العالِم فلا يعرف ما يمكنه فعله، وسرعان ما توجه إلى مكتب الأوصياء لتقديم استقالته وهو مليء بالإحباط والاكتئاب، وعند دخوله بدأ يتحدث بشكل فوضوي للغاية، لكنه في المقابل لم شاهد أي ردة فعل من الموجودين سوى ابتسامة، إذ أدرك أن الغالبية العظمى يتضامن مع الثوار.

وهنا حينما أدرك أن الجميع استغله وبدأ كل شخص منهم يتبع مصلحته ومنفعته، وبدأت تتخبط الذكريات في ذهنه حول أحلامه السابقة، وفي وسط ذعر عام من الموجودين، فعزم على تم تقييدهم بالسلاسل وربطهم مع الطاولات وأخضعهم إلى عمليات كبيرة، وبعد أن فقد مخيلاتهم أبلغوا عن الثوار وخططهم وأماكن وجودهم، بالإضافة إلى معلومات عن الطائرة التي كانوا ينتقلون بها.


شارك المقالة: