تُعتبر الرواية من الروايات التي صدرت عن المؤلفة والكاتبة الأمريكية سيليست إنغ، وهي من الأديبات اللواتي برزن في مجال كتابة وتأليف الأعمال الأدبية، حيث نالت مؤلفاتها صدى واسع حال صدورها، وهذا ما جعلها تحقق أعلى نسبة مبيعات، كما تمت تجسيد الرواية في العديد من الأفلام السينمائية العالمية.
رواية نيران صغيرة في كل مكان
في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في أواخر القرن التاسع عشر، حيث أنه في يوم من الأيام قد اشتعلت النيران في أحد المنازل الذي يعود إلى واحدة من العائلات التي تعرف بعائلة ريتشاردسون، وقد كانت حادثة الحريق مشتبه بها أنها مفتعلة، إذ كانت هناك مجموعة من الحرائق الصغيرة المتعددة، كما اعتقد أطفال العائلة أن الحريق قد تم بفعل شقيقتهم التي تدعى إيزي، إذ أنه قبل عام واحد قامت السيدة إيلينا سيدة العائلة بتأجير الجزء العلوي من منزل العائلة المتواجد في المدينة إلى إحدى السيدات التي تدعى ميا وارن وقد كان معها ابنتها التي تدعى بيرل، وقد كانت ابنتها ما زالت في سن المراهقة.
وكذلك كان في المنزل ابن إيلينا الذي ما زال في مرحلة المراهقة كذلك ويدعى مودي، وقد كان مودي باستمرار يقود دراجته داخل المنزل ويلتقي مع بيرل، إذ أنهم من نفس العمر ومنذ تلك اللحظة أصبح كل من بيرل ومودي صديقين مقربين، وقد قدمها إلى شقيقتيه ليكسي وإيزي وشقيقه تريب، كانت بيرل قد اعتادت على أسلوب حياة متنقل من مكان إلى مكان، حيث كانت تقوم برفقة والدتها بجمع المال معاً، وحينما حطن بمنزل العائلة أعجبت بهم وبمنزلهم إلى حد كبير.
ومنذ ذلك الوقت أصبحت تقضي جزء من وقتها كل يوم في منزل العائلة، وقد كان ذلك الأمر ساعدها تعزز علاقة الصداقة مع تريب وفي الكثير من الأحيان تقلد ليكسي، كانت ميا تعمل بدوام جزئي في أحد المطاعم الصينية، وهناك تبيع عدد من الصور الملتقطة بعناية وجمالية من خلال أحد التجار الذين يعملون في مدينة نيويورك.
ومع مرور الوقت أصبحت السيدة ميا تشعر بالقلق بشأن اقتداء ابنتها وتعلقها إلى حد كبير بالعائلة، وحين قامت إيلينا بتقديم وظيفة لميا وهي تولي أمور تدبير المنزل، وافق ميا بشكل سريع؛ وذلك من أجل أن تتمكن من مراقبة سلوكيات ابنتها، وقد انتهى بها الأمر بمقابلة إيزي، وهي أكثر شخصية منبوذة ومذمومة في العائلة، وفي تلك الأثناء كانت إيزي تتلقى عقوبتها بالبقاء في المنزل؛ وذلك بسبب دفاعها عن أحد زملائه الذي كان يتقصده المعلم في مرات عدة بألفاظ عنصرية، وهنا اقترحت ميا على إيزي أن يفعل أي شيء حيال ذلك، وقد وصلت أن قدمت إلى إيزي فكرة حول كسر جميع الأقفال في المدرسة، وعلى أثر ذلك أصبحت مقربة من ميا وقد عرضت عليها العمل معها كمساعدة لها.
وفي أحد الأيام تمت دعوة العائلة من أجل حضور حفلة عيد ميلاد لفتاة تدعى ميرا بيل، وقد كانت تلك الفتاة ابنة إحدى الصديقات المقربات من السيدة إيلينا ولكن بالتبني، وهنا استمتعت إيلينا عند سماعها لقصة الفتاة حينما كانت صغيرة وكيفية العثور عليها متروكة في إحدى محطات الإطفاء، وحين تتراوح القصة على مسامع ميا سرعان ما تدرك أنها هي الطفلة ذاتها التي تدعى ماي لينغ تشو، وهي ابنة بيبي تشو زميلتها في المطعم الصيني، حيث أنها تخلت عن طفلتها بعد ولادتها مباشرة؛ وقد كان السبب خلف ذلك مجموعة من الضوائق المالية.
وفي تلك الأثناء كانت بيبي تبحث عن طفلتها منذ أكثر من سنة، وهنا أسرعت ميا وأخبرتها بمكان وجود ابنتها، ولكن عائلة مكولوس التي كانت متبنيه للطفلة رفضت السماح لها بمشاهدة ابنتها وهددتها في حال استمر التطاول من قبلها، وهنا دخلت بيبي بحالة من اليأس؛ وذلك لأنها لا تملك المال للمحامين، وهنا ميا نصحتها بنقل مشكلتها إلى الصحافة المحلية وهو ما قامت بفعله بشكل ناجح، وقد أدت نشر قضيتها إلى حصول بيبي على كامل حقوقها من أجل عمل زيارة وتلقي المساعدة من قِبل أحد المحامين الذي كان يعمل يعمل بشكل مجاني، وقد اكتشفت إيلينا أن بيبي قد علمت أن طفلها كان مع عائلة ماكولوس من خلال ميا.
وهنا شعرت إيلينا بالغضب الشديد، ومنذ ذلك الوقت بدأت طبيعة ميا السرية تثير فضول السيدة إيلينا، وقد بدأت في التحقيق في ماضي ميا من خلال إحدى الصور الغامضة التي تضم ميا وجدتها في إحدى المتاحف، وقد تمكنت من تعقب والدي ميا وعلمت عن طريقهم أن بيرل ابنة حبلت بها ميا من أجل أن يتبناها زوجين ثريين من مدينة نيويورك لم يكن لديهم أطفال، ولكن ما حدث هو أن شقيقها توفي وقد أصيبت بخيبة أمل هي وعائلتها، لم تتمكن من التخلي عن طفل مولود من دمها، وكي تبرر اتفاقها مع الزوجين صرحت بأنها أجهضت وهربت هي وطفلتها.
وبعد فترة قصيرة ولدت بيرل، ولم يسمع عنها والدا ميا على الاطلاق أي شيء حتى هذا الوقت، وما حدث بشكل مفاجئ هو أن أليكسي اكتشفت أنها حامل وطلبت من بيرل مساعدتها من اجل إجراء عملية إجهاض، خشية أن يكتشف أحد أمر حملها، مما اضطر ليكسي أن تستخدم اسم بيرل في العيادة، وحين عادت ليكسي مع بيرل للمنزل للراحة بعد العملية، قابلتهم ميا والتي بدورها قدمت العناية والاهتمام إلى ليكسي وتعاطفت معها.
ومنذ ذلك الوقت عززت بيرل علاقتها مع تريب، إذ بدأوا سوياً قراءة الكتب في قبو يعود إلى صديق لهم، وفي لحظة ما صادفت أن تكون بيرل لوحدها مع تريب في منزلها، وحينما شاهدهم مودي الاثنين يغادران وهما ممسكان ببعضهم البعض، أدرك ما يجري بينهم، وعلى أثر ذلك قطع علاقته مع بيرل، ومن جهة أخرى استمرت القضية بين عائلة مكولوس وبيبي تشو،ذ ولكن حتى أقرب المقربين بدأ في الشعور بالانقسام بشأن القضية، وهنا تبدأ إيلينا بالتحقيق في القضية حرصاً منها على مساعدة صديقتها، وهنا تشك في أن بيبي قد أجهضت، وتنصدم في أن بيرل مدرجة في القائمة التي تتضمن أسماء من قامن بعمليات جراحية.
وهنا سرعان ما توجهت إيلينا إلى مودي إذ شكت بأنه والد الطفل الذي تم إجهاضه، لكنه رد عليها بأنها تتهم الابن الخطأ، وقد سمعت إزي الحديث الذي دار بينهما، ثم بعد ذلك خسرت بيبي تشو القضية، وبعدها توجهت إلى منزل ميا من أجل أخذ قسطاً ن الراحة، وقد أخبرت ميا بيبي أن ابنتها سوف تكون في النهاية ملكًا لها، وبعد أيام قليلة توصلت إيلينا إلى مجموعة من الحقائق وأخبرت ميا أنها تعرف عن حقيقة بيرل، ثم طردتها من منزلها، وقد فعلت ذلك لأنها اعتقدت أن بيرل قد أجهضت، حيث فقدت أدلتها حول مصداقيتها، وهنا ذهبت ميا إلى مدرسة بيرل وأخبرتها أنه يجب عليهم الانتقال من تلك المدينة، لكن بيرل ترددت في الرحيل، وهنا أخبرتها ميا عن والدها البيولوجي فوافقت على الانتقال ولكن ما زال يعتريها التردد.
وقبل مغادرتهم اصطدمت ميا بإيزي، ولكنها لم تقوى على الوداع، وأخيراً تمكنت إيزي من حل لغز اختفاء ميا وبيرل سوياً، كما اكتشفت أنكل من مودي وليكسي وتريب قد استغلوا بيرل بطرق خاصة وغضبت منهم بسبب ذلك الاستغلال، وبينما كان الجميع خارج المنزل بدأت حرائق صغيرة حول أسرة الجميع دون أن تعلم أن والدتها لا تزال في المنزل، ولكن بالرغم من ذلك تمكنت إيلينا من الفرار من الحريق دون أن تصاب بأذى، وقد استغلت بيبي ذلك الأمر وتوجهت إلى منزل عائلة مكالوس واستعادة ابنتها.