رواية يوجين أونيجن – Eugene Onegin

اقرأ في هذا المقال


تُعد رواية يوجين أونيجن من أهم الروايات التي اشتهرت على مستوى العالم في الأدب الروسي، قام بكتابتها الكاتب والمؤلف (ألكسندر بوشكين)، إذ يعود أصله إلى دولة روسيا، وهو ما كان يطلق عليه لقب (شاعر روسيا الأعظم) في ذلك الوقت، كما يذكر أنه مضى عشرة أعوام في كتابة تلك الرواية، وقد كانت بمثابة وثيقة عملت على تصوير الواقع الروسي، كما تحولت مع مرور الوقت إلى إحدى الأعمال التي يتم طرحها في الأوبرا؛ وذلك نظراً لما كانت تجسده بكل تميز ودقة عن الروح الحقيقية التي يتمتع بها الأفراد في دولة روسيا.

الشخصيات في الرواية

حرص الكاتب من خلال هذه الرواية على تقديم توضيح حقيقي للواقع في المجتمعات الروسية، وهذا ما جعله يدمج ما بين العشرات من الشخصيات داخل الرواية، فقد كان يريد أن يقدم تعبير واقعي عن مختلف الطبقات في المجتمع، ومع ذلك كان يركز بشكل أساسي على أربع شخصيات ذات أهمية، والتي كانت المحور الرئيسي في القصة.

أول بطل كان قد ظهرت في الرواية هي لشخصية يوجين أونيجن وهو من الأشخاص الذين يعيشون حياة عالية المستوى، إذ يتمتع بحياة من مليئة بالرفاهية والترف، والشخصية الثانية في الرواية كانت لأحد الشعراء ويدعى فلاديمير لينسكي، ثم بعد ذلك تظهر الأختان تاتيانا وألغا، وهناك شخصية أخرى تدعى لارينا، كما كانت هناك شخصية مختفية بين ثنايا الأحداث، وهي شخصية الكاتب ذاته، لكنها لم يكن لها أي وجود حينما تم ترجمت الرواية إلى عمل في الأوبرا، وقد كان اسم الأوبرا التي ترجمت عليه هو (أوبرا تشايكوفسكي).

رواية يوجين أونيجن

في البدايات كانت تدور الوقائع حول شخصية أونيجن، وهو من الأشخاص الذين يتمتعون بثراء فاحش في ذلك الوقت، فقد كان يريد المؤلف من خلال تلك الشخصية أن يبين الطبقة المخملية في ذلك الحين، وكان الثراء والأموال التي يتمتع بها أونيجن قد ورثها عن عمه، فحين علم بالثروة، اضطر إلى مغادرة العاصمة سانت بطرسبرغ؛ ليقطن في مناطق الريف من أجل التمتع بتلك الثروة، وقد كان هذا الأمر في البداية قد تسبب له في كثير من الألم، إذ كان من الأشخاص الذين كانوا قد نشأوا على الطريقة الفرنسية وترعرعوا عليها، فيمتلك عالم خاص به من الأصدقاء والرفاق في العاصمة.

وفي الريف التقى يوجين مع الشاعر الرومانسي لينسكي، ومن هنا تعود على أن يقوم بالذهاب معه ومرافقته إلى منزل السيدة لارين، و هي سيدة تعيش بمفردها هي وبناتها الاثنتين، وهما فتاتان في غاية الجمال الأولى تدعى تاتيانا، فقد كانت توصف بأنها تمتلك شخصية رومانسية مليئة بالاكتئاب؛ وأمّا أختها الثانية والتي تدعى أولغا، فقد كانت معروفة بشخصيتها الحيوية والمرحة، فهي كانت تعيش حياتها بالسعادة والفرح والتطلع إلى المستقبل بكل أمل.

يقوم الشاعر لينسكي بخطبتها لنفسه، بينما تاتينا، فإنها تقع في عشق يوجين، فتعزم على الاعتراف بحبها له، حينها تكتب رسالة له، وبعد استلام يوجين الرسالة من تاتيانا، على الفور يقوم بالرد عليها برسالة أخرى، يتحدث فيها عن المواعظ والأخلاق، كما نصحها فيها بالابتعاد عن المخاطر التي قد تحيط بالفتاة، بعد أن تضع نفسها في مهب الهوى الغادر والحب والغرام، فلم تكن هذه الرسالة الممتلئة بالمواعظ نابعة من الأخلاقيات والفضائل التي يتمتع بها يوجين، إذ لأنه كان لا يرغب بها، ويرغب بأختها التي تتمتع بالروح المرحة أولغا.

وفي أحد الأيام يقام أحد الاحتفالات الراقصة، حينها يبدأ أوجين بمغازلة أولغا، وهذا الأمر ما جعل لينسكي يشعر بالغضب وتثار داخله الغيرة، وفي تلك الأثناء يدخل يوجين في تحدي بالمبارزة مع الشاعر لينسكي، وفي نهاية المبارزة اشتد الأمر بين الطرفين، حينها يقوم يوجين بقتل لينسكي، وعند هذا الحدث ينتهي الجزء الأول من الرواية.

تمر العديد من السنوات وانتقل يوجين للعيش في العاصمة، وهناك التقى مرة ثانية بالفتاة بتاتيانا، ففي ذلك الوقت كانت بتاتيانا قد أصبحت  إحدى السيدات المشهورة في المجتمع، كما كانت متزوجة من شخص يعمل كجنرال في الجيش، فلم تعد تلك الفتاة الكئيبة والتي تتميز بالخجل والحياء.

حينها أثارت إعجاب يوجين، بعد أن شاهد العديد من الميزات والصفات التي غيرت في شخصيتها فوقع في حبها، أخذ بمصارحته والاعتراف لها بحبه العديد من المرات، لكنها كانت في كل مرة تصده، وفي ذات مرة استفرد بها في بيتها، فاعترفت له أنها ما زالت تحبه، ولم تقوى في يوم من الأيام على نسيانه، لكن ومع ذلك لا يمكنها أن تقوم بخيانة.


شارك المقالة: