رواية 120 يوماً في سدوم The 120 Days of Sodom Novel

اقرأ في هذا المقال


تُعتبر الرواية من الروايات التي تعود كتابتها إلى الكاتب والروائي النبيل دوناتيان ألفونس فرانسوا أو ما يشتهر باسم ماركيز دي ساد، وهو من مواليد دولة فرنسا، وقد صدر عنه العديد من الأعمال الأدبية المميزة والتي لاقت انتشار واسع حال صدورها، ومن أكثر رواياته التي أثارة عنصر التشوق والإثارة لدى القارئ هي رواية 120 يوم في سدوم، أو ما كانت في بعض الأحيان يتم ترجمتها تحت عنوان مدرسة الفجور، وقد تمت ترجمتها إلى الغالبية العظمى من اللغات العالمية ومن ضمنها اللغة العربية.

نبذة عن الرواية

بدأ المؤلف في كتابة الرواية سنة 1785م، وقد تناولت في مضمونها الحديث حول قصة لأربعة أشخاص من الأثرياء والذين كانوا يسعون إلى إثارة الفساد والفتن بين مجموعة كبيرة من مختلف فئات المجتمع، إذ أغلقوا على أنفسهم في إحدى القلاع التابعة إلى جزيرة سان مارتن دي بيلفيل الواقعة في دولة فرنسا لمدة تقارب أربعة شهور، وقد كان يحيط بتلك القلعة حصن منيع، كما أن الغالبية العظمى من الضحايا المحتجزين هم من فئة الذكور، وهذا ما جعلهم يستعينون بمجموعة من فئة النساء ليثيروا الذكور على الانحلال والسير خلف الطرق المشبوهة، كما كان يتم في تلك القلعة استخدام العديد من الأساليب لتعذيب الضحايا والتي كانت تلك الأساليب تقودهم إلى الموت.

لم يتم العمل على نشر الرواية حتى القرن العشرين، ولكن بعد العمل على نشرها تم حظرها من قبل عدد لا بأس به من الحكومات بسبب الموضوعات التي تناولتها حول العنف والقسوة المفرطة، وقد أمضى المؤلف في كتابة الرواية ما يقارب على السبعة والثلاثين يوماً، وقد كان في تلك الفترة محتجز في أحد السجون الذي يشتهر في ذلك الوقت باسم سجن الباستيل، وهناك كان شح في أدوات الكتابة كما كان هناك خوف من مصادرة العمل.

ولهذا تمت كتابتها بخط صغير على ورقة متواصلة طولها ما يقارب اثني عشر متر، وقد كانت مصنوعة من قطع صغيرة من الورق تم تسريبها إلى السجن ولصقها مع بعضها البعض، وحينما تم اقتحام ونهب السجن في بداية الثورة الفرنسية، اعتقد الكاتب أن عمله قد ضاع إلى الأبد، وصرح في وقت لاحق أنه بكى بدل الدموع دماء على خسارته.

رواية 120 يوماً في سدوم

في البداية كانت تدور وقائع وأحداث الرواية في إحدى القلاع، وقد كانت تلك القلاع النائية التي تعود إلى العصور الوسطى، وهي من القلاع الشاهقة والعالية والتي كانت محاطة بالعديد من الجبال والغابات، والتي بدورها كانت تلك الغابات تفصلها عن كافة أنحاء العالم، وقد دارت الأحداث في زمن يعود إلى القرن السابع عشر وعلى وجه الخصوص في نهاية عهد لويس الرابع عشر أو ما يطلق على تلك الفترة بداية فترة الوصاية.

وقد كانت جميع الأحداث تدور على مدار ما يقارب خمسة أشهر، وذلك منذ شهر نوفمبر حتى شهر مارس من سنة 1785م، حيث أنه في ذلك الوقت قام أربعة أشخاص التوجه نحو تلك القلعة وحبس أنفسهم فيها، وهي ما كانت تعرف باسم قلعة شاتو دي، ولم يكونوا هؤلاء الأشخاص الأربعة بمفردهم، بل كان معهم عدد لا بأس به من الأشخاص والمتواطئين والذي تم وصفهم بالضحايا، وقد تم وصف القلعة يتطابق تماماً مع إحدى القلاع الأخرى والتي تعرف باسم قلعة لاكوست، وهي إحدى القلاع التابعة إلى ممتلكات الماركيز دي ساد الخاصة.

وبما أن الأحاسيس التي تنبثق عن أجهزة السمع هي من الأمور الأكثر إثارةً في ذلك الوقت، قاموا مجموعة الأربعة أشخاص بجلب أربعة من السيدات الكبيرات في السن؛ وذلك من أجل الاستماع إلى حكاياتهم المتنوعة والمتعددة التي كان يتمحور حديثها حاول الفساد، إذ أن ذلك الأمر هو الحل الوحيد من أجل إلهامهم والمساعدة في توجيههم إلى الانخراط في مجموعة من الأنشطة المماثلة مع هؤلاء الضحايا.

لم تكن الرواية متواجدة بشكل كامل، حيث أن الجزء الأول فقط كان مكتوب بشكل مفصل، بينما الأجزاء الثلاثة المتبقية فقد كانت عبارة عن مسودة بسيطة مكتوب فيها مجموعة من الملاحظات، وفي معظم الترجمات للأجزاء المتبقية كانت الجمل التي كتبها المؤلف لنفسه موجودة كما هي، بينما أثناء كتابة العمل صرح الكاتب بشكل واضح أنه لن يتمكن من كتابتها بشكل الكامل، كما اختار كتابة ما تبقى من الأجزاء الثلاث المتبقية بكل إيجاز واختصار.

حيث صور من خلالها الفكاهة السوداء، كما كان يبدو أنه في المقدمة مناقضًا لنفسه، إذ أصر على أنه لا يتوجب على الإنسان أن يشعر المرء بالرعب من العواطف والمشاعر التي تكن داخله؛ وذلك لأن جميع فئات البشر لديهم أذواقهم الخاصة، إلا أنه في الوقت ذاته حذر من الأهوال القادمة، بشكل أشار به إلى القارئ بأنه ينبغي أن يكون لديه شكوك حول الاستمرارية، وبالتالي كان في الكثير من الأحيان يمجّد من أبطاله الأربعة الرئيسيين، وفي أحيان أخرى يحط منهم قيمتهم ومنزلتهم، وفي إحدى المرات لعلنهم ووصفهم بأنهم متحرري الفكر وأشرار ووضيعين في نفس المقطع.


شارك المقالة: