رواية سندريلا

اقرأ في هذا المقال


هي حكاية شعبية تجسد عنصراً من الظلم والمكافأة. الآلاف من المتغيرات معروفة في جميع أنحاء العالم. بطل الرواية امرأة شابة تعيش في ظروف مهجورة تحولت فجأة إلى ثروة رائعة. تعتبر قصة رودوبيس، التي رواها الجغرافي اليوناني سترابو في وقت ما بين 7 قبل الميلاد و 23 بعد الميلاد عن جارية يونانية تزوجت من ملك مصر، وهي أول نسخة معروفة من قصة سندريلا.
قصة Ye Xian الصينية التي تم إثباتها لأول مرة في مصدر من حوالي 860 بعد الميلاد هي نسخة أخرى مبكرة من القصة. نُشرت أول نسخة أدبية أوروبية من القصة في إيطاليا بواسطة جيامباتيستا باسيلي في كتابه Pentamerone عام 1634؛ النسخة الأكثر شهرة الآن في العالم الناطق بالإنجليزية تم نشرها بالفرنسية من قبل تشارلز بيرولت في عام 1697. تم نشر نسخة أخرى لاحقًا من قبل الأخوان جريم في مجموعة الحكايات الشعبية الخاصة بهم في حكايات غريمز الخيالية في عام 1812.

الشخصيات:

  • سندريلا.
  • زوجة ألأب.

  • شقيقات سندريلا.
  • الأمير.
  • الجنية.

قصة سندريلا:

كان هناك رجل نبيل أرمل متزوج للمرة الثانية من أمرأة كانت فخورة ومتكبّرة وجشعة على الإطلاق. حيث كان لديها، من زوج سابق، ابنتان توأمان ولكنهما غير متشابهتان حيث كانت ابنتاها بالفعل تشبهها تمامًا في كل شيء. وبالمقابل كان للرجل النبيل، من زوجتة المتوفاة ابنة صغيرة تدعى سندريلا وكان لا مثيل لها في الخير وطيبة القلب، والتي أخذتها من والدتها، التي كانت طيبة الأخلاق.

لم يمضي فترة بعد زواج الرجل حتى بدأت تظهر زوجته بألوانها الحقيقية، لم تستطع تحمل الصفات الرائعة لابنته الجميلة، أمّا بناتها كانتا تحملان صفات سيئة وبغيضة، قررت الزوجة أن توظف سندريلا في أعمال المنزل: مثل تجفيف الصحون والطاولات وما إلى ذلك، وتنظيف حجرتها وغرف بناتها . وفي كل ليلة بعدما تنهي سندريلا أعمالها الشاقة كانت تستلقي في حجرتها حزينة باكية، على سرير من القش بينما كانت أخواتها يرقدن في غرف راقية، بأرضيات مفروشة بالسجاد الباهظ الثمن، وعلى أسرّة من أحدث صيحات الموضة، وكان لديهنّ جميعاً كل ما يحتجنه من رفاهية الحياة .

تحملت سندريلا الفتاة المسكينة كل شيء بصبر، ولم تجرؤ على إخبار والدها، الذي كان سيوبخها لأن زوجته حكمته بالكامل. عندما كانت سندريلا تقوم بعملها، كانت تذهب إلى ركن المدخنة وتجلس بين الرماد وكانت البنتان ينادينها بأفضع الالقاب ويعاملنها بتكبر وقسوة. وعلى الرغم من لباسها القديم البالي، كانت سندريلا أكثر وسامة بمئات المرات من أخواتها، على الرغم من أنهن كن يرتدين ملابس غالية للغاية، وفي يوم من الأيام قرر الأمير إقامة حفل ودعا جميع الأغنياء في البلدة إليه كما تمت دعوة الفتيات الشابات أخوات سندريلا غير الشقيقات.
لقد كانت الفتاتان سعيدات للغاية بهذه الدعوة، وكانتا مشغولتين بشكل كبير في اختيارالملابس والقبعات المناسبة للحفل وبقين ساعات في تغيير الملابس وتبديلها لاختيار المناسب منها، حتى طلبن من سندريلا مساعدتهن في ذلك. بينما كانت سندريلا تنظر اليهن بحزن، فهي غير مسموح لها بالذهاب إلى هناك حتى أنّها لا تملك ملابس جديدة أو نظيفة كما ينبغي عليها أن تقوم بأنهاء أعمال التنظيف في المنزل.

بعد مغادرة الجميع بقيت سندريلا أمام المنزل وهي تبكي بحرقة، وفجأة ظهرت أمامها جنية وقالت لها: هل تتمني أن تذهبي إلى الحفل؟ عندها صرخت سندريلا بتنهيدة: نعم. ثمّ أخذتها إلى غرفتها، وقالت لها: أركضي إلى الحديقة، وأحضري لي يقطينة. ذهبت سندريلا على الفور لجمع أفضل ما يمكن أن تحصل عليه، وأحضرته إلى عرابتها وجنيتها، ولم تكن قادرة على تخيل كيف يمكن أن تجعلها تذهب إلى الحفلة من خلال هذه اليقطينة، أخرجت العرابة كل ما بداخل اليقطينة، ولم تترك شيئًا سوى القشرة؛ وبعد أن فعلت ذلك، ضربتها بعصاها فتحولت اليقطينة على الفور إلى عربة سحرية لامعة قادرة على التحرك.

ثم ذهبت العرابة لتنظر في مصيدة الفئران حيث وجدت ستة فئران، كلها حية، وأمرت سندريلا برفع الباب المسحور قليلاً، وعندها أعطت كل فأر أثناء خروجها نقرة صغيرة بعصاها، حيث تحول الفأر في تلك اللحظة إلى حصان جميل وصنعت بذلك مجموعة رائعة جدًا من ستة خيول من اللون الرمادي المرقط الجميل. ثم أحضرت مصيدة الفئران حيث كان هناك ثلاثة فئران ضخمة، اختارت الجنية واحدة من الثلاثة التي لديها أكبر لحية، وبعد لمسه بعصاها، تحول إلى قائد سمين، مرح، لديه أذكى عيون على الإطلاق.
بعد ذلك قالت الجنية لسندريلا: اذهبي مرة أخرى إلى الحديقة، وستجدين ستة سحالي خلف الإناء، احضريها لي. وبعد إحضار السحالي حولتهم إلى ستة أقزام، قفزوا خلف القائد مباشرة، وكان كل منهم مغطى بالذهب والفضة ، وتشبثوا بالقرب من بعضهم البعض ثم قالت الجنية لسندريلا: الآن تستطيعين الذهاب ولكنّ سندريلا أخبرتها أن ملابسها قديمة وغير مناسبة.
عندها لمستها الجنية بعصاها، وفي نفس اللحظة تحولت ملابسها إلى قطعة قماش من الذهب والفضة، وكلها مليئة بالمجوهرات. فعلت هذا، ثمّ أعطتها زوجًا من الأحذية الزجاجية، الأجمل في العالم كله. ثمّ صعدت إلى عربتها لكن الجنية قبل كل شيء، أمرتها بعدم البقاء حتى بعد منتصف الليل، وأخبرتها أنه إذا بقيت لحظة واحدة بعد منتصف الليل، فسينتهي السحر، وتعود الخيول إلى فئران، وحارسها فأر، وتعود ملابسها كما كانت من قبل.
لقد وعدت جنيتها بأنها لن تفشل في العودة قبل منتصف الليل؛ ثم قادت العربة بعيدًا، وكانت لا تستطيع احتواء نفسها من الفرح، وعند وصولها أخبر الحراس الأمير أن أميرة عظيمة لم يعرفها أحد، جاءت إلى الحفل، عندها هرع لاستقبالها ثمّ أعطاها يده عندما نزلت من العربة وقادها إلى الحفل أمام الجميع. ساد صمت عميق على الفور أثناء الحفل، وتوقفوا جميعاً عن الرقص، وتوقفت آلات الكمان عن العزف، لذلك كان الجميع منتبهًا للتفكير في الجمال الفريد للقادم الجديد المجهول.
لم يسمع بعد ذلك سوى ضوضاء مشوشة من الحضور: كم هي وسيمة! كم هي جميلة! حيث أن الملك نفسه، كبير السن وهو يراقبها أخبر الملكة بهدوء أنه قد مر وقت طويل منذ أن رأى مخلوقًا جميلًا ورائعًا مثل تلك الفتاة كانت جميع السيدات منشغلات في التفكير في ملابسها وغطاء رأسها، والتي قد يصنعون نفسها في اليوم التالي بعد الحفل، مع تسائلاتهن كيف يمكن أن يجدن مثل هذه الملابس الرائعة والأيدي القادرة على صنعها.
بعد ذلك أصطحبها الأمير إلى المقاعد المخصصة لكبار الزوار، ثم أخرجها للرقص معه، حيث رقصت برشاقة شديدة لدرجة أنهم أعجبوا بها أكثر فأكثر وكان الأمير منشغلاً في التحديق عليها طوال الحفل. بعد قليل ذهبت وجلست مع أخواتها، وأظهرت لهن التعامل الجيد، وأعطتهن جزءًا من البرتقال الذي قدمه لها الأمير ، الأمر الذي أدهشهن كثيرًا، لأنهن لم يعرفنها. بينما كانت سندريلا تسلي أخواتها، سمعت الضربة على مدار الساعة أنّها الحادية عشر والنصف، وعندها قدمت شكرها للأمير وهرعت بأسرع ما يمكن وهربت رشيقة مثل الغزلان.
تبعها الأمير، لكنه لم يستطع اللحاق بها حينها تركت وراءها أحد أحذيتها الزجاجية ، والتي أخذها الأمير بعناية شديدة. عادت إلى المنزل لكنها قطعت أنفاسها تمامًا، وفي ملابسها القديمة حيث لم تترك شيء من كل تأنقها سوى الخف الصغير، الذي أسقطته عندها سئل الأمير الحراس عند بوابة القصر: هل رأيتم أميرة تخرج منه هنا؟.

فأخبروه أنّهم لم يروا أحدًا يخرج سوى فتاة صغيرة، ترتدي ملابس وضيعة للغاية، وعندما عادت الأختان من الحفلة سألتهما سندريلا: إذا كانت الحفلة جميلة، وإذا كانت هناك أميرات جميلات؟ فأخبرنها بأخبار الحفلة كما أخبرنها عن الأميرة الجمياة وانشغال الأمير فيها.
وفي اليوم التالي للحفل أعلن الأمير بصوت البوق للبلدة كلها ، أنه سيتزوج من الفتاة التي تناسب قدمها الحذاء الذي وجده بقصره. ثمّ وظف مجموعة من الرجال لقياس الحذاء على أقدام جميع الأميرات، والدوقات وكل من يحضر البلاط، استمر الرجال بقياس الحذاء على الكل ولكن دون جدوى لانّه لم يناسب أي واحدة منهن.
تم إحضار الأختين، اللتين بذلتا كل ما في وسعهما لدفع قدمهما في الحذاء، لكنهما لم يتمكنوا من إدخال قدميهما فيه، ثمّ قالت لهم سندريلا التي رأت كل هذا وعرفت حذائها ضاحكة: دعني أرى ما إذا كان ذلك يناسبني. حينها انفجرت شقيقاتها ضاحكات لما قالته لكنّ الرجل الذي تم إرساله لمحاولة البحث عن صاحبة الحذاء نظر بجدية إلى سندريلا ، ووجدها جميلة جدًا .

قال الرجل: أنّه لديه أوامر للسماح للجميع بإجراء قياس الحذاء ثمّ أجبر سندريلا على الجلوس، ووضع الحذاء على قدمها، ووجد أنه يسير بسهولة شديدة، وركبه في قدمها كما لو كانت مصنوعة من الشمع، حينها كانت الدهشة التي كانت تشعر بها أختاها كبيرة للغاية، لكنها كانت أكبر بكثير عندما أخرجت سندريلا الحذاء الآخر من جيبها ووضعته على قدمها.
بعد ذلك، جاءت الجنية، لمست ملابس سندريلا جعلتها أكثر ثراءً وروعة من أي من تلك التي كانت لديها من قبل، والآن عرفت أختاها انّها تلك السيدة الجميلة التي رأينها في الحفل، ثمّ ألقوا بأنفسهم عند قدميها لطلب العفو عن كل سوء المعاملة الذي تعرضوا لها فقامت سندريلا وحملتهم وبكت وهي تعانقهم وسامحتهم من كل قلبها، وأرادت أن يحبوها دائمًا تم أخذوا سندريلا إلى الأمير الشاب وهي ترتدي زيها، الذي رأى أنها أكثر جاذبية من أي وقت مضى، وبعد أيام قليلة تزوجها ثمّ أعطت أختيها مسكنًا في القصر غلى جانبها


شارك المقالة: