اقرأ في هذا المقال
قد يقوم أحد الأشخاص بسلب ما هو ليس له، وهو ما يوصف بالسارق أو اللص الذي يحصل على شيء ليس ملكه بطرق غير مشروعة ومحرمة بجميع المجتمعات والأديان، حيث يكون السارق صائداً ماهراً، ولكن عندما يقع الصائد فريسةً لغيره؛ فإنه يعاني بشدة لأنه يرى في نفسه القدرات الخارقة التي لا يمكن لأحد اختراقها، غير أن هذا قد يحدث في الحقيقة الواقعية، حيث أن السارق نفسه قد يتعرض لنفس ما يقوم به وهو السرقة ممن هو أمهر منه في هذا الأمر.
مضمون مثل “سُرق السارق فانتحر”:
قد وردت بعض الأمثال الأصيلة للحديث عن الصفات الشخصية في الإنسان، وفي هذا المثل سيتم الحديث عن الشخص الذي يُمتهن في السرقة عندما يتعرض لنفس ما يقوم به من سرقة، وهو من أبرز الأمثال التي تعني أن السارق الذي يتعرض للسرقة ينحر نفسه من شدة الحزن على ما فقده، بالرغم من أنه ليس مالكه الأصلي.
قصة مثل “سُرق السارق فانتحر”:
ذكر في المصادر أن قصة المثل تعود إلى رجل في العصر القديم، تمكن من سرقة شيء ما من أحد الأشخاص، وكان بذلك يعتقد أنه فاز بغنيمة كبرى، فذهب بهذا الشيء إلى السوق حتى يبيعه ويحصل على المال، ولكن حدث ما لم يكن بالحسبان وما لم يتوقعه على الإطلاق، حيث وجد السارق نفسه أنه قد تعرض لسرقة هذا الشيء الذي قام بحمله إلى السوق من سارق آخر كان أكثر احترافية منه، مما تسبب للسارق الأول في حالة من الحزن الشديد.
قام السارق الأول بنحر نفسه حزناً على ما فقده من شيء ليس ملكه، ومنذ ذلك الوقت ذُكر المثل “سُرق السارق فانتحر”، فاصبحت مثلاً معروفاً في التعبير عن مدى جزع الشخص عندما ينتزع من يده الشيء الذي لا يملكه في الأساس، وقيل في سياق هذا المثل أيضاً “سُرق السارق سرقته فانتحر؛ أي فقد السارق مسروقه وصار منحوراً كمداً.
العبرة من مثل “سُرق السارق فانتحر”:
إن الإنسان من شدة طمعه في هذه الحياة، فإنه حتى عندما يفقد شيئاً ليس ملكه بالأصل يصاب بالكمت والغبن والقهر، فكيف إذا كان مالكه الأصلي، وهنا يجب التفكر بما هو شعور صاحب الشيء الأصلي عندما يتعرض للسرقة بأغراضه التي يمتلكها بالأصل، فهناك من يمتلك أغراض تكون لها قيمة معنوية غالية جداً في نفسه.