شايل طاجن ستك

اقرأ في هذا المقال


جميع الشعوب التي تعاقب وجودها على أطراف هذه المعمورة، تمتلك الموروث الثقافيّ الذي يخصها، وكما إنه يجعلها تتفرد به عن غيرها، وهو بدوره يعبّر عن الكثير من الوقائع والمناسبات، التي حصلت خلال التاريخ، ولعل من أكثر أنواع التراث شهرة “الأمثال الشعبية” والحكم، ويقوم الناس باستخدام هذه الأمثال أو الحكم إذا مرّوا بظرف أو حدث مشابه للحدث الأصلي الذي قيلت فيه تلك الأمثال، فيعبرون عنه بمثل أو حكمة، وهكذا تبقى محفوظة، ويتداولها الناس جيلًا بعد جيل مع إضافة ما استجد من أمثال تعبر عن أحداث الحاضر، والمثل الذي بين أيدينا هو: “شايل طاجن ستّك”.

فيم يضرب مثل “شايل طاجن ستك”؟

لعل مثل: “شايل طاجن ستك”، من الأمثال الشعبية المشهورة، التي تجري على ألسنة العامة، ومن المعروف أن أغلب الأمثال لها أصل وقصص جعلتها تترسخ بأذهان الناس، وتتناقلها الأجيال حتى وصلت إلينا فى يومنا هذا، ولربما ارتبطت بمواقف وقعت لكبار السن، ومن أهم تلك الأمثال “شايل طاجن ستك”، فدائمًا نجد الناس يعبرون به عن وصف حالة شخص ما بالبؤس والضيق، لدرجة أن “طاجن الست” صار مصدرًا للنكد والحزن، حيث كانت الفتاة تقف تطهو الطاجن طوال اليوم، ويُقابل مجهودها بالذمّ وعدم الاستحسان، فانتشرت مقولة “شايلة طاجن ستك” منذ تلك القصة للتعبير عن الضيق والحزن.

قصة مثل “شايل طاجن ستك”:

يرجع أصل مثل: “شايل طاجن ستك” إلى زمن قديم، إذ يُقال إنها تشير إلى الجدات اللائي كنّ لا يعجبهن أي شيء، على الرغم مما بُذل من مجهود، وكان من عادات بيوت العرب قديمَا أن يطبخوا أشهى المأكولات في الطواجن، وكما اعتادت النساء أن يقفن طوال اليوم للانتهاء من إعداد طاجن شهي تحمله على رأسها، وتذهب به إلى جدتها تقديرًا لمكانتها في العائلة، غير أن الجدات اللاتي لا يعجبهن أي شيء، ويمارسن النقد على كل ما تقوم به الأجيال الصغيرة، إذ كنّ لا يعجبهن ما تقدمه لها الفتاة في الطاجن، فتعلق على الطاجن باستياء وعدم استحسان، حتى صار “طاجن الست” مصدر دائمًا للنكد والحزن، للمرأة التي تقف طوال اليوم وهي تطهو الطاجن طوال، ومع كل هذا التعب لا يقابل مجهودها إلا بالنقد وعدم الاستحسان، ومن هنا انتشر مثل: “شايل طاجن ستك”؛ للتعبير عن الضيق والحزن.


شارك المقالة: