من أكثر ما يشغل الأدباء في مجال الفنون الأدبية هو فن الترجمة الأدبية؛ وهذا بسبب أنّه يعتبر فن دقيق ومهم وصعب، وأن الأسماء اللامعة في هذا المجال هم أشخاص لديهم مواصفات مميّزة لا يمتلكها غيرهم من الأدباء والمترجمين، وسنحكي في هذا المقال عزيزي القارئ عن أهم الشروط للترجمة الأدبية في نظر بعض الأدباء المختصّين في هذا المجال.
شروط الترجمة الأدبية من منظور بعض أدباء الترجمة
هنالك بعض الشروط الواجب توفّرها في الترجمة الأدبية لاعتبارها ترجمة متقنة في نظر بعض الأدباء حول العالم، وهذه الشروط هي:
- أن تكون ترجمة الروايات من اللغات الأخرى إلى العربية بشكل أكبر، وهذا يعني أن بنظر بعض الأدباء ترجمة الكتب والروايات من العربية إلى الفرنسية على سبيل المثال هي قليلة جدّاً، ويجب أن تكون بشكل أكبر؛ فهي لا تتجاوز العشر روايات مترجمة، بالإضافة إلى أن الأدباء يرون بأن هنالك عدد كبير من الروايات العربية ذات الأهمية الكبيرة.
- أن لا تقوم دور النشر بطلب الرواية مترجمة بشكل كامل في المرّة الأولى، بل إنّه من الأفضل أن تقوم بطلب بعض الصفحات القليلة أوّلاً؛ وهذا من أجل أن تقوم باختبار أسلوب الكاتب الفنّي بالترجمة وتقييمه بشكل جيّد.
- عدم التركيز على نوع واحد من الروايات والكتب المترجمة؛ فإن أغلب المترجمين من غير العرب يركّزون عادةً على الروايات البوليسية والرومانسية، وهي حتى وقتنا الحالي تعتبر الأكثر انتشاراً.
- اهتمام دور النشر بنشر الروايات المترجمة لدى المترجمين المهمّين، وعدم التركيز فقط على بعض الأسماء غير المعروفة بشكل كبير، وهذا الأمر يتسبّب في عدم أخذ الروايات المميّزة حقّها في النشر.
- أن يمتلك المترجم ازدواجية في الثقافة، وهذا يعني أن يكون المترجم على دراية كبيرة بلغته الأصلية بالإضافة إلى معرفته الواسعة باللغة التي يريد أن يقوم بترجمتها، وما هي أهم الأعراف والتقاليد التي تختصّ هذا البلد، وحتى الوقت الحالي يرى الكثير من الأدباء أن أعمال الترجمة لم تصل للمستوى المطلوب، بل إنّها لا زالت تصنّف بالمستوى المتوسّط.
- تركيز المترجم على ترجمة كتب مكتوبة لغة معيّنة، على سبيل المثال اللغة الإنجليزية؛ فكثرة القيام بترجمة الكتب بهذه اللغة تعطي المترجم المعرفة الكافية التي تؤهّله لترجمة الكتب باللغة الإنجليزية بالمستوى المطلوب.