ما هي شعرية الكتابة بالجسد؟
المقصود بشعريّة الكتابة بالجسد أي الكتابة باستخدام تلميحات ترمز لجسد المرأة، فجسد المرأة يشكل انتظام مفتوح على المجالات الاجتماعيّة والثقافيّة، فكتابة المرأة أشبه بتغليف لجسدها الذي يظهر من خلال معالم الأنوثة التي تظهر في الكتابة، من خلال الإيحاءات والتمويه لكل أجزاء جسدها ممّا يدفع الرجل إلى الإنصات والرغبة في القراءة وتحليل هذه الرموز والإيماءات، فعندما يكون حديث المرأة وكلامها عذب تدفع الرجل للتخيّل، فتنشأ الثنائيّة الضديّة بين أنوثة المرأة وفحولة الرجل؛ بحيث أنّ المرأة الكاتبة بالجسد تحوّله إلى أيقونة وهذا بسبب الكبت الذي تتعرّض له المرأة من الرجل فتعبّر عنه في الكتابة، والرجل يقوم بتحليل هذا الكلام من خلال تذوّقه للمعاني الإبداعية والرموز التي تدفعه للتخيّل.
عن المرأة والكتابة بالجسد:
تعتبر كتابة المرأة امتداداً للرجل من خلال لعبة هندسية، فهي لا تستطيع في جميع الأحيان أن تعبّر عن كل ما بداخلها بالكلام، ويصف البعض كتابة المرأة بالجسد الراقص إذ أن الجسد الراقص يكتب الكلام ويحطّمه، إذ أنّ المرأة من خلال الخروج عن صمتها تحطّم معايير الأدب والالتزام بالحدود العرفية.
المرأة والكتابة بالوشم:
هذا نوع آخر من مشروعيّة الكتابة بالجسد أو على الجسد، وهو من خلال الكتابة بالوشم الذي يعتبر رمز لمعاني يصعب أحياناً على المرأة البوح بها، بعضهم وصفه بإعلان صمت على موت جسد المرأة، لأنّه نوع من التعرّي والاستعراض الجسدي، وبعضهم شبّه الوشم بالحجاب الإسلامي الذي يغطي المناطق المحظورة في جسد المرأة، فيصبح الاستعراض الجنسي لدى المرأة مغطّى بالوشم الذي يعتبر خطاب من المرأة للرجل.
وبشكل عام فإنّ أسلوب الصياغة في كتابة المرأة تختلف تماماً عن كتابة الرجل؛ وهذا لأنّ كتابة المرأة عندما تمتزج بأنوثة جسدها تصبح نوع آخر من الكتابة، ممّا يخلق توتّر في العلاقة بين الكتابة والمرأة التي تنفجر في وعي الكتابة الذكورية، وبعضهم يقول أنّه لا يستطيع الكتابة بدل المرأة لأنّ كتابة المرأة عبارة عن لغة موجودة داخل النصوص لا يمكن التعبير عنها.
أحياناً تكون كتابة المرأة تجريحية للرجل مثل كتاب (من ملف امرأة) للكاتبة ليلى عثمان والذي تصرّح به عن رغبتها برجل آخر غير زوجها، وقامت بوصفه ووصف ملامحه في هذا الكتاب، فيعتبر هذا الكتاب خروج عن الصمت عند المرأة، والذي يعتبر واقعاً تعيشه المرأة في المجتمع الذكوري التقليدي، والذي يعتبر المرأة الخارجة عن صمتها امرأة ساقطة، فالمرأة من خلال كتاباتها تسعى إلى التحرّر الذي يظهر من خلال فعل الكتابة.
وبعض الكتابات عند المرأة تكون فخراً برجل وليس ذماً له، مثل رثاء الشاعرة (الخنساء) في رثاء أخوها (صخر)؛ بالرغم من ذلك تبقى الكتابات النسائيّة بجميع حالاتها وأشكال صياغتها معرّضة للنقد الأدبي وهذا انطلاقاً من الوعي الثقافي بها.