طائر فيشر

اقرأ في هذا المقال



Fitcher’s Bird “(بالألمانية: Fitchers Vogel) هي قصة خيالية ألمانية جمعها الأخوان جريم ، الحكاية رقم 46. إنها Aarne-Thompson من نوع 311 ، البطلة تنقذ نفسها وأخواتها. وهي حكاية أخرى من هذا النوع هي كيف تزوج الشيطان من ثلاث أخوات حيث لاحظ الأخوان جريم تشابهها الوثيق مع النرويجية The Old Dame والتي تم تجميعها أيضًا في هذا النوع من الحكايات، تتميز الحكاية أيضًا بزخارف “الغرفة المحرمة” وقطعة دموية تخون العروس التي تطل في تلك الغرفة ضد الأوامر الصارمة، وبالتالي فهي تشبه حكايات من نوع بلوبيرد.

الشخصيات:

  • الساحر.
  • الفتيات الثلاث.

قصة طائر الفيشر:

كان هناك ساحر اعتاد أن يتخذ شكل رجل فقير، ويذهب إلى المنازل ويتوسل أليها لتعطيه المال، ولكنّه كان يختطف الفتيات الجميلات ولم يعرف أحد إلى أين يحملهنّ، وذات يوم ظهر أمام باب رجل لديه ثلاث بنات جميلات حيث بدا مثل متسول فقير ضعيف، يحمل سلة على ظهره وكأنه ينوي جمع الهدايا الخيرية فيها ثمّ توسل للحصول على القليل من الطعام، وعندما خرجت الابنة الكبرى وأعطته قطعة خبز، ما إن لمسها، حتى اضطرت إلى القفز في سلته.
عندئذ أسرع بخطوات طويلة وحملها بعيدًا إلى غابة مظلمة إلى منزله الذي كان موجود في وسطها، كان كل شيء في المنزل كان رائعا حيث أعطاها كل ما تشتهيه، وقال: يا عزيزتي، سوف تكونين بالتأكيد سعيدة معي، لأنّك ستمتلكين كل ما يمكن أن يتمناه قلبك، وبعد بضعة أيام قال لها: يجب أن أسافر للخارج، وأتركك وحيدة لفترة قصيرة هناك مفاتيح المنزل ويمكنك الذهاب إلى كل مكان ما عدا غرفة واحدة لأنّك ستتعرضين للموت إذا دخلت تلك الغرفة.
ثمّ أعطاها المفتاح كما أعطاها بيضة وقال: احفظي البيضة بحرص، واحمليها معك باستمرار، لأنّ بضياعها سيصيبك مصيبة كبيرة ثمّ أخذت المفاتيح والبيضة ووعدت بطاعته في كل شيء، وعندما رحل دارت حول المنزل من أسفل إلى أعلى، وتفحصت كل شيء حيث كانت الغرف تتألق بالفضة والذهب، حيث أنّها لم تر مثل هذا الروعة العظيمة من قبل.
بعد تجوالها المطول وصلت إلى الباب الممنوع حيث كانت ترغب في تجاوزه، لكن الفضول لم يترك لها راحة، فتفحصت المفتاح الذي بدا مثل أي مفتاح آخر، ووضعته في ثقب المفتاح وأدارته قليلاً، وانفتح الباب وعندما دخلت كان هناك حوض دموي كبير يقع في وسط الغرفة وفيه أناس ميتين ومقطعين إلى أشلاء، وكانت هناك كتلة من الخشب، وفأس لامع عليها، كانت قلقة وخائفة للغاية لدرجة أن البيضة التي كانت تحملها في يدها سقطت في الحوض، ثمّ أخرجتها بسرعة وغسلت الدم، لكن عبثًا حيث ظهر مرة أخرى في لحظة.
لم يمض وقت طويل قبل أن يعود الرجل من رحلته، وأول الأشياء التي طلبها هي المفتاح والبيضة ثمّ أعطته طلبه ، لكنّها ارتجفت لأنها فعلت ذلك، ورأى على الفور البقع الحمراء التي كانت في الغرفة الملطخة بالدماء على البيضة فقال:بما أنّك دخلت الغرفة رغماً عني، لقد انتهت حياتك ثمّ ألقى بها إلى أسفل، وجرها إلى هناك من شعرها وقطع رأسها على الكتلة، وقطعها إلى أجزاء حتى سال دمها على الأرض ثم ألقى بها في الحوض مع الباقين.
قال الساحر: الآن سأحضر لنفسي الثانية، ومرة ​​أخرى ذهب إلى المنزل على شكل رجل فقير، وتوسل إليهم لإعطائه الطعام ثم أحضرت له الابنة الثانية كسرة خبز، فأمسك بها مثل الأولى وبمجرد لمسها حملها بعيدًا ولم يكن حالها أفضل من أختها، حيث سمحت لنفسها أن يقودها فضولها بعيدًا، وفتحت باب الغرفة الملطخة بالدماء، ونظرت إلى الداخل، وبذلك انتهت حياتها عند عودة الساحر.
ثم ذهب وأحضر الأخت الثالثة، لكنّها كانت ذكية وماكرة، وعندما أعطاها المفاتيح والبيضة وتركها بمفردها وضعت البيضة في البداية بعناية شديدة، ثم فحصت المنزل وأخيراً دخلت الغرفة الممنوعة وللأسف رأت هناك أختاها اللتان قتلتا هناك في الحوض حيث قُتلتا بوحشية، وتمّ تقطيعهنّ إلى أشلاء، لكنّها بدأت في تجميع أطرافهنّ معًا وترتيبها من خلال الرأس والجسم والذراعين والساقين حيث بدأت الأطراف في التحرك وتوحيد نفسها معًا، وفتحت الفتاتان أعينهما وأصبحتا على قيد الحياة مرة أخرى، ثم ابتهجنَ وقبلنَ بعضهنّ البعض.
عند وصول الرجل طلب المفاتيح والبيضة على الفور، ولأنّه لم يلاحظ أي أثر للدم عليها، قال: لقد نجحت في الاختبار وستكونين عروستي، لم يعد لديه الآن أي سلطة عليها، واضطر إلى فعل كل ما تطلب منه، فقالت له: عليك أولاً أن تأخذ سلة من الذهب لأبي وأمي، وتحملها بنفسك على ظهرك وفي هذه الأثناء سأستعد لحفل الزفاف، ثم ركضت إلى أخواتها، اللواتي كانت قد أخفتهن في غرفة صغيرة وقالت: لقد حان الوقت الذي يمكنني فيه إنقاذكنّ وسيوصلكنّّ البائس إلى المنزل مرّة أخرى، ولكن بمجرد وصولكنّ المنزل أرسلن لي المساعدة.
وضعت كلاهما في سلة وغطتهما تمامًا بالذهب حتى لا يُرى أي منهما، ثم استدعت الساحر وقالت له: الآن احمل السلة بعيدًا، لكنني سأضع نافذة صغيرة في السلة وأراقب للأرى ما إذا كنت ستتوقف في الطريق للوقوف أو الراحة ثمّ رفع الساحر السلة على ظهره وذهب بعيدًا معها، لكنها أثقلته بشدة لدرجة أن العرق كان يتدفق من وجهه، ثم جلس وأراد أن يستريح لبرهة ولكن على الفور صرخت إحدى الفتيات في السلة: أنا أنظر من خلال نافذتي الصغيرة وأرى أنك تستريح.
هل ستستمر في الحال؟ كان يعتقد أن عروسه هي التي تناديه بذلك فنهض على ساقيه مرة أخرى وفي مرّة أخرى كان يريد أن يجلس، لكنّها صرخت على الفور: أنا أنظر من خلال نافذتي الصغيرة، وأرى أنّك تستريح، هل ستمضي قدمًا مباشرة؟ ثم أُجبر على المضي قدمًا حتى وهو يئن وتنقطع أنفاسه، وأخيراً أخذ السلة التي بها الذهب والبنات إلى منزل والديهما.
وفي تلك الاثناء أعدت العروس وليمة الزواج، وأرسلت الدعوات إلى أصدقاء الساحر ثم أخذت جمجمة بأسنان مبتسمة، ووضعت عليها بعض الحلي وإكليلًا من الزهور وحملتها في الطابق العلوي إلى نافذة الغرفة وتركتها تنظر من هناك وعندما أصبح كل شيء جاهزًا، دخلت في برميل من العسل ثم فتحت سرير الريش وتدحرجت فيه، حتى بدت وكأنها طائر عجيب، ولم يتمكن أحد من التعرف عليها ثم خرجت من المنزل.
وعند عودته نظر العريس لأعلى، ورأى الجمجمة المزخرفة واعتقد أنها عروسه ثمّ أومأ إليها وهو يحييها بلطف. ولكن عندما ذهب هو وضيوفه جميعًا إلى المنزل، وصل إخوة العروس وأقاربها الذين أُرسلوا لإنقاذها حيث أغلقوا جميع أبواب المنزل حتى لا يهرب أحد وأشعلوا النار فيه أمّا الساحر وجميع أفراد طاقمه فقد تعرضوا الاحتراق.


شارك المقالة: